استهل فريق النادي القنيطري لكرة القدم، الذي أنجب العديد من اللاعبين الكبار لازالت الذاكرة الرياضية الوطنية تحتفظ لهم بالكثير من الامتنان والعرفان، من بينهم على سبيل المثال لا الحصر احسينة أنفال وبوجمعة أخريف ومحمد البوساتي ونور الدين البويحياوي وخليفة العبد، سنة 2012 وأنهاها على إيقاع الأزمة، التي لا يبدو أنها في الطريق إلى الحل، على الرغم من الجهود المبذولة لضمان الاستقرار على مستوى الإدارة التسييرية للنادي. وكان أنصار ومشجعو النادي القنيطري قد علقوا آمالا عريضة على المكتب المسير الجديد برئاسة أنس بوعناني، الذي انتخب في الجمع العام الاستثنائي للفريق، وذلك بهدف الخروج من حالة الركود الناجم عن الصراع الطويل على الشرعية على رئاسة النادي، والذي لم يجد حلا حتى الآن، لأن العدالة لم تنظر بعد في الاستئناف المقدم من طرف المكتب السابق. واليوم، يبدو أن الفريق يعاني الكثير، فهو حاليا في وضعية سيئة جدا بعد ثلاث هزائم متتالية، ما دفع به إلى أسفل سلم الترتيب، الشيء الذي قد يؤثر على مستقبله في البطولة الوطنية الاحترافية لأندية القسم الأول، خاصة في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، وكذا في ظل التهديد المتواصل للاعبين بمقاطعة التداريب احتجاجا على عدم توصلهم برواتبهم ومكافآت المباريات ومنح التوقيع، إلى جانب كون عبد القادر يومير، الذي تعاقد معه مؤخرا المكتب المسير الجديد للإشراف على تدريب الفريق، واجه يوم الثلاثاء الماضي أثناء الحصة التدريبية مشكلة مع أنصار الفريق، الذين اتهموه بضعف الأداء وطالبوا برحيله. ولعب أنصار النادي القنيطري دورا رئيسيا في دفع الرئيس السابق حكيم دومو إلى الاستقالة، بعد عدة دعاوى قضائية رفعت ضده، غير أن استقالة الأخير لم تفض حتى الآن إلى إنهاء الأزمة، بل على العكس من ذلك ساهمت في تصاعدها ما نتج عنه فوضى في الوسط الرياضي بالمدينة، خاصة مع تواجد ثلاثة مكاتب تتنافس على تسيير الفريق. وفي خضم هذه الأزمة، حزم مجموعة من اللاعبين من بينهم على الخصوص هشام العروي وأيوب بورحيم وزهير لعروبي ويوسف بن مويح حقائبهم ورحلوا عن الفريق في اتجاه أندية أخرى، بعدما لم يتمكنوا من تحمل حالة عدم الاستقرار. والشيء نفسه ينطبق على المدربين، الذين أشرف ثلاثة منهم على تدريب الفريق في غضون عامين. وكان المدرب عزيز كركاش قد أوضح، قبيل انفصاله عن فريق النادي القنيطري، بأن «لا أحد من المدربين يمكن أن ينجح في القنيطرة في مناخ مقلق جدا»، وهو ما تأكد مع خليفته المدرب يوسف لمريني، الذي ذاق بدوره من نفس الكأس وقرر المغادرة قبل انتهاء عقده.