طالبت مجموعة من التعاونيات الفلاحية بإقليم بنسليمان، المسؤولين بالجهات المعنية، بفتح تحقيق حول ما شاب عملية الاستفادة من برامج ومشاريع مخطط المغرب الأخضر من خروقات. و جاء في الرسالة الموجهة مؤخرا إلى كل من عامل الإقليم وبعض الإدارات المعنية والوصية على قطاع الفلاحة مركزيا وجهويا ومحليا، توصلت «الاتحاد الاشتراكي» بنسخة منها، «أن اتفاقيات الشراكة التي تم إبرامها في عدة سلاسل إنتاجية بقطاع الفلاحة في إطار البرنامج المسطر بالمديرية الإقليمية للفلاحة ببنسليمان واتحاد التعاونيات، عرفت مجموعات من الاختلالات والتجاوزات». وقد همت هذه الخروقات بالأساس، حسب نفس الشكاية، «الكيفية والطريقة التي استفادت منها بعض التعاونيات الفلاحية المحظوظة على حساب أخرى معروفة بجديتها ونشاطها الفعال و المكثف وكذا مساهمتها الكبيرة في تطوير الفلاحة بالإقليم، حيث تم انتقاء تعاونيات بعينها عن طريق الزبونية والمحسوبية لتمكينها من الحصول على الدعم الممنوح في إطار مشاريع مخطط المغرب الأخضر» علما بأن البعض من هذه التعاونيات حديثة التأسيس و«أغلبها محسوب على رئيس اتحاد التعاونيات، الذي استغل و وظف منصبه على رأس الاتحاد ليخدم مصالحه و مصالح بعض التعاونيات التي يعتبر أعضاؤها و منخرطوها من المساندين والموالين له، وذلك بتواطؤ مكشوف مع المدير الإقليمي السابق للفلاحة، حيث استفادت مجموعة من التعاونيات من بعض الآليات الفلاحية ومن مجموعة من المشاريع الفلاحية المدعمة في إطار البرنامج المذكور ومن بينها نجد تعاونية «الخضراء» التي يرأسها رئيس اتحاد التعاونيات التي استفادت من سيارة «بيكوب» ومن ثلاجات الحليب وكذا من مشاريع تربية النحل والماعز علما بأن هذه الأخيرة (تعاونية الخضرة) غير نشيطة حسب بعض الفلاحين والمنخرطين ببعض التعاونيات. نفس الاستفادة كانت من نصيب بعض التعاونيات المقربة من الرئيس (تعاونية »بروتينات، تعاونية الفجر و...) هذه العملية تمت دون تحديد معايير موضوعية و منطقية قصد الاستفادة من الدعم الممنوح، مما أدى إلى تهميش وإقصاء مجموعة من التعاونيات النشيطة من برامج مخطط المغرب الأخضر ، وخاصة تلك التي تعتبر غير عضو باتحاد التعاونيات. مع العلم أن غالبية هذه التعاونيات الفلاحية تقدمت بمشاريع في هذا الإطار لدى الإدارات المعنية وحظيت طلباتها بالقبول، لكن تدخل رئيس اتحاد التعاونيات و«موقف» المدير الإقليمي السابق حال دون تمكنها من الاستفادة من بعض الآليات و المشاريع الفلاحية. بالإضافة إلى ذلك فإن مجموعة من التعاونيات الفلاحية أصبحت تعاني من تضييق رئيس اتحاد التعاونيات الذي أصبح يستعمل كل الأساليب -حسب تعبير ممثلي بعض التعاونيات- لعرقلة التسيير بها ، وخاصة تلك التي لا توجد تحت لواء اتحاد التعاونيات الفلاحية حيث يتدخل لهيكلة مكاتب التعاونية في خرق للقانون المنظم للتنظيم التعاوني (القانون 24/83 ) وهذا ما حصل بإحدى التعاونيات بسيدي بطاش خلال السنوات الأخيرة التي دخلت في صراعات بين أعضائها بفضل تحريض رئيس الاتحاد المشار إليه ، مما جعل أنشطتها تتراجع وتتجمد لفترة طويلة . و قد أدى هذا التضييق إلى ضياع فرص مواتية لتأسيس و هيكلة تنظيمات مهنية فلاحية بأحلاف ومليلة والردادنة اولاد مالك و الطوالع... ونذكر منها منتجي الحبوب و مربي الماشية( الأغنام،الماعز و الأبقار) و منتجي الحليب و مشتقاته. و للإشارة فإن مجموعة من التعاونيات الفلاحية استفادت من عدد من الآليات و المشاريع الفلاحية الممنوحة من طرف الدولة في إطار برنامج مخطط المغرب الأخضر وتمثلت هذه الاستفادة في آلات الحش و بذور التلقيح الاصطناعي للعجول المختارة و عددها 24 ألف بذرة و 200 برميل للحليب و عدد مهم من آلات تحويل الذرة إلى كلأ للماشية، إضافة إلى 6 سيارات من نوع« بيكوب طويوطا» و ذلك على مدى 3 أشطر ابتداء من سنة 2012 . لكن رغم تقدم بعض التعاونيات الفلاحية بمشاريع هادفة و منتجة قصد الحصول على الدعم الممنوح في هذا الصدد و رغم أن الإدارات المعنية استجابت لطلباتها، فإن عملية الاستفادة شابتها عدة خروقات مما يتطلب من الجهات المسؤولة و المعنية فتح تحقيق في الموضوع لإنصاف باقي التعاونيات، و كذا التدخل لردع رئيس اتحاد التعاونيات الذي فاقت تدخلاته في شؤون التعاونيات كل التوقعات.