أدانت محكمة أمريكية زوج المغربية فايزة أوطلحة، ديفيد كولمان هيدلي، بالتخطيط لتفجيرات مومباي سنة 2008 وأصدرت أول أمس الخميس في حقه حكما بالسجن لمدة 35 سنة. وفور صدور هذا الحكم، عبرت وسائل الإعلام الهندية عن عدم الرضى، حيث كان الجميع يتوقع صدور حكم بالسجن مدى الحياة بالنظر للخسائر البشرية الكبيرة التي تسبب فيها تفجير فندق تاج محل، والذي راح ضحيته 166 شخصا، غير أن الإدعاء العام الأمريكي هو الذي دعى هيئة المحكمة إلى تحديد الحكم بالسجن ما بين 30 و35 سنة. كما أن الحكومة الأمريكية لم تستجب لطلب نظيرتها الهندية بترحيل ديفيد هيدلي لمحاكمته في البلد الذي وقع فيه الاعتداء. وينحدر هيدلي (52 سنة) من أصول أمريكية، غير أنه رأى النور في باكستان باسم داوود غيلاني، قبل أن يعمد إلى تغيير ذلك الاسم إلى ديفيد كولمان هيدلي، تفاديا لأية شكوك لدى سلطات الهجرة بالهند، وسبق له أن زار الهند في مناسبات عديدة، كما هو مبين على جواز سفره الأمريكي. وثبت عنه أيضا أنه هو الذي اختار المكان الذي سيقيم به «أجمل كاساب» وتسعة من معاونيه قبل تنفيذهم لهجوم مومباي. وللتذكير، فإن تقارير إخبارية هندية كشفت الأسبوع الماضي أن الحكومة المغربية رفضت الاستجابة لطلب هندي بالتحقيق مع المغربية فايزة أوطلحة (29 سنة)، الزوجة الثالثة لديفيد هيدلي بدعوى أن المراسلة كانت محررة باللغة الإنجليزية، وطالبتهم بترجمتها إلى اللغة الفرنسية. وأضافت ذات المصادر أن المغرب والهند لا تجمعهما أي اتفاقية أمنية في هذا الإطار، غير أن المسؤولين الهنديين قدموا ضمانات بتقديم المساعدة لنظرائهم المغاربة مستقبلا في حوادث مماثلة في حال قوبل طلبهم بالإيجاب. وسبق لفايزة أن قالت في تصريح لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بأنها كانت قد حذرت السلطات الأمريكيةبباكستان من أن زوجها ديفيد هيدلي (52 سنة) كان يخطط لتنفيذ هجوم إرهابي في مكان ما. وكشفت أن الزوج كان يكن عداء كبيرا للهند، وراودتها الشكوك حول اعتزامه تنفيذ هجوم هناك، حتى أنها أطلعت مسؤولي السفارة الأمريكية بإسلام أباد على صورة لها مع زوجها، الذي تعمد التقاطها بفندق تاج محل، حيث نزلا به مرتين في أبريل وماي 2007، وهو الفندق الذي تعرض للهجوم. وأوضحت فايزة للمسؤولين الأمريكيين أن زوجها يظهر بوجهين متناقضين، ففي باكستان تجده يحمل اسم داوود، ويتصرف على أنه مسلم ملتزم، لكنه لا يلبث أن يعود ليحمل اسم هيدلي ويتصرف وكأنه شخص لعوب. وقالت : «لقد أخبرتهم بأنه إما أن يكون إرهابيا وإما أنه يعمل لحساب الأمريكيين. لكنهم قالوا لي لقد أخطأت». وخلال اللقاءين الاثنين اللذين التقت فيهما مسؤولي السفارة الأمريكية، عبرت فايزة عن شكوكها بخصوص العلاقة التي تربط زوجها بتنظيم «لشكر طيبة» الباكستاني، المتهم بتنفيذ هجمات مومباي، حيث أكدت أنه كان يتوفر على عدة أصدقاء، هم أفراد معروفون بذلك التنظيم، مضيفة أنه كان يدعي القيام بزيارة عمل إلى الهند، وهي الزيارات التي لم تكن تدر عليه سوى قدر يسير من المال.