كشفت مصادر استخباراتية هندية أن كوماندو تابع لمصالح استخباراتها الخارجية اضطر منتصف سنة 2012 لإلغاء عملية سرية لاختطاف المغربية فايزة أوطلحة من مدينة مكناس، للتحقيق معها على خلفية تفجيرات مومباي 2008. وذكرت ذات المصادر، حسب ما كشفته اليومية الهندية (tribuneindia)، أن الهدف من العملية التي حملت تسمية (Operation Morocco) كان يتمثل في ربط الاتصال مباشرة بفايزة أوطلحة (29 سنة)، الزوجة الثالثة لديفيد كوليمان هيدلي (52 سنة) المتهم الرئيسي في اعتداءات مومباي التي أودت بحياة 166 شخصا، واختطافها والعودة بها إلى الهند لتسجيل شهادتها حول تفجيرات مومباي، غير أن «أسباب غير معروفة» أدت إلى إلغاء العملية. وتضيف الصحيفة أن العملية كانت محاطة بسرية شديدة، لدرجة أن رئيس الوزراء الهندي، ومستشار الأمن القومي، والوكالة الوطنية للتحقيق والسلطات الأمنية لمومباي لم يكونوا على علم بالعملية ولا بإلغائها. وتتهم تقارير إخبارية هندية مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بالحيلولة دون محاكمة المغربية فايزة أوطلحة، لأن الشهادة التي ستدلي بها أمام المحكمة «ستفضح» الأمريكيين،حيث سبق لأوطلحة أن حذرت السفارة الأمريكية في إسلام آباد من أن زوجها قد يكون من الإرهابيين. ربما كان يخطط لضرب أهداف في مومباي وكراتشي، كما أن من شأن هذه الشهادة أن تكشف عن تاريخ هيدلي كعميل سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ووكالة مكافحة المخدرات الأمريكية. وهذا ما بررت به ذات التقارير رفض واشنطن تسليم هيدلي للسلطات الهندية للمحاكمة، التي قد تقود إلى الحكم عليه بالإعدام في حال ثبوت التهم الموجهة إليه، ومحاكمته بدلا من ذلك على الأراضي الأمريكية متم الأسبوع الماضي والحكم عليه ب 35 سنة. وكانت أوطلحة قد تزوجت من هيدلي سنة 2007، في الوقت الذي كانت تدرس فيه الطب، لكنها سرعان ما اكتشفت تصرفات غريبة في سلوك زوجها، ولاحظت عداءه الكبير للهند، وراودتها الشكوك حول اعتزامه تنفيذ هجوم هناك، حتى إنها أطلعت مسؤولي السفارة الأمريكية بإسلام أباد على صورة لها مع زوجها، الذي تعمد التقاطها بفندق تاج محل، حيث نزلا به مرتين في أبريل وماي 2007، وهو الفندق الذي تعرض للهجوم. وأوضحت فايزة للمسؤولين الأمريكيين أن زوجها يظهر بوجهين متناقضين: ففي باكستان، يحمل اسم داوود، ويتصرف كما لو أنه مسلم ملتزم، لكن لا يلبث أن يعود ليحمل اسم هيدلي، ويتصرف وكأنه شخص لعوب. وفي تصريح سابق لها لصحيفة «نيويورك تايمز»، قالت أوطلحة: «لقد أخبرتهم بأنه إما أنه إرهابي، وإما أنه يعمل لحساب الأمريكيين. لكنهم قالوا لي لقد أخطأت». وسبق أن كشفت تقارير إخبارية عن رفض الحكومة المغربية الاستجابة لطلب هندي بالتحقيق مع أوطلحة، بدعوى أن المراسلة كانت محررة باللغة الإنجليزية، وطالبتهم بترجمتها إلى اللغة الفرنسية. وأضافت التقاريرذاتها أن المغرب والهند لا تجمعهما أي اتفاقية أمنية في هذا الإطار، غير أن المسؤولين الهنديين قدموا ضمانات بتقديم المساعدة لنظرائهم المغاربة مستقبلا في حوادث مماثلة في حال ما قوبل طلبهم بالإيجاب.