يشعر الفنان ضياء الميرغني بحالة شديدة من الإحباط لما يحدث في مصر بعد الثورة وعدم استقرار الأوضاع بسبب عدم وجود أي شافية واسناد المناصب في الدولة إلى الأقارب والأصدقاء وليس بمبدأ الكفاءة. يطالب الميرغني زملاؤه النجوم بالدخول الى مجال الانتاج لأن العدد الوفير من مسلسلات العام الماضي لن يتكرر هذا العام والدليل على ذلك عدم تجهيز أي عمل حتى هذه اللحظة. يرى ضياء الميرغني ان السينما تمر بحالة سيئة حاليا لتقديمها أفلام بعيدة عن الأحداث التي تمر بها البلد، ويجدها تعرض اعمال للراقصات والمطربين وإشهار السيوف والأسلحة وغيرها من أشكال غريبة على المجتمع، يجيب ضياء عن هذه الأسئلة. هل تجاوب الفن مع ثورة 25 يناير أم لم يصل لها حتى الآن؟ الصندوق الأسود لثورة 25 يناير لم يفتح بعد وأطالب الفنانين بالبحث لاستخراج أسرار الثورة وطرحها بأعمال فنية، وعلى الكتاب والمؤلفين البحث عن أفكار جديدة تعرض على الجمهور بعد الثورة لا ينفع الآن الرقص والغناء في أعمال بعيدة عن الناس. لكن البعض لديه ملاحظات على أعمال بعض النجوم ويهاجمونهم باستمرار، ما رأيك في هذه الظاهرة؟ أي ملحوظة أو مؤاخذة لأحد على الفنان لا تكون بمصادرة حرية الفنان، أرى أن يكون الرد بالفن لأن الفنان يقدم وجهة نظره في عمله الفني وعلى المتضرر مما يقدم بالعمل أن يطرح فن يحمل وجهة نظره هو أيضا. كيف ترى تطور الدراما وخريطتها هذا العام؟ أشعر بالإحباط الشديد مع معظم الزملاء لما يحدث في مصر، العام الماضي عرضت مسلسلات عديدة قيل انها 60 أو 70 عملا، وأنا شاركت بثلاثة أعمال هي «باب الخلق» ورشحني به وأصر عليَّ النجم محمود عبدالعزيز ومسلسل «سيدنا السيد» ورشحني له المخرج إسلام خيري، ومسلسل «الإمام الغزالي». أما هذا العام لا يوجد أي عمل درامي جديد حتى هذه اللحظة، الجميع في خوف من الانتاج والبعض انسحب من الساحة ليتفرج على ما يحث ويحلل الموقف، وأطالب الفنانين الاتجاه للانتاج مثلما ربحوا من الفن يساندوه بالانتاج. ما الحل من وجهة نظرك؟ دخول النجوم للدراما العام الماضي لأن السيناريوهات السينمائية بعيدة عن الأحداث، الجمهور يرغب في أفلام عن الثورة وليس مجرد تلامس معها من خلال ذكرها وبعض اللقطات داخل ميدان التحرير، على الفنان ان تكشف للناس ما يحصل في بلدنا فالناس في حالة تذبذب والفن يستطيع توضيح الغموض الذي يحاصر الجمهور الذي يحب الفن والفنان وأرى أن جميل الناس على الفنان كبير جدا وعلى الفنان أن يرد الجميل بأعمال فنية حقيقية. ألم ترى رد فعل فني عبر عن الثورة؟ شباب المطربين عبروا عن الثورة بأغاني قوية لامست المشاعر وأطالب الممثلين أن يغيروا من هؤلاء ويقلدوهم بأعمال ترضي طموحات الجميع في فن جيد يستعيد مكانته. نجاح الدراما التركية، ما أسبابه؟ الدراما التركية عرفت السو العربي والمصري خاصة نحن لدينا حرمان من صورة مبهرة نظيفة فانهال علينا بمسلسلاته وتشبه طوفان الفيلم الهندي عندنا وفي المنطقة العربية، لا أرى في الدراما التركية سوى أماكن نظيفة جميلة وممثلين لديهم جاذبية فقط ونتابع مسلسل من 90 حلقة يعيد في أحداثه ولا جديد بها. ما هي مشكلة أعمالنا الفنية بعد الثورة؟ المشكلة في أعمالنا الآن اتجاه السينما الى الراقصات والمطربين وأفلام السيوف والضرب التي نراها باستمرار وهي لا تتقدم أي خطوة للأمام بالسينما، لابد أن يقدم الفن السابع أعمال حقيقية يشعر بها المشاهد ولا يراها غريبة عنه حتى لو كانت موجودة بشكل هامشي في المجتمع، هذه النوعية إساءة للسينما.