الفنان سامي مغاوري أحد أصحاب الخبرات الطويلة في عالم التمثيل وله حضور مميز بأعماله السينمائية والتلفزيونية وكثيرا ما يربط بين أجيال مختلفة لأنه يستطيع التعامل مع الكبار ومع الشباب وينجح معهم مثلما فعل في مسلسل «شربات لوز» أمام يسرا، وفيلم «على جثتي» أمام أحمد حلمي. كيف يرى مغاوري الفرق بين الجيلين، وخروجه من شخصية ليدخل أخرى بنفس الوقت هل يمثل مشكلة أمامه، وما القلق الذي يقابله عند تصويره لأي دور له، هل تناولت الدراما بعد ثورة 25 يناير شخصيات تنتمي للواقع، ما أهم ملامح التغيير في الدراما بعد الثورة، وغيرها من الأسئلة التي يجيب عنها الفنان الكبير سامي مغاوري. { كيف جاء ترشيحك لفيلم «على جثتي»؟ بعد أن شاهد القائمون على فيلم «على جثتي» دوري بمسلسل «شربات لوز» رشحوني للفيلم، وعندما درست دوري السينمائي ظننت أنه شبيه بدور محمد الصناديلي أمام يسرا بالمسلسل لكنني اشتغلت على الدور ووجدت بداخله مواصفات مختلفة عملت على ظهورها وخاصة البعد السياسي بالدور. { ما هو البعد السياسي بالفيلم؟ الشخصية تفعل وجهة نظرها والجميع يطيع هذا الرجل صاحب المحل وهذا خطأ لأن السيطرة تخرج من يد هذا الدور، والسينما لها دور في إظهار النواقص السياسية في حياتنا. { كيف نجحت في التفرقة اكثر بين دورك في «شربات لوز» و«على جثتي»؟ تراكم الخبرات والخلفية الثقافية لدى الممثل تعمل على التفرقة، خلال تصوير «شربات لوز» كنت أخرج من البلاتوه لأذهب الى استوديو آخر لتصوير «الزوجة الرابعة» وله دور مختلف وأحاول الاجتهاد قبل التصوير وأعمل ملامح داخلية وخارجية للشخصية ماذا تلبس كيف تتحدث ما ملامحها وغيرها من صفات ادرسها جيدا وأنا أقرأ، بالاضافة إلى انني اسمع بانتباه لملاحظات المخرج لاستفيد منها. { هل تشعر بقلق عند التصوير بعد خبراتك الطويلة؟ أي ممثل لابد أن يقلق خاصة أول يوم تصوير وفي مسلسل «شربات لوز» كنت أحفظ أول مشهد بيني وبين النجمة يسرا وكان طويلا حوالي ثلاث ورقات، واستدعتني لبروفة بيننا وذهبت الى غرفتها وبعد مشاهدتها شعرت بأنني نسيت الحوار كله الى ان قالت لي يسرا: أنا متوترة وأشعر بأنني نسيت الحوار، قلت لها أهلا، فأنا بنفس الإحساس وضحكنا وشعرت أن فنانة بحجم يسرا تقلق وتتوتر أول يوم تصوير وهو دليل حبها للعمل. { لكن صعب أن تقلق في هذه المرحلة؟ اقلق لأنني أخاف على عملي فنجاحي من عمل لآخر يكون رصيدي الفني عند الجمهور وأي تراجع صعب على الفنان، وأخاف جدا إذا كان المشهد الرئيسي للشخصية أول يوم فاتوتر جدا لأنني لا أدخل الدور مثل أي ممثل، إلا بعد أن أتملك من كافة المواصفات، وأحيانا أصور اليوم الأول دون الوصول الى الشكل النهائي للشخصية وأسعى الى تحقيق ذلك بعد الوقوف امام الكاميرات في اليوم الأول، وإذا كان المشهد الأول تطلق عليه ‹ماستر سين› فأذاكره جيدا لأنه يحدد خريطة أدائي للشخصية بعد ذلك. { عملت مع يسرا ومع أحمد حلمي ما الفرق بين الجيلين؟ وجدت بينهما ثقافة واحدة وقيم ايجابية مهمة، ولذا عملت مع أحمد حوالي خمسة أفلام لأنه يختار أعماله جيدا ويعبر عن أفكار جيله بشكل صح، وهناك من جيل الشباب ما أرفض مشاركته أعماله. { الأعمال بعد الثورة هل تتناول شخصيات معبرة عن الوقع؟ الفن بشكل عام لم يعبر عن الثورة ومشاعر الناس، لكن الدراما والأفلام في السنوات العشر الأخيرة فضحت فساد النظام القديم وأرى ان الثورة لم تستقر حتى الآن ولذا الفن لم يعبر عنها بالشكل المطلوب بعد. { دائما هناك مقارنة بين الممثل السينمائي والممثل التليفزيوني لماذا؟ ليس ممثل الدراما اقل من ممثل السينما لأن لكل منهم له رسالة، فالأول رسالته داخل الأسرة والثاني لنوعيات معينة تر دار السينما، اليوم القلق الذي يساور الجمهور من لتواجد في الشارع بسبب الانفلات الأمني يجعل المشاهد يتشوق ليرى النجم فيبحث عنه في الدراما. { ما سبب إقبال النجوم على الدراما في رمضان الأخير؟ توجد سياسة وسطية بين السينما والدراما التليفزيونية أدت الى تقريب المجالين من بعض مع انتشار القنوات الفضائية ولذا اقتنع نجوم السينما برسالة الدراما وأهميتها في الأسرة وأقبلوا عليها. { هل مشوارك في مسرح الدولة يرضيك؟ ندمت على عروض في مسرح الدولة، فالفنن عندما يصل الى سن المعاش بمسرح الدولة لا يحصل على تقديره في المعاش النقدي ويتم مواصلة الذهاب اليومي لإنهاء أوراقه. { أليس للمسرح دور تنويري مهم؟ المسرح رسالة اجتماعية مهمة جدا ولو كان يكفي الفنان كدخل مادي لا أتركه لأن له دور تنويري، وأرى الآن ضرورة قوية لعودته هذه الأيام، والمسرح يوضح حقيقة دور الفنان في المجتمع، السياسة تحدث إحباطات أحيانا لكن الفنان تزداد مقاومته لعوامل الإحباط بأعماله الناضجة. { ما أهم ملامح التغيير في الدراما بعد الثورة؟ الشخصيات الانتهازية والفاسدة أراها ستقل كثيرا في الدراما ولن تكون بكثرة مثل أيام النظام السابق، فالجميع بعد الثورة لا يسكت عن أي خطأ ويضحون بأنفسهم من أجل رفض الخطأ. { لماذا اختفت الدراما التاريخية؟ الأعمال التاريخية مهمة جدا لأننا نرى فيها منحني الحياة في بلادنا، وفي النظام السابق رفضت الأعمال الدينية والتاريخية، ولي مسلسل عن الفقيه ابن تيمية رفض في التليفزيون المصري وعرض بعدد قليل في الدول العربية. ولذا الدراما التاريخية نجحت في سوريا لأنها لم تضع معوقات امامها على المستوى السياسي. { الأجور انخفضت بعد الثورة مع زيادة عدد المسلسلات العام الماضي؟ هذا يؤدي الى بلبلة في الوسط الفني وإذا زيادة الانتاج الى عدم تسويق المسلسلات وهناك فنانين كثيرين لم يحصلوا على أجورهم من العام الماضي، والشركات تبحث جدولة ديونها والقنوات لم تسدد ما عليها للشركات وبالتالي تجمدت الأجور السابقة. { ما الجديد عندك؟ أعود للعمل مع النجم عادل إمام منذ فيلم ‹حب في الزنزانة› رغم عدم التقائي به في الأحداث وحاليا أعود معه في مسلسل «العراب» تأليف يوسف معاطي واخراج رامي إمام، ورشحت للعمل مع الفنان خالد صالح.