في حادث غير مسبوق، شهده ملعب مريرت، إقليمخنيفرة، عشية الأحد 23 دجنبر 2012، تعرض حكم المقابلة، التي جمعت نادي شباب مريرت والنادي القصري، لاعتداء خطير على يد رئيس الفريق المضيف وبعض اللاعبين الذين أشبعوه ضربا ورفسا، في مشهد لم يره أحد حتى في حلبات الملاكمة، حسب تصريحات متطابقة، ولم يشفع للضحية صراخه ومقاومته في شيء، ذلك قبل قيام المعتدين، رفقة عدة عناصر أخرى، بالاعتداء على باقي الحكام. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي»، في هذا الصدد، أن حكم المقابلة، رضوان بوبياض، تقدم بشكاية في الموضوع لشرطة مريرت، حيث تم تحرير محضر ضد رئيس الفريق وخمسة لاعبين ومدرب الفريق، فيما تم سحب رخص خمسة من لاعبي هذا الفريق. ومن مكر الصدف، أن يكون مندوب المقابلة من أبناء المدينة، محمد أمدياز، هذا الأخير الذي قام بمهمته بموضوعية ونزاهة، حيث كشفت مصادرنا عن قيامه باستعراض تفاصيل ما وقع ضمن تقريره الذي سيرفعه للجامعة الملكية لكرة القدم من أجل اتخاذ ما يلزم من الإجراءات وتحديد المسؤوليات، وقد أغلق مندوب المقابلة هاتفه الشخصي من باب تفادي أية ضغوط أو اتصالات قد تسعى إلى احتواء ملف الواقعة. إلى ذلك انتشر من المعلومات ما يفيد أن مسؤولين من فريق مريرت لم يتوقفوا عن تحركاتهم في كل الاتجاهات، في محاولة لمحاصرة ما يمكن أن ينتج عنه حادث الاعتداء من تطورات وتداعيات، وفي هذا الإطار، لم يفت بعض مصادر «الاتحاد الاشتراكي» الكشف عن اتصال بمسؤول رفيع المستوى في قطاع الشباب والرياضة، ثم بمسؤول بالجامعة الملكية لكرة القدم الذي تم استعطافه من أجل إمكانية تأجيل البت في النازلة إلى حين التمكن من إنجاح ما يمكن من «المساعي الحميدة» الجارية حاليا. وارتباطا بالموضوع، أفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن مباراة كرة القدم - القسم الأول هواة - عن شطر الشمال، والتي جرت بين نادي شباب مريرت والنادي القصري، قد عرفت حضورا جماهيريا مكثفا، ومرت دقائقها الأولى في أجواء شبه طبيعية، إلى حين حدود الدقيقة 85 عندما نفخ حكم المقابلة في صفارته معلنا عن ضربة جزاء لنادي شباب مريرت، والتي لم تجد صعوبة في اختراق شباك الفريق الزائر، رغم اعتبارها من طرف بعض المراقبين ضربة غير منطقية، وقبل اختتام المباراة بدقائق معدودة ارتفع صوت صفارة الحكم من جديد للإعلان عن ضربة جزاء، وهذه المرة لفائدة الفريق الضيف النادي القصري، ما أثار احتجاجات صاخبة على خلفية إجراء الضربة في وقت لا مجال فيه لأي أمل، سيما عندما تمكن الفريق القصري من زيارة مرمى الفريق المريرتي بإحداثه لمعادلة سهلة ختمها الحكم ب«تصفيرة» تعلن عن نهاية المباراة. وبينما أخذ الجمهور المريرتي في الانسحاب من الملعب، وفي قلبه شيء من الأسى حيال الأداء غير المقنع لفريقه المحلي، لم يكن متوقعا أن يقتحم رئيس هذا الفريق قلب الملعب ويتجه مباشرة نحو حكم المقابلة، رضوان بوبياض (من الرباط)، حيث انهال على هذا الأخير بالضرب المبرح والسب والشتم، الفعل الذي وجد في الأجواء المشحونة أرضا خصبة للفوضى العارمة التي شهدتها رقعة الملعب، من خلال نزول حشود من العناصر المحسوبة على الفريق المضيف، حيث تمت مهاجمة الحكام الثلاثة بصورة خطيرة، وإشباعهم لكما ورفسا ورشقا بالحجارة، حتى أن «محاولات» رجال الأمن باءت بالفشل وفقدان السيطرة على الوضع، وفق مصادرنا التي زادت فأكدت قيام المعتدين بتعقب الحكام إلى نحو مستودع الملابس في محاولة لمحاصرتهم واستكمال «الشوط الثاني» من عملية الاعتداء. وفي السياق ذاته، تم تحويل الأحداث صوب «ملعب الفايسبوك»، إذ لم يفت أحد المتتبعين وصف ما وقع ب«أحداث لارياضية ومسيئة لمدينة مريرت وسمعة فريقها وجمهورها»، بينما كتب أحد أبناء مريرت في تعليق له: «صحيح أن الحكم يكون قد ظلم فريق شباب مريرت، لكن مسؤولي الفريق ظلموا الفريق والجمهور معاً» وزاد متسائلا: «من يتحمل المسؤولية لو تم فرض عقوبات على النادي؟؟؟ علما أن الفريق في موضع مناسب إلى حد مَّا في سلم ترتيب الهواة، ثم إذا كان هذا التصرف سببه، حسب رأي البعض، قد جاء غيرة على النادي وعلى سوء التحكيم، فهل بهذا التصرف تكون الغيرة على الفريق؟»، قبل أن يعبر المعلق ذاته عن رفضه «ربط طموحات الفريق بمزاج المسؤولين»، حسب قوله. ولم يكن من مبالغة في اهتمام الرأي العام المحلي والإقليمي ب«بطولة رئيس الفريق في الأحداث»، ذلك على خلفية مكانة الرجل من حيث هو برلماني ورئيس المجلس البلدي للمدينة، ثم رئيس العصبة الجهوية لجهة مكناس تافيلالت لكرة القدم، ومرشح لشغل منصب رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم.