بانتخاب اللجنة الإدارية التي تعتبر برلمان الحزب، وأعلى جهاز تقريري بعد المؤتمر في يوم 12 يناير بمعهد مولاي رشيد بضواحي مدينة سلا، يكون حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد أنهى آخر نقطة في جدول أعمال المؤتمر الوطني التاسع الذي انعقد أيام 14، 15 و 16 دجنبر 2012 ببوزنيقة. لقد عبر مؤتمرو ومؤتمرات المؤتمر الوطني التاسع عن إرادة وعزيمة قويتين في آخر مهمة من مهام المؤتمر من أجل إنجازها في جو تسوده المسؤولية والانضباط، مستحضرين الوعي الكامل بدقة المرحلة والمستقبل، وكان ذلك واضحا أولا من خلال الإصرار على الحضور المكثف منذ الساعة الأولى بعين المكان من ربوع الوطن، متحملين مرة ثانية أعباء السفر وأحوال الطقس البارد من أجل الإدلاء بأصواتهم، ثم تجلى ذلك من خلال الانضباط والسهر على إنجاح العملية بغيرة قوية وصلت أحيانا للحظات ساخنة كان الهم الأساسي في ذلك هو ضمان المصداقية والنزاهة والشفافية للعملية. لم تكن عملية انتخاب اللجنة الإدارية بالعملية السهلة، والمهمة اليسيرة، وعبر عن ذلك عبد الواحد الراضي رئيس المؤتمر قبل إجراء هذه العملية، ليلة الجمعة 11 يناير 2013 خلال لقاء تحضيري بين رئاسة المؤتمر وكتاب الأقاليم والجهات، قائلا «إن العملية صعبة جدا للغاية لذلك نطلب من الجميع أن يتعبأ لإنجاح هذه اللحظة». وبالفعل لم تكن سهلة عملية التصويت حيث انكب المؤتمرون على وضع علامات بعدة بلائحتين، الأولى وطنية وتضم لائحة عامة ولائحة خاصة بالنساء ولائحة تتعلق بالشباب، أما اللائحة الثانية فهي لائحة جهوية تتكون من لائحة عامة ولائحة للنساء ولائحة للشباب، مع مراعاة أعداد العلامات الخاصة بكل لائحةأثناء عملية التصويت لكي تكون الأوراق صححية وغير ملغاة، وقد أبان الاتحاديون والاتحاديات عن تعامل ذكي في التصويت وتم استيعاب هذه العمليات الانتخابية بشكل سلس وميسر. لم تكن هذه العملية سهلة بالنظر لعملية فرز النتائج وتطوع المناضلين من جميع الجهات من أجل السهر على مكاتب التصويت والقيام بعمليات الفرز، حيث قضوا ليلة بيضاء السبت /الأحد بشكل مستمر إلى غاية منتصف نهار الأحد، كما يجب تسجيل هنا - كما عاينت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» - أن رئاسة المؤتمر ظلت مواكبة للعمليات الانتخابية وسهرت الليل كله لمصاحبة عمليات الفرز وكانت في حالة تأهب من أجل التدخل إن استدعى الأمر من أجل البت في أي اختلاف طارئ بأحد المكاتب. وبانتخاب اللجنة الإدارية سيكون الطريق سالكا أمام الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اليوم من اجل أن تلتئم هذه الأخيرة في أول دورة لها، والتي يحتمل انعقادها بحسب رئاسة المؤتمر في الأسبوع المقبل من أجل انتخاب المكتب السياسي من بين أعضائها لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة. بالفعل إنه حدث تاريخي، استقطب المتتبعين والمراقبين والملاحظين وكل وسائل الإعلام المختلفة، وتتبعه الرأي العام الوطني والدولي، لأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ليس حزبا عاديا في البلاد بالنظر لتاريخه وأدواره السياسية والتاريخية التي لعبها ولايزال يلعبها ويعول عليه ان يقوم بها في المستقبل، خدمة للعدالة الاجتماعية ودولة الحق والقانون والمؤسسات وتفعيل الدستور، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد خاصة في هذه الظرفية الاقتصادية العالمية المطبوعة بالأزمة المالية وتداعياتها على جميع أنحاء المعمور.