تعاني جماعة اولاد بوعلي النواجة، قيادة بني مسكين الشرقية/ عمالة سطات، من العزلة والتهميش وانعدام أبسط ظروف العيش رغم كثافتها السكانية التي تلعب دورا أساسيا في ضخ أموال هامة في ميزانية الدولة عبر أداء السكان للضرائب المباشرة وغير المباشرة، إضافة إلى خلق رواج اقتصادي في المنطقة من خلال التحويلات المالية المهمة للجالية التي تضخها في صندوق الدولة/ فهذه المنطقة المحتضرة، تحتاج إلى كثير من العناية والاهتمام كما تحتاج إلى تدخل مباشر للمصالح المختصة لكسر طوق التهميش واللامبالاة المسلط على الجماعة من طرف رئيس دائم نخر ميزانيات متعددة دون بناء البنية التحتية. ومن جملة ما تعانيه الساكنة نجد الوضع المزري لمستوصف الجماعة الذي يعرف غيابا تاما لطبيب(ة) وممرض وممرضة، حيت لا يوجد في هذا المستوصف إلا ممرض واحد لا تعرف الساكنة متى يلتحق بعمله ومتى يغادره. ويتساءل المواطنون عن عدم التحاق الطبيبة التي عينت للعمل في هذا المستوصف الذي يتوفر على مساكن خاصة بالأطر الطبية. والمتأمل لواقع الأمور في هذه الجماعة يجد العجب العُجَابْ، فبعد أن احتج السكان على الحالة المزرية وبعض الممارسات الاستغلالية والمهينة لكرامة المواطن من لدن المسير الوحيد الذي ينفرد بقراراته لهدر مال الجماعة، وأَخبروا المسؤولين بهذه الممارسات، إلا أن دار لقمان بقيت على حالها وهكذا تتأكد سياسة التهميش لتشمل كل شيء. فرئيس الجماعة لم يعر أي اهتمام إلى هذا المرفق الاجتماعي الضروري، ولم يف بالوعد التي قدمه كتابة إلى السكان أثناء حملته الانتخابية لاستحقاقات 2009 ولم يطلع على أوضاع هذا المستوصف الذي يفتقر إلى أبسط شروط الطب. هذا ويعتزم سكان الجماعة تنظيم وقفات احتجاجية أخرى في ظل لامبالاة المسؤولين أمام هذا المشكل، لتوجيه رسائل بليغة إلى كل المسؤولين، والوقوف على الاختلالات والخروقات التي تحدث هنا وهناك، وهم مستعدون لاتخاذ أشكال نضالية أخرى لمحاربة الفساد وتدهور الخدمات في كل المؤسسات بالمنطقة وكذلك تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة التي تتمثل في فك العزلة وتزويد كل الدواوير بالماء الصالح للشرب وتوفير البنية التحتية وأطر طبية ذات كفاءة وخبرة بالمستوصف.... كما سبق أن وقعوا عريضة احتجاجية تم إرسالها للمسؤولين الإقليميين لوزارة الصحة، مستنكرين بطء الإجراءات التي تتخذها الوزارة وباقي مكونات الحكومة، للولوج إلى الخدمات الصحية، داعين في الوقت نفسه مصالح وزارة الصحة العمومية بالإقليم إلى إنقاذ هذا المركز الصحي ودعمه بطبيب(ة)، وممرض وممرضة مؤكدين أن سكان الجماعة يضطرون للتنقل إلى مستشفى الحسن الثاني بسطات الذي يبعد عن الجماعة ب 100 كلم من أجل إجراء بعض الفحوصات الطبية الضرورية وخاصة المتعلقة بالنساء الحوامل اللواتي لا يتحملن مشاق السفر. كما أضاف المواطنون أن المستوصف يعاني من التهميش الممنهج والمتمثل في تصدع جدرانه وتآكل أبوابه ونوافذه، مما يجعل منه قبلة مفضلة للدواب والكلاب الضالة، مطالبين جميع الضمائر الحية من جمعيات وأحزاب بكسر طوق التهميش واللامبالاة المسلطة على هذه الجماعة وسكانها.