ماذا تكتب لآن..؟ لا أكتب الآن شيئاً بعينه، أجمع معلومات تحضيرية لرواية قادمة، أراجع بعض البحوث وأدون بضعة قصائد لا أجرؤ على نشرها. إلى أي حد يسعفك هذا الفصل في الكتابة..؟ ليس كثيراً.. وأكثر ما أفعله في الفصول الباردة هو القراءة. أي فصل من فصول السنة يلهمك أكثر؟ الصيف، فهو فصل الفقراء، وفيه يتم التخفف من الملابس والأمراض والأطعمة، أشعر بأنني أصبح فيه أكثر خفة وتحرراً وحيوية. أي شعور يعتريك عندما تنهي نصك..؟ شعور ملتبس، فمن جهة نوع من الراحة ومن جهة أخرى قلق بشأن جودته أو قيمته، هذا عدا الشعور بأن ثمة أشياء متناثرة أخرى لم أتمكن من بثها في النص، دائماً يبقى في نفسي شئ منه. وأنت تكتب هل تستحضر المتلقي..؟ نعم، أفكر بالمتلقي، ولكن مسألة حضوره أثناء الكتابة تكون بين مد وجزر، فأحياناً يظهر وأخرى يختفي، وفي كل الأحوال فإن صورة المتلقي الذي استحضره في ذهني هي أقرب إلى صورتي أنا كقارئ أو بصور أصدقاء مقربين. هل تمارس نوعا من الرقابة على ذاتك وأنت تكتب..؟ نعم، فمن الصعب علي أن أحذف الرقابة من ذهني تماماً وأنا ابن ثقافة لها اشتراطاتها، عدا أنني حريص على تجنب ما قد يتسبب بإيذاء أو جرح شخص آخر. إلى أي حد تعتبر الكتابة مهمة في حياتك..؟ إلى الحد الذي أنها رافقتني ويبدو أنها سترافقني طوال حياتي، وإن لم أصل إلى درجة حسن مطلك في قوله: «أنا والكتابة شيء واحد»، لكنها العمود الفقري في مسألة محاولة الفهم والبحث عن معنى ما لوجودي وهويتي. الكتابة..ما تعريفك لها..؟ هي أهم اختراعات الإنسان على الإطلاق، ولها الفضل على بقية اختراعاته وفي كل هذا التطور الذي وصلت إليه البشرية، إنها أفضل وسائل تعبير الإنسان عن نفسه، وهي أجمل وأرقى أنوع السحر التي ابتدعها بني آدم. إلى أي حد أنت راض عما كتبت..؟ ليس هناك رضى مطلق في الإبداع، ولكنني راض، إلى حد بعيد، عما كتبته ضمن الظروف التي أحاطت وتحيط بي وضمن حدود إمكانياتي. وعلى الرغم من كل ما كتبته فلازلت أشعر بأنني لم أبدأ بعد. عادة هل تعيد قراءة ما كتبت قبل اتخاذك لقرار النشر..؟ بالتأكيد، مرات عديدة، إعادة قراءة وإعادة كتابة أحياناً، كما ألجأ للأصدقاء في مراجعة ما أكتبه قبل دفعه للنشر، وعلى رأي بورخس، فلولا النشر لبقينا طوال حياتنا ننقح المخطوطة ذاتها. محسن الرملي في سطور محسن الرملي كاتب وشاعر ومترجم عراقي يقيم في إسبانيا منذ 1995، حاصل على الدكتوراه بالفلسفة والآداب الإسبانية من جامعة مدريد ويعمل إستاذاً في إحدى الجامعات الأمريكية هناك، له ما يزيد على العشرين إصداراً تنوعت بين الرواية والقصة والشعر والمسرحية والترجمات. تُرجمت بعض أعماله لأكثر من لغة، منها روايته (الفتيت المُبعثر) التي حازت ترجمتها على جائزة آركانسا الأمريكية عام 2002، كما وصلت روايته (تمر الأصابع) إلى القائمة الطويلة في جائزة البوكر العربية 2010 وكانت قد صدرت بالإسبانية قبل صدورها بالعربية، وآخر إصدارته رواية (حدائق الرئيس).