أحيانا تمثل لي القصيدة شكلا من أشكال الخلاص بعد الفراغ من كتابتها صباح الدبي،شاعرة،حاصلة على دبلوم الماستر،عضو اتحاد كتاب المغرب. حاصلة على : - الجائزة الثانية في قطر عن نادي الجسرة الثقافي والاجتماعي،- جائزة محمد الوديع الآسفي لدورتين، تنشر في مختلف المنابر الوطنية و العربية،- تشارك في مجموعة من المهرجانات الوطنية و العربية ،- من المتأهلات لقائمة العشرين في مسابقة أمير الشعراء الموسم الرابع «أبو ظبي»،- صدر لها ديوان : «حين يهب الماء» .2007 ماذا تكتبين الآن..؟ تجرفني قصيدة طويلة إلى أمدائها المتحولة ، يتحاور فيها السردي و الشعري و تتقاسمها شخصيات تُراوح حضورها المجازي لتوغل في عوالمي. إلى أي حد يسعفك هذا الفصل في الكتابة..؟ هذا الفصل-الخريف- يبعث في نفسي السكون و يحملني على الإنصات الجواني ، و تظل التجربة سيدة الموقف ، متى نضجت و استوى دفقها يسَّاقط ثمرها أيا كان الفصل. أي فصل من فصول السنة يلهمك أكثر..؟ فصل الربيع يسعفني أكثر و تتقد فيه الحاجة للكتابة ، تحولات الأرض و السماء تمدني بطاقة تليق بما يفيض من سحر المجاز و ألق اللغة .. أي شعور يعتريك عندما تنهي نصك..؟ الفرح ، هو الشعور الذي يعتريني عادة و إن كان النص وليد تجربة صعبة، أحيانا تمثل لي القصيدة شكلا من أشكال الخلاص بعد الفراغ من كتابتها ، هذه الولادة الشعورية الشعرية بألقها و عنفوانها تكشف لي بعضا من تجليات هذا السر الذي تتحول به اللحظات الشعورية إلى جسد لغوي بديع، وإعادة القراءة بعد الفراغ من النص شكل من أشكال الدلال الذي يناله مني هذا الكائن الشعري الجديد.. وأنت تكتبين، هل تستحضرين المتلقي..؟ بل أستحضر ذاتي و ما يعتريها لحظة الكتابة ، أتتبع أثرها و ووقع الخطى التي تدعوني إلى مسايرتها كما شاءت لي ، و أقدم على هذا السفر الجواني و عدتي اللغة و لبوسها الزئبقي ، أما المتلقي فقد يكون حاضرا بشكل ضمني و أنا أقف بشكل عفوي عند المشترك بيني و بينه في هذا السفر.. هل تمارسين نوعا من الرقابة على ذاتك وأنت تكتبين..؟ ليس بما لكلمة الرقابة من ثقل الإجبار و الإكراه و لكن بما شربته الذات من اختيارات و قناعات أضحت وجهها الذي به تكون، فيتحول الأمر عند الكتابة إلى عمليات كشف لغوي جمالي عن هذا المحجوب الجواني ...و ما سحر الصورة و انثيالها المجازي إلا شكلا من أشكال هذه الترجمة الشعورية التي تمد الآخر بالمفاتيح السرية للجمال الأدبي . إلى أي حد تعتبرين الكتابة مهمة في حياتك..؟ إلى حد كبير ...حين يصبح الفراغ من نص يعتمل في الداخل فرحا و سكينة ، و حين تجد الذات في تجلياتها اللغوية على البياض شكلا آخر من أشكال الوجود، و حين تتنفس الرئة الشعورية بهوائها ..حينئذ تتجاوز أهميتها و الحاجة إليها كل الحدود.. الكتابة..ما تعريفك لها..؟ تجل لغوي للذات ..فرح طفولي و عودة إلى البدء .. تطهير و تجدد للخلايا الروحية .. حياة تنبت من رحم الموت.. إلى أي حد أنت راضية عما كتبت..؟ الرضى قرين للكمال لذلك يكون التوق الدائم إلى هذا الحلم الزئبقي أفضل من الرضى النهائي ، بل هو سر البحث الدائم عن الذي لم نكتبه بعد..و الذي لم نشهده بعد و إلى الولادات المتجددة بما تحمله من دهشة .. عادة هل تعيدين قراءة ما كتبت قبل اتخاذك لقرار النشر..؟ نعم ، أفعل ذلك ، و تكون إعادة القراءة أيضا فرحا بالمولود الجديد و قد يتيح لنا هذا الاحتفاء به معرفة بعض العثرات التي داهمته لحظة الولادة اللغوية، فيتسنى لنا إصلاح ما قد تفسده الرغبة الجياشة في الخروج إلى أنوار البياض ...