بعد انقضاء 33 ألف عام على عصر مخلوق النياندرتال، الذي يُعرف أيضا بالإنسان البدائي، يقول عالِم إن بوسعه بعثه حيا من جديد. وهذا ليس تبعًا لخيال هوليوود وإنما حقيقة تأتينا من جامعة هارفارد الأميركية. فعلى شاكلة «الحديقة الجوراسية» التي تمكن فيها عالم مورثات من استعادة الديناصور من أعماق التاريخ عبر حمضه النووي المخزون آلاف السنين في الكهرمان، يقول عالِم حقيقي الآن إن بوسعه أن يستعيد مخلوق النياندرتال البدائي بالأسلوب نفسه. اليك جورج تشيرتش (58 سنة)، بروفيسور علم المورثات في كلية الطب في جامعة هارفارد الأميركية وأحد روّاد علم الأحياء الاصطناعية الذين ساعدت أبحاثهم في رسم «خارطة الجينوم البشرية». ونقلت مجلات وصحف غربية قوله إن تحليل الشيفرة الوراثية لعظام المخلوق البدائي المتحجرة وصل الى مرحلة تتيح إعادة تركيب حمضه النووي. وقال: «كل ما تبقى الآن هو العثور على متطوعة شجاعة لإكمال ولادته». ويقر البروفيسور تشيرتش بأن «ثمة الكثير الذي يجب أن يُفعل قبل أن نرى بيننا ذلك المخلوق البدائي». لكن مشروعه هذا ممكن وبانتظار التطبيق فقط. وهو يبدأ بخلق حمض إنسان النياندرتال النووي اصطناعيًا، بناءً على تلك الشيفرة الوراثية. وكل ما يتبقى عمله هو وضع هذه التركيبة في خلايا جذعية. بعد ذلك تحقن هذه الخلايا الأخيرة نفسها في خلايا أخرى مأخوذة من جنين بشري في أوائل مراحل تطوره. ووفقًا للافتراض النظري فإن الخلايا الجذعية ستتحكم في نمو هذا الجنين الهجين بحيث يصبح «نياندرتال» بدلاً من «إنسان». وبعد فترة أيام معدودة في المختبر، ينقل هذا الجنين الى رحم المتطوعة لينمو طبيعيًا فيه. يقول البروفيسور تشيرتش إن النياندرتال، الذي كان يعيش على سطح الأرض قبل 33 ألف سنة، «ليس ذلك المتوحش الدموي الذي صورته الأفلام وشاشات السينما الهوليوودية، لأنه كان ذكيًا ويتمتع بدماغ يماثل في حجمه دماغ الإنسان، وكان قادرًا على صنع الأدوات - وإن كانت بدائية - اللازمة لبقائه».