الأوراش التي تم إطلاقها هذه الأيام بمدينة وزان ، وبإخراج جديد ، كان من المقرر وضع اللمسات الأخيرة على إنجازها والشروع في تقديم خدماتها منذ سنتين ، لساكنة دار الضمانة المتعطشة لرفع جلباب البداوة عن مدينتها التي عاشت التمدن والتحضر بكل قيمهما المتوهجة ، قبل أن يأتي المركب الإداري المصالحي الذي تعاقب على تدبير شأنها لعقود ، فأتى على الأخضر واليابس بها ، وريفها بشكل لا نعثر له من البشاعة على مثيل وطنيا ! الأوراش المفتوحة اليوم تدخل في إطار مشروع جبر ضرر وزان ، أو ما اصطلح عليه ببرنامج التأهيل الحضري الذي أشرف على إعطاء انطلاقته الملك محمد السادس في زيارته لهذه المدينة أواخر سنة 2006 ، لكن هذه الأوراش سرعان ما سيتم تعليق انجاز غالبيتها مباشرة بعد «اغتصاب» الإرادة الشعبية في يونيه 2009 ، وسيدخل برنامج التأهيل هذا ثلاجة الإنتظار مباشرة بعد انقضاء فترة شهر العسل بين رئيس المجلس البلدي والعامل السابق الذي أفرط في صب الزيت على نار الصراع المتقدة بالمجلس البلدي ، فكانت النتيجة الشلل التام الذي أصاب مرافق المدينة ، واحتقان شرايين تنميتها ، ولم تعد من صور تؤثث فضاءها العام غير الخراب ، وخيم الظلام على شوارعها الرئيسية ، ونقلت المقاولات التي سبق أن فازت بصفقات تهيئ الساحات والحدائق العمومية وكهربة الشوارع ، وشرعت في الأشغال قبل توقيفها ، ( نقلت ) معركتها مع المجلس البلدي إلى ردهات المحاكم ، حيث تقول المصادر بأنه من المتوقع أن تأتي الأحكام في غير صالح المجلس البلدي الذي سيكون مطالبا بتقديم تعويض بمآت الملايين لهذه المقاولات ... التغيير الذي لحق رأس الإدارة الترابية الإقليمية في يونيه الماضي ، واعتماد هذه الأخيرة مقاربة جديدة في معالجة قضايا ساكنة وزان ، إضافة إلى المستجدات التي عرفها صراع أجنحة المجلس البلدي ، كلها عوامل ساهمت في نفض الغبار عن ملفات الأوراش المعطلة التي سيتم إخراجها للوجود بحلة جديدة ، كانت جريدة الاتحاد الاشتراكي منذ أن ظهرت التباشير الأولى على أرض الواقع لتصاميم تأهيل الفضاءات العمومية في طبعتها الأولى التي صادق عليها بالإجماع المجلس البلدي السابق ، قد تعرضت لوحدها للبشاعة التي ستخرج بها للوجود هذه الحدائق والساحات ، وطالبت بإعادة النظر في ذلك أخذا بعين الإعتبار وظيفة كل فضاء ، وحضوره المادي والرمزي في ذاكرة المدينة ، والسهر على تناغم شكله الهندسي مع ما لحق الأذواق الحديثة من مستجدات ، وهو المطلب الذي تسجل الجريدة ، التجاوب معه في الطبعة الجديدة لهذه المشاريع التي انطلقت الأشغال بها قبل أيام . الصيحة الجديدة من اللباس التي لف بها التأهيل الحضري جسد هذه الميادين العمومية والحدائق ، سمحت لهذه الأخيرة بإبراز مفاتنها للعموم ، حتى وأن المقاربة التشاركية في إعدادها وإخراجها للوجود تم تغييبها ، أما الحق في الولوج إلى المعلومة فقد جاء مبتورا ، بحيث أن اللوحات الإشهارية التي تم نصبها عند مدخل كل ورش من الأوراش غاب عن سطحها ونتمنى أن يكون ذلك سهوا الإشارة إلى الغلاف المالي ومدة إنجاز كل ورش على حدة ، وهي معلومات أساسية من أجل الحكامة الجيدة .