مرض التهاب السحايا المعروف بالمينانجيت، هو التهاب البطانة (الغشاء) التي تحيط بالدماغ وبالنخاع الشوكي. سببها جراثيم مختلفة أهمها البكتيريا والفيروسات. التهاب السحايا الفيروسي أكثر انتشارا من الالتهاب البكتيري مع أنه نادرا ما يشكل خطورة على الحياة. أما بالنسبة لالتهاب السحايا البكتيري فيمكن أن يكون خطيرا جدا وبحاجة إلى علاج سريع باستعمال المضادات الحيوية. هناك أنواع مختلفة من التهاب السحايا البكتيري. أكثرها شيوعا: المكوراة السحائية (المنانكوكوك) - والهيموفلس أنفلونزي من النوع «ب» أو (Hib) - والمكورات الرئوية. تشكل كل من النسيرية السحائية (المنانكوكوك)، والعقدية الرثوية (الهيموفلس)، والمستديمة النزلية (البنوموكوك) من النمط المثلث المسؤول عن أكثر من 80% من حالات التهاب السحايا الجرثومي في العالم. ونوع الإلتهاب السحائي الأكثر شيوعا في بلادنا هو المنانكوكوك ، والبنوموكوك. أما بالنسبة لنوع الهيموفلس، فقد تمكنت بلادنا من التقليص بصفة ملحوظة من نسبة الإصابة، حيث سجلت حالة واحدة من هذا النوع خلال سنة 2012، وذلك منذ إدخال التلقيح ضده في البرنامج الوطني للتمنيع سنة 2007 . أما بالنسبة لجرثومة بنوموكوك فإن عدد الحالات عرفت تقلصا ملحوظا منذ إدخال هذا النوع من التلقيح ضمن البرنامج الوطني للتمنيع سنة 2010 . إن الجراثيم التي تسبب التهاب السحايا البكتيري تتواجد في منطقة المجاري التنفسية العلوية والحلق. ويمكن لأي إنسان، بغض النظر عن عمره، أن يحمل هذه الجراثيم بدون أن يصاب بالمرض، فمن النادر أن يتخطى جهاز المناعة للجسم ويسبب التهاب السحايا. إن المصاب بالتهاب السحايا في المراحل الأولى تظهر عليه أعراض مشابهه للأنفلونزا، ويتطور المرض خلال اليومين الأولين وبسرعة، ومن الممكن خلال ساعات قليلة أن يؤدي إلى الوفاة في حالة ما لم يكن هناك علاج ناجع. ينتشر هذا المرض بين الناس من خلال الاتصال المباشر، لا سيما عبر السعال والزكام والتقبيل، ولكن الجراثيم لا تعيش خارج الجسم فترة طويلة، فلذلك نادرا ما ينتقل المرض (النوع البكتيري) عن طريق غير مباشر. و حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن 10 إلى 25 % من الأشخاص يحملون جرثومة المنانكوكوك دون أن تظهر عليهم أعراض هذا المرض، و يسمون بحاملي المرض السالمين . كما تجدر الإشارة إلى أن الظروف المناخية تلعب دورا هاما في الإرتفاعات السريعة الفصلية، وقد تبين أن كلا من الرطوبة و البرودة و الغبار يتسبب في إتلاف المجاري التنفسية العلوية و الحلق و يسهل بالتالي غزو الجرثومة للسحايا أوالإنتقال من شخص لآخر بشكل أكثر سهولة.