بلغ عدد حالات الإصابة بداء التهاب السحايا المعروف ب «المينانجيت» خلال شهر يناير الفارط، 22 حالة على صعيد جهة الدارالبيضاء الكبرى، مع تسجيل 3 حالات وفيات بسبب المرض نفسه، حالتان اثنتان بمنطقة البرنوصي وحالة واحدة بالمحمدية. في حين نفت مصادر طبية أن تكون قد سجلت أية حالة وفاة بنفس المرض بمنطقة الحي الحسني خلال الاسبوع الفارط، مؤكدة على أن أمراضا أخرى كانت هي السبب بخصوص الحالتين اللتين تم تسجيلهما. مصادر طبية أكدت على دور المحددات الاجتماعية في ظهور وتفشي عدد من الامراض من عدمه، مشيرة إلى أن «المينانجيت» تنتقل عبر الهواء نتيجة للرذاذ الذي يصدره المتكلم المصاب والذي ينتقل إلى المتلقي، علما بأن هناك نسبة من حاملي الميكروب الذين يتجولون بشكل عادٍ دون أن تبدو عليهم علامات المرض، مما يؤدي إلى نقل العدوى، فضلا عن عامل آخر متمثل في القوارض والحيوانات، أوضحت المصادر ذاتها أن هناك عددا من الجراثيم المسببة لهذا المرض، ومنها الفيروسات والبكتيريات ومن بينها «الايموفيليس» الذي شرع في التلقيح ضده في المغرب منذ حوالي 7 سنوات، و «البنومكوك» الذي شرع في التلقيح ضده كذلك منذ حوالي 3 سنوات، ثم هناك «المينانجكوك» وجرثومة «كوخ» المسببة لداء السل. وفي السياق ذاته، أفاد مصدر طبي بأن حالات الاصابة بالمينانجيت نتيجة ل «البنومكوك» هي متواجدة بنسب متفاوتة، في حين تعد حالات الاصابة نتيجة ل «الايموفيليس» معدودة على رؤوس الأصابع إن لم تكن منعدمة، في حين أن المشكل يكمن في «المينانجكوك» سيما من النوع «B» على اعتبار أن التلقيح متوفر بالنسبة لهذه الانواع (Y . W135 . C . A) أخذا بعين الاعتبار أن النوع «B » تتفرع عنه عدة أنواع من «سوسيروتيب» التي تخلق إشكالا، وهذا النوع هو المتواجد في حوالي 70 في المائة من الدول عبر العالم. من جهة أخرى أكدت ذات المصادر على أن هناك مشكلا آخر يتمثل في المدة الزمنية للمناعة التي يوفرها اللقاح، والتي تعتبر قصيرة على اعتبار أن تكلفة اللقاحات ذات الأمد الطويل هي جد مكلفة، موضحة بأن استراتيجية محاربة أي مرض ترتكز على محاور مرتبطة بالوقاية الاولية، الثانوية، ثم مرحلة ثالثة. وبخصوص داء المينانجيت فإنه يتم تلقيح القاطنين بالتجمعات/المؤسسات المغلقة، كالسجون، الداخليات، دور الرعاية الاجتماعية والخيريات...، تفاديا لتفشي أية حالة وبائية ضد أنواع «المينانجكوك» التي تتوفر لقاحاتها، على أنه تتم إعادة نفس التلقيح بعد مرور 3 سنوات، بالإضافة إلى التتبع الوبائي عبر تحليل المعطيات واعتماد التحقيق الوبائي بخصوص الحالات المسجلة لمعرفة نوع «الميكروب» والتفاعل معه بشكل سريع حتى يستفيد من ذلك محيط المصاب من خلال علاج كيميائي لمدة يومين، وكذلك رد الفعل عبر التلقيح، دون إغفال تلقيح الحجاج وفئات أخرى... هذا وقد شددت مصادر طبية على عدم التساهل مع الحمى عند ظهور أعراضها على الأشخاص، سواء كانوا صغارا أم كبارا، على اعتبار أن «المينانجيت» تصيب الجميع من مختلف الأعمار، وذلك عند ظهور حالات قيء غير متوقف، والعمل على زيارة الطبيب بشكل مستعجل من أجل تدخل طبي آني تلافيا لأية مضاعفات، وعدم الاكتفاء بأخذ مخفضات الحرارة أو مضادات حيوية بشكل عشوائي.