استجاب الوزير محمد أوزين, أخيرا, لنداءات أسرة رياضة كرة السلة التي تعيش منذ قرابة السنة في تشتت وفي نزاعات, تهدد بشكل خطير مستقبل هذه الرياضة, وقرر تلبية طلب تقدمت به الأندية التي تشكل جبهة الرفض المقاطعة لأنشطة جهاز الجامعة, وذلك باستقبالها والاجتماع بممثليها يوم الاثنين 24 دجنبر الجاري. وحسب مصادر مطلعة, فالاجتماع الذي سيحتضنه مكتب الوزير, سيتطرق أساسا لمجموعة من القضايا التي تعرفها رياضة كرة السلة الوطنية, منها على الخصوص ضرورة معالجة الوضع القانوني والشرعي لجهاز الجامعة, الذي يشرف عليه ثلاثة أشخاص لا غير, في غياب مكتب مسير شرعي, وفي غياب رئيس بعد انسحاب الرئيس السابق محمد دينيا الذي تخلى عن مهامه في الجامعة قبل حوالي السنة, وفوض مهمة تسيير الجامعة لأحد نوابه ,في شروط غامضة لا ترتكز على أية شرعية ولا على أية أرضية قانونية. هذا الفراغ القانوني, دفع بالأندية الخمسة وهي أندية تعتبر مرجعية تاريخية للعبة في المغرب, كالوداد والمغرب الفاسي ومولودية وجدة والنادي البلدي إلى جانب نادي بلازا سبور, إلى المطالبة بضرورة عقد جمع عام انتخابي لكي تستعيد الجامعة شرعيتها, لكن مطالبهم ظلت دون رد ولاقت لامبالاة من طرف مسؤولي الجامعة, لتقرر الأندية الرافضة لهذا التسيب مقاطعة البطولة الوطنية. وتطورت بعد ذلك الأحداث, حيث قبلت نفس الأندية التنازل عن مجموعة من القرارات احتراما وتقديرا للتدخل التوافقي الودي لمحمد برادة الشخصية الثقافية والرياضية والذي سبق له أن تحمل مهمة رئاسة الجامعة في أواخر السبعينيات. وشاركت الأندية في الجمع العام الاستثنائي للمصادقة على ملاءمة قوانين الجامعة مع التعديلات المقترحة من طرف الوزارة الوصية, كما وافقت على حضور اجتماع دعا إلى عقده محمد برادة ويجمع بين مسؤولي الجامعة وممثلي الأندية المعارضة, لكن وفي الوقت الذي حضرت فيه تلك الأندية معبرة عن نضج كبير وعن رغبة أكيدة لطي ملف الخلاف ووضع سكة جديدة لقاطرة كرة السلة, غاب مسؤولو الجامعة في استهتار تام لكل ما تم الاتفاق حوله. بل والأدهى من كل ذلك, هو أن مسؤولي الجامعة قاموا بإصدار أحكام قاسية وغير مدروسة تتعلق بالحكم على تلك الأندية المشكلة لجبهة الرفض بالسقوط للقسم الوطني الثاني وأداء غرامة مالية بقيمة 50 ألف درهم بكل نادي تؤدى لخزينة الجامعة. أمام تلك الأحكام وتلك القرارات, قررت أندية الرفض خلق جهاز جديد أطلقت عليه إسم (جمعية كرة السلة المغربية), كما قررت تنظيم دوري وطني انطلق أمس الجمعة ويمتد ليوم الأحد, كما اتفقت على تصعيد المواجهة مع ما تعتبره خروقات وتجاوزات للقانون تلف محيط الجامعة. وتأمل أندية جبهة الرفض أن يكون لاجتماعها يوم الاثنين مع الوزير أوزين معنى وأن تصدر عنه قرارات ناجعة تعيد الاعتبار لجامعة كرة السلة رياضة المثقفين كما توصف.