سجل شهر غشت المنصرم رقمًا قياسيًّا في عدد الضحايا منذ اندلاع الثورة السورية قبل أكثر من 17 شهرًا، حيث سقط فيه أكثر من خمسة آلاف قتيل، حسبما أفاد نشطاء في المعارضة السورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، أول أمس، إن 5440 شخصا قتلوا في غشت، حسبما ذكرت «وكالة اسوشيتد برس». وذكر نشطاء في منظمة أخرى معارضة هي لجان التنسيق المحلية أن 4933 شخصا قتلوا، بينهم 4114 مدنيا خلال غشت. وشهدت الأزمة في سوريا تحولا كبيرا في غشت حينما بدأت قوات جيش بشار استخدام الطائرات الحربية على نطاق واسع للمرة الأولى في محاولة يائسة لسحق الثورة، الأمر الذي تسبب في ارتفاع معدل سقوط الضحايا يوميًا بما يجاوز المائة وأحيانا المائتين قتيل، فضلا عن ارتكاب بعض المجازر الدموية التي خلفت مئات الشهداء من المدنيين العزل. وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن قد أعلن ل»فرانس برس» مساء أول أمس، أن عدد ضحايا جرائم نظام بشار الأسد ارتفع إلى 26283 قتيلا على الأقل منذ اندلاع الانتفاضة السورية في مارس 2011. وخلال الاسبوع الأخير من غشت قتل 1248 شخصا بحسب المرصد الذي يستند في جمع معلوماته إلى شبكة من الناشطين والشهود. ومن بين ال5440 شخصا الذين قتلوا في غشت هناك 4114 مدنيا و105 منشقين و1221 جنديا نظاميا. ويضع المرصد قتلى المعارضين المسلحين في عداد المدنيين القتلى. ومن أصل القتلى ال26283 منذ بدء الانتفاضة هناك 18695 مدنيا و1079 منشقا و6509 عسكريين نظاميين. ومن الصعب التحقق من مصادر مستقلة في صحة ارقام الضحايا بسبب القيود التي تفرضها السلطات على تحركات وسائل الاعلام العالمية التي ترغب بتغطية النزاع في سوريا. وحول التطورات الميدانية، أفاد مراسل «فرانس برس» أن المعارضين السوريين المسلحين حاصروا، أول أمس، مدينة حارم المحاذية للحدود مع سوريا عبر اقفال الطرق المؤدية اليها بوجه عناصر الجيش وقوى الامن السورية الذين يتمركزون في مبان رسمية في المدينة والقلعة القديمة. وأعلن ناشط معارض أن المواجهات العسكرية تواصلت طيلة النهار داخل المدينة وعلى اطرافها ويشارك في المعارك العديد من ابنائها المسلحين الموالين للرئيس بشار الاسد. وتقع حارم على سفح جبل على بعد نحو كيلومترين فقط من الحدود مع تركيا، وهي محاطة ببساتين الزيتون والرمان التي يتسلل منها مقاتلو المعارضة للوصول الى مواقع على مداخل المدينة. ومن القلعة القديمة التي تشرف على المدينة يفتح قناصو الجيش النار فور اشتباههم بوجود مقاتلين معارضين. وتتعرض المناطق المحيطة بالمدينة لقصف متقطع من المدفعية الثقيلة والهاون. وأفاد المعارضون المسلحون أنهم يسيطرون على ست من الطرق السبع التي تقود الى المدينة، بحسب ما أوضح أبو سعيد الذي يقود مجموعة من المسلحين المنتمين الى لواء الحق. وقال ابو سعيد «قتلنا اليوم في كمين زعيم فرقة من الشبيحة». يأتي ذلك فيما وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 144 شخصا، أول أمس، معظمهم في دمشق وريفها ودير الزور، بينهم 35 شخصا قضوا في مذبحة بقرية الفان القريبة من حماة، فيما استمر القصف على البو كمال، وأعلن انشقاق 20 عسكريا في مطار الحمدان هناك. وقال ناشطون في المعارضة إن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد قتلت ما لا يقل عن 35 رجلا الأحد عندما قصفت واقتحمت قرية الفان الواقعة في محافظة حماة مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة. وأظهرت لقطات مصورة التقطها ناشطون في قرية ألفان نساء وأشخاصا يبكون بجانب جثث ملفوفة بأغطية بيضاء وضعت في صف داخل أحد المساجد. وواصل الطيران الحربي النظامي قصفه لمدينة حلب وريفها، أكبر المدن السورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 18 شخصا قتلوا في مجزرة ارتكبها النظام صباح أمس في قصف جوي في مدينة الباب بالمحافظة التي كانت شهدت هدوءا نسبيا خلال معظم فترات الثورة. فيما أشارت لجان تنسيق ثورية إلى احتمال زيادة عدد الضحايا الذين لا يزالون تحت الأنقاض.