«هي لحظة/صورة ستلازمني طيلة حياتي ولايمكنني نسيانها»، هي الجملة التي وردت على لسان عبد الرزاق السباعي قائد فرقة المرور بعين الشق مبتسما، ابتسامة حاول من خلالها أن يخفي تأثره لكن الدموع كانت أقوى منه، مترجمة وبجلاء حقيقة مشاعر وأحاسيس الرجل الذي ظل رفقة زميل له في المهنة صباح الخميس الفارط ينسج خيوط التواصل والتفاعل مع أطفال مركز إدماج الثلاثي الصبغي 21، من خلال الخطاب وباستعمال الصورة والتي انصبت حول قواعد المرور، الاشارات الضوئية، ومعها اشارة «قف» على الخصوص وعلامات الممنوع، وذلك للتحسيس بأهمية اعتماد هذه القواعد واحترامها حفاظا على سلامتهم، ضمن ثقافة طرقية مواطنة. المبادرة التي تعد ثمرة شراكة بين المديرية العامة للأمن الوطني صاحبة الفكرة ووزارة التربية الوطنية واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، اعتبرها قائد فرقة المرور ، تندرج في إطار انفتاح إدارة الأمن على محيطها سيما المدارس والمؤسسات التعليمية بشكل عام، معتبرا أن هذا اللقاء كان ضروريا لعدم تهميش هذه الفئة من الاطفال المعنية بدورها بالطريق وما تحبل به، مضيفا بأن الخصوصية الذهنية لهم لم تمنعهم من التفاعل مع رجال الامن خلال تلك الصبيحة، تفاعل أكدته الطفلة هبة التي ألقت كلمة بالمناسبة بمنتهى الحماس، وهو نفس الحماس الذي كان يسود القاعة خلال التواصل والتفاعل مع كل ما يرد على لسان ممثل الأمن أثناء تقديمه للشروحات، ومن خلال الردود على الأسئلة التي كانت تقابلها تصفيقات الصغار والكبار من أمنيين ومؤطرين وضيوف حضروا اللقاء. من جهته صرّح محمد العلماوي رئيس قيادة المرور بولاية أمن الدارالبيضاء ل «الاتحاد الاشتراكي» بأن اللقاءات التواصلية التي همّت 215 مؤسسة عمومية و15 مؤسسة خصوصية تتطرق بالأساس إلى قواعد السلامة المرتبطة باستعمال الطريق، لكنها كذلك تتطرق إلى مواضيع أخرى ليس فقط مرتبطة بالثقافة المرورية من قبيل الهدر المدرسي، الاستعمال المفرط واللاعقلاني للأنترنيت، التحرش الجنسي، الاغتصاب، المخدرات، البيئة، والمواطنة، وبالتالي فهي تسهم في تقديم دروس تربوية في محاور يعيش تفاصيلها التلميذ/الطفل يوميا، سواء داخل المؤسسات التعليمية أو بالشارع العام، مضيفا بأن الغاية هي التفاعل مع الفاعلين في الحقل التربوي والمجتمع المدني، مشيرا إلى أن اللقاء يهدف إلى عدم إقصاء هذه العينة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك ماتجسده، بحسب ذات المتحدث، النظرة الشاملة للمديرية العامة للأمن الوطني. وفي السياق ذاته أكدت العيادي فاطمة الزهراء مديرة المركز المستضيف لهذه التظاهرة التواصلية والتحسيسية، أنها مبادرة طيبة تهدف إلى عدم إقصاء هذه الشريحة من المجتمع، داعية إلى اعتماد مبادرات متعددة تجاههم، مؤكدة على أن أبواب المركز مفتوحة في هذا الصدد، وذلك من أجل المساعدة على إدماجهم في المجتمع. يذكر أن هذا اللقاء تخللته عروض بهلوانية بأسئلة تثقيفية مرتبطة بالحملة، كما تم توزيع هدايا على أطفال المركز.