بِزَيّ عسكري ينتمي لمُقاتلي الجيش الحر السوري، وبحجابها الإسلامي، انتشرت صور غيفارا، أو أخطر امرأة في حلب سوريا، انتشارا الإعجاب والفخر على مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء العربية والأجنبية نهاية الأسبوع الماضي، وهي حاملة لأحد أسلحة القنص عن بُعد، في شوارع مدينة حلب شمالي سوريا، لتكون بذلك أول امرأة قناصة في صفوف الجيش الحر المُجابه لقوى نظام الأسد. البداية.. والانضمام إلى الزوج بعد تعرض منزلها للدمار الشامل على يد النظام السوري في حي صلاح الدين بحلب، قررت «غيفارا» الالتحاق بصفوف الجيش السوري الحر ضمن حركة «كفا»، وهي زوجة قائد إحدى كتائب الجيش الحر المسماة ب«وعد» في نفس المنطقة، حيث انضمت إليه لتشاركه في المعارك اليومية ضد القوات النظامية الموالية لبشار الأسد مع اندلاع ثورة الشعب السوري. وكانت «غيفارا»، التي تنتسب لفلسطينيّي سوريا، تعمل مديرة مدرسة ثانوية قبل الثورة، وهي أيضا أخت أبو حمزة، مدير صفحة «شهداء حلب وريفها»، إلى أن تسلّمت مُهمتها ك«قناص» في صفوف كتيبة «وعد» التي يقودها زوجها في حلب، المدينة التي قتل فيها أزيد من 6700 شخص منذ اندلاع ثورة 15 مارس 2011 . ولم تسلم «غيفارا» من شائعات النظام السوري، حيث نسب إليها الانتماء إلى جيش الأسد، كمظلية سابقة ومتطوعة في صفوف «جيش الدفاع الوطني» الموالي للنظام الأسدي، إضافة إلى كونها موظفة في إحدى المؤسسات الحكومية في محافظة حلب ومتزوجة من مهندس في قيادة الشرطة بحلب. نساء مقاتلات.. وتزامنت صور القناصة «غيفارا» وهي تظهر مقاتلة كقناصة في الجيش الحر بحلب، إقدام ناشطين سوريين مُوالين للنظام السوري بث فيديو على «اليوتيوب" لكتيبة عسكرية مكونة من نساء أطلق عليهن «لبؤات الدفاع الوطني»، تهدف لمشاركة من سمتهم إحدى الصفحات الفيسبوكية الموالية للأسد، قوات «رجال الدفاع الوطني» ولحماية البلاد «كي تبقى سوريا محمية ومصانة»، حيث يظهر الفيديو نساء بلباس الجيش السوري وهن يُقَدّمن عرضا عسكريا في ملعب مغلق حاملات علم سوريا مع صورة بشار الأسد. من جهة أخرى، نقلت مصادر إعلامية أن نساء وفتيات كُرديات يعتبرن من أوائل من حملن السلاح واستلمن عدة حواجز تفتيشية في سوريا في الحسكة وريف حلب منذ اندلاع الثورة في سوريا.. حيث انتشرت صور لعدة نساء بالزي الحربي مسلحات وملثمات الوجوه وتقول المصادر أنهن كرديات. ونساء في المعتقلات.. منذ اندلاع الثورة السورية في 15 من مارس 2011، أودعت السلطات السورية المئات من النساء السوريات في المعتقلات والسجون، حيث تقوم الأجهزة الأمنية السورية باستهداف الناشطات والمحتجّات واعتقالهن، أو أخذهن كرهينة في انتظار تسليم أزواجهن أو أبنائهن. هذا فيما كشفت تقارير لمنظمات حقوقية سورية ودولية إضافة إلى تصريحات مصورة، عن معاملة المئات من السجينات السوريات وتعذيبهن وقتلهن، إضافة إلى حالات الإختفاء القسري في مراكز الإحتجاز والتحقيق التابعة للسلطات الأمنية السورية. فيما أفادت بعض الشهادات المصورة لبعض السيدات حدوث حالات اغتصاب في حقهن من طرف شبيحة النظام السوري. ويقول تقرير أخير صادر عن مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، أن عدد القتلى في الصراع الذي تشهده سوريا بلغ 60 ألف شخص خلال 22 شهرا، منذ بداية الثورة في مارس 2011، بمتوسط 5 آلاف قتيل شهريا خلال 2012، مشيرا أن رُبع الضحايا هم إناث وأطفال، فيما تتركز عمليات القتل في حمص، يليها ريف دمشق وإدلب وحلب ودرعا وحماه.