عرفت قضية الاحتجاجات التي عرفتها منطقة بني اجميل وسنادة بإقليم الحسيمة يوم 20فبراير تطورات أخرى، حيث تعرضت مجموعة من أفراد وقادة هذه الاحتجاجات بجماعة بني جميل للعنف من قبل مجهولين يحتمل - حسب تصريحات هؤلاء المحتجين - أن تكون الغاية منها إسكات صوت هؤلاء الشباب الذين يتهمون رئيس جماعة بني اجميل بالتورط في قضايا فساد، وعلى ضوء بعض التصريحات التي أدلى بها المحتجون مؤخرا . هذا وتعرض الشباب للضرب بالعصي والهراوات وإطلاق كل أنواع السب والشتم من قبل 15 فردا، حيث انتقل ضحايا هذا الهجوم إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة لتلقي العلاجات الضرورية، وذلك بعد إصابتهم بكدمات وجروح في مختلف أنحاء من جسمهم ، حيث منحت لهم شهادات طبية تثبت مدد العجز لديهم في 21 يوما. وفي خطوة إجرائية أكد الشباب بأنهم سيقاضون رئيس جماعة بني أجميل مسطاسة أمام العدالة، وذلك بوضع شكاية أمام الوكيل العام للملك لدى استئنافية الحسيمة . وكان العشرات من سكان دوار تماسينت الواقع شمال جماعة سنادة، المحاذي للطريق الساحلي، قد خرجوا صباح يوم الأربعاء 20 فبراير 2013 ،في مسيرة احتجاجية هي الأولى من نوعها، انطلقت بعد تجمع عدد كبير من شباب الدوار عند قنطرة تيزيران، والتحاق العشرات من سكان الدوار المذكور بالتجمع الشبابي. هذا وقد قطعت المسيرة مسافة حوالي ثمانية كليو مترات في شكل سلمي ومحكم التنظيم في اتجاه مقر الجماعة القروية بمركز سنادة. المحتجون رددوا شعارات تندد بحرمانهم من حق الاستفادة من مشروع الكهربة القروية الذي انطلق منذ حوالي عقد ونصف، والذي غطى حتى يومنا هذا أكثر من ثمانين في المائة من خريطة الدواوير المستفيدة من الكهربة، وبمجرد وصول المسيرة الى المركز الجماعي، وقف المحتجون أمام مكتب خليفة القائد مرددين الشعارات، قبل أن يطلب منهم ممثل السلطة المحلية التوجه إلى مقر الجماعة على اعتبار أن المجلس الجماعي هو المسؤول عن تتبع ملف الكهرباء، وهو ما استجاب له المشاركون في المسيرة الاحتجاجية، إذ توجهوا إلى مقر الجماعة، وقاموا باحتلال مدخله. وقد استغرقت الوقفة حوالي ساعتين ردد خلالها المحتجون شعارات تستنكر إقصاءهم من حق الاستفادة من الكهرباء على غرار باقي دواوير الجماعة، كان أهمها وأكثرها ترديدا هو شعار :»هذا عار هذا عار...الرئيس عندنا شفار». وقد حضر رئيس الدائرة شخصيا وباشر الحوار مع المحتجين أمام مقر الجماعة في الهواء الطلق، حيث أكد لهم أن مشروع كهربة دوار تماسينت في مراحله الأخيرة، وأنه اطلع بنفسه على الأمر لدى المصالح الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء، وطلب منهم اختيار أشخاص يمثلونهم لمرافقته لدى المكتب للاطلاع على الملف وتتبعه. هذا وقد فض المشاركون وقفتهم بعد تطمينات رئيس الدائرة، إلا أنهم أبلغوا هذا الأخير بأنه في حال لم يتم إيجاد حل في القريب العاجل، فإنهم سينظمون مسيرة إلى الولاية. وكانت مجموعة من الجماعات القروية بإقليم الحسيمة قد عرفت احتجاجات من قبيل الجماعة القروية لبني جميل وسنادة مكسولين، ومسطاسة وذلك بعد إعلان السلطات عن قرار حظر زارعة الكيف بالمنطقة من دون إيجاد بدائل تنموية حقيقية.