استاءت مكاتب التعاونيات المختصة في جمع وتسويق الحليب بإقليم ابن سليمان والمئات من المنخرطين بها من غياب مراقبة قطاعهم من طرف الجهات المعنية بحماية وتقنين عملهم. وجاء في رسالة اتحاد التعاونيات، الذي يضم 13 تعاونية، أن التعاونيات أصبحت تعيش حالة انتكاس في نشاطها الفلاحي، وأن عملية جمع وتسويق الحليب عرفت تراجعا ملموسا في رقم المعاملات فاق 60 في المائة، الشيء الذي انعكس سلبا على السير العادي لهذه التعاونيات ويهدد بإفلاسها وإغلاقها، وتشريد مئات الأسر العاملة بها. وحمّل رضوان الشاقوري، رئيس اتحاد التعاونيات، الأزمة الحالية لما وصفه ب»عشوائية» الاستثمار في الحليب من طرف جهات غير مرخصة وتعاونيات ذات أهداف فلاحية لا علاقة لها بجمع وتسويق الحليب بسبب صمت الجهات المعنية. وأشار الشاقوري إلى إحدى التعاوينات المختصة في تحسين النسل والتي تحظى باهتمام مسؤولي العمالة لأنها تضم في عضويتها أكبر الكسابة بالإقليم ضمنهم برلمانيون، في الوقت الذي حرمت فيه باقي التعاونيات الفلاحية التابعة لتراب جماعة الزيايدة من الاستفادة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومن التأطير في المجال الفلاحي. وأضاف المصدر نفسه أن تلك التعاونية استفادت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من شاحنات لجمع وتسويق الحليب، واستحوذت على بعض مقرات تعاونيات الإصلاح الزراعي، وغيرتها وجعلتها مراكز لجمع الحليب، بل أصبحت تعمل داخل نفوذ باقي التعاونيات (المغلوبة على أمرها)، وتضايق أعضاءها. وأوضح الشاقوري أن على لجنة التحقيق في حال تشكيلها أن تبدأ بملف تعاونية سهب العسل التي تعرضت للإهمال والتماطل الذي جعلها في ضيق مالي حرج، وتسبب في إغضاب أزيد من 400 مستفيد منها، مضيفا أن التعاونية ناضلت منذ سنة 2008 من أجل الحصول على مشاريع مشتركة في إطار المبادرة الملكية، وأنه تم إقصاؤها في البداية مدعين أن المشروع الذي قدم إلى رئيس قسم العمل الاجتماعي لا يمكن تنفيذه في إطار البرنامج الأفقي وأن على التعاونية اللجوء إلى اللجنة المحلية للمبادرة بالجماعة القروية الزيايدة التي تنتمي التعاونية إلى نفوذها، وهو ما اعتبره رئيس الاتحاد مخالفا لمساطر المبادرة.