يبدو أن خرجات البعض من العدالة والتنمية المستهدفة لتقييد كل ماهو إنتاج سينمائي فيه نسمة إبداع وتفكير حر.. ، في الأونة الأخيرة .. لن تقف عند البرلماني والقيادي في الحزب المذكور، عبد العزيز أفتاتي.. فبعد أن احتج وطالب، هذا الأخير، في الأسابيع الأخيرة بين السماء و الأرض، بوقف عرض فيلم سينمائي « الرجل العنكبوت» ( سبايدرمان)، على أحد خطوط الطيران المصرية الرابط بين القاهرة والدار البيضاء بدعوى تضمنه لمجموعة من اللقطات اعتبرها و«عدد» من راكبي الطائرة، غير أخلاقية وتخدش الحياء، ( قبلة بين البطل و البطلة)، وهو الذي لم يشاهد الفيلم وكان منهمكا في قراءة كتاب، حسب ما كشف عنه في أحد تصريحاته الصحافية بهذا الخصوص. وبعد أن شن، قبل ذلك ، هجوما عنيفا على الفيلم السينمائي المغربي «موشومة» للمخرج لحسن زينون الذي اعتبره «منكرا»، وهو الذي لم يشاهده - ولا ينوي مشاهدته كما عبر عن ذلك أيضا - .. وإنما سمع « المنكر..!!» من قبل بعض الأصقاء عن تضمنه لقطات ومشاهد غير لائقة.. يأتي، الآن، دور القيادي في الحزب نفسه، المقرئ الإدريسي أبوزيد، ليشن بدوره هجوما على السينما المغربية، وكأن لا أزمة في المغرب تستدعي توجيه الاهتمام من قبيل الأزمة الماليه، وتفعيل الدستور... إلخ غير «أزمة السينما!!»، معتبرا أن فحوى الأشرطة السينمائية المغربية التي تم إنتاجها مؤخرا، وعَرَضَها المهرجان الوطني المنعقد بمدينة طنجة تتعارض مع القيم الإسلامية، متهماً إياها« بتكريس الرذيلة والانحلال الخلقي» دون أن يوضح هل شاهد، بدوره، هذه الأفلام أم لا مثل أفتاتي . وقد جاء الهجوم في سياق محاضرة له بوزارةَ الأوقاف والشؤون الإسلامية، داعيا الوزارة أن تخرج من دورها «في رؤية الهلال وأوقات الصلاة، إلى ممارسة الرقابة على الأفلام السينمائية المغربية ( هكذا) وحماية المجتمع من قيم الانحلال التي تروّج لها» وقال أبوزيد في الإطار ذاته، حسب ما كشفت عنه العديد من المصادر، أن المركز السينمائي المغربي «يُعلي من شأن هذه النوعية من الأفلام، ويعمل على ترويج أخرى تطبّع مع الكيان الصهيوني، تلميحا إلى فيلم «تنغير.. القدس صدى الملاح»، الفائز بجائزة العمل الأول بمهرجان طنجة الأخير، الذي نعت مخرجه كمال هشكار بالمطبّع، موضحا عن« استعداده لتقديم قراءة سينمائية وتاريخية وسياسية لهذا الفيلم لمدة ساعة..» (كذا).