مع الشاعر محمد عابد محمد عابد،شاعر ومهتم بالسينما،عضو اتحاد كتاب المغرب،عضو سابق بالمكتب التنفيذي للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب،فاعل جمعوي وحقوقي،ترجمت نصوصه الشعرية الى الفرنسية والاسبانية والألمانية،ينشر نصوصه في المنابر العربية والمغربية،صدر له ديوان علبة الخسائر ضمن منشورات وزارة الثقافة المغربية سنة 2005. ماذا تكتب الآن.. ؟ أكتب من حين لآخر هذه الأيام ،أسجل أفكاري ،وأوهامي الصغيرة، علها تزهر نصا شعريا.لكن شهيتي للقراءة مفتوحة جدا.أعيد قراءة رواية النبطي للروائي يوسف زيدان، هذا العمل أدهشني كثيرا ،و حلق بي بعيدا عن أجواء الرداءة. إلى أي حد يسعفك هذا الفصل في الكتابة..؟ هذا الفصل يعيدني إلى هدوئي النسبي، ويستدرجني لأجوائه الرمادية، لأعترف للعالم طواعية أن فصل الشتاء يحرض على الكتابة لتزهر و تورق ضدا في فصل الربيع. أي فصل من فصول السنة يلهمك أكثر..؟ بعد الصيف وأجوائه،يأتي فصل الخريف لأستسلم له ممتلئا بالحياة وبكل الحماقات التي ارتكبتها،فيكون بالنسبة لي الفصل المناسب للتأمل والإنصات للذات ، ومع فصل الشتاء أغرق أكثر في الرمادي ، وفي أفق البحر الذي أعشقه شتاءا ، لأنني أتمتع بالمطر و هو يتمرغ في البحر. أي شعور يعتريك عندما تنهي نصك..؟ أشعر بالخوف،لأن هذا المولود سيغادرني نحو الجمهور و النشر، وسيصبح ملكا للجميع ، وعلي أن أعيش مخاضا لولادة نص آخر،آه كم هو مؤلم هذا المخاض. وأنت تكتب هل تستحضر المتلقي..؟ في الحقيقة ، لا أستحضر المتلقي وأنا أكتب ،لأن الكتابة تنطلق من الذات التي هي جزء من الواقع ،فقط أستحضر الصدق ،كي لا تكون كتابتي متكلفة ومتصنعة، لتصل طرية إلى المتلقي. هل تمارس نوعا من الرقابة على ذاتك وأنت تكتب..؟ لا أمارسها و لن أمارسها ، لأن من مهام الكتابة الدفاع عن الحرية ، والكاتب الذي لا يمارس حريته وهو يكتب ،فإنه ضد الإبداع. ما عدا إذا كان نظام الحكم في البلد الذي يقيم فيه المبدع، يحكم بقبضة من حديد ، فالتقنيات كثيرة لتهريب نصوص جميلة وسط ألغام رقابة الدولة، وما أكثر الأمثلة في هذا المجال. إلى أي حد تعتبر الكتابة مهمة في حياتك..؟ أنا لا أعيش من الكتابة، ولست كاتبا محترفا، وأهمية الكتابة بالنسبة لي كوني أقاوم الموت عبرها، وأعيد التوازن لذاتي من خلالها، وتخلق لي أفقا مغايرا لكل ما هو مبتذل وسطحي. الكتابة..ما تعريفك لها..؟ الكتابة عالم أحلام ،أفق للتغيير ،رهان على الأجمل. إلى أي حد أنت راض عما كتبت..؟ إذا تحقق الرضى ، فعلي أن أغادر عالم الكتابة. عادة هل تعيد قراءة ما كتبت قبل اتخاذك لقرار النشر..؟ الكتابة عندي تأخذ وقتا طويلا ، أشتغل على النص مرات عديدة ،وعندما أنتهي منه ،لا أنشره مباشرة، أقرأه في الملتقيات والمهرجانات و على بعض الأصدقاء، وبعد ذلك أفكر في نشره بعدما أكون قد أنهكته إنشادا.