تعليق الدراسة ببعض مناطق اقليم الحسيمة بسبب الثلوج    تراجع سعر صرف الدرهم المغربي أمام الأورو والدولار    ارتفاع أسعار الدجاج الحي إلى 30 درهماً للكيلوغرام    نهضة بركان يفوز على الملعب المالي في رابع جولات كأس الكونفدرالية الإفريقية    الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تحتج في مسيرات جهوية ضد قانون الاضراب    "حماس" تستعد لتحرير 34 رهينة    عواصف تتسبب في تأجيل أكثر من 100 رحلة جوية في ألمانيا    القضاء الفرنسي يوجه تهمة "التحريض على الإرهاب" للمدون الجزائري عماد تانتان    الجزائر تدمن استغلال المنابر الدولية لتصريف الحقد على المكاسب المغربية    الزمامرة تنتصر بثلاثية في الجديدة    حكيمي يتوج بلقب "السوبر الفرنسي"    النصيري يهز الشباك مرتين بتركيا    زخات رعدية مهمة وثلوج مرتقبة بالمغرب    خواطر بوشعيب عمران: "منادات جريح"    فرنسا تعبر عن "شكوك" بشأن التزام الجزائر إحياء العلاقات الثنائية بين البلدين    إسرائيل: حزب الله "غير ملتزم" بالهدنة    هدف أبوخلال يقود تولوز للفوز الثاني على التوالي في الدوري الفرنسي    أزمة إنتاج أمهات الكتاكيت بالمغرب .. شركة أمريكية مرشحة لبناء ضيعات    تفاصيل حكم فرنسي يقضي برفع ساعات العربية بمدارس البعثة بالمغرب    درك سيدي إفني يفكك عصابة للهجرة    تلقت ما مجموعه 7 آلاف و226 ملفا : مؤسسة وسيط المملكة ترى الإجراءات الإدارية المرتبطة بالتسجيل والحصول على الدعم الاجتماعي معقدة ومضيعة للوقت    دراسة: التفاعل الاجتماعي يقلل خطر الإصابة بالنوبات القلبية    تيزنيت:"تيفلوين" تفتح أبوابها الأربعون لاكتشاف الموروث الثقافي والفلاحي والاجتماعي والتقليدي للساكنة المحلية    الحسيمة.. سيارة تدهس تلميذة صغيرة وتنهي حياتها    ترشيحات "غولدن غلوب".. فيلم "إميليا بيريز" في صدارة المنافسة    وزير الخارجية السوري يدعو من قطر إلى رفع العقوبات الأمريكية عن بلاده    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية إلى 45 ألفا و805    فرنسا تشكك في التزام الجزائر بإحياء العلاقات الثنائية    و"هبيولوجيا" الخطاب.. أو حين يصبح العبث منهجا سياسيا    مسرحية "هم" تمثل المغرب في الدورة الخامسة عشرة لمهرجان المسرح العربي    هكذا كنت (أحتفل) بنهاية السنة في السجن    حقوقيون يسجلون استمرار قمع حرية التعبير وينبهون إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية    انطلاق أشغال مؤتمر الألكسو ال14 لوزراء التربية والتعليم العرب بمشاركة المغرب    رسمياً.. بلدان إفريقيان يشرعان في إنتاج الغاز الطبيعي    الإعلان في المغرب عن تأسيس المنظمة الإفريقية لحقوق الإنسان    وقفة احتجاجية تضامنا مع سعيد آيت مهدي أبرز المدافعين عن ضحايا زلزال الحوز    "ميتا" تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة لتطوير تجربة التواصل الاجتماعي    انخفاض المبيعات السنوية لهيونداي موتور بنسبة 1,8 بالمائة    تاوسون تتوج بدورة أوكلاند للتنس بعد انسحاب اليابانية أوساكا    خبراء مغاربة يؤكدون عدم وجود تهديد استثنائي من "فيروس HMPV"    "أدناس" يستحضر تيمة "الشعوذة"    فيروس رئوي جديد يثير قلقا عالميا    المغرب يفرض "رسما مضادا للإغراق" ضد الأفران الكهربائية التركية    مطالب للحكومة بتوعية المغاربة بمخاطر "بوحمرون" وتعزيز الوقاية    الصين تطمئن بشأن السفر بعد أنباء عن تفشي فيروس خطير في البلاد    أسباب اصفرار الأسنان وكيفية الوقاية منها    آخر الأخبار المثيرة عن حكيم زياش … !    المرأة بين مدونة الأسرة ومنظومة التقاعد    الهيئة الملكية لمدينة الرياض تُعلن تشغيل المسار البرتقالي من قطار الرياض    المشاركون في النسخة ال16 من لحاق أفريقيا ايكو رايس يحطون الرحال بالداخلة    حادث سير بشارع الإمام نافع في طنجة يعيد مطالب الساكنة بوضع حد للسرعة المفرطة    أمن مراكش يحجز 30 ألف قرص طبي    سليم كرافاطا وريم فكري يبدعان في "دا حرام" (فيديو)    بنكيران: الملك لم يورط نفسه بأي حكم في مدونة الأسرة ووهبي مستفز وينبغي أن يوكل هذا الموضوع لغيره    الثورة السورية والحكم العطائية..    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بشراكة مع راديو بلوس الاتحاد الاشتراكي يرسخ ثقافة حزبية حداثية مغايرة في تقديم مرشحيه للرأي العام


الحبيب المالكي:
الاتحاد محتاج الى تجديد هويته وجعل المعركة الاديولوجية معركة أساسية
قبل أن يجيب عن السؤال الموجه اليه من طرف منظمي المناظرة ،اختار الحبيب المالكي في البداية أن يتحدث عن الاتحاد الاشتراكي الذي قال عنه أنه رغم ثقل التراكمات السلبية والإيجابية استطاع أن ينير الطريق من خلال التأسيس لثقافة سياسية جديدة و هو ما يؤكد أن حزب الاتحاد مازال يشكل حزب المستقبل. وأضاف المالكي في السؤال حول شخصه يجعله يغوص في ذاكرته النضالية كطالب وكأستاذ و كمسؤول حزبي ، ساهم في انجاح تجربة الاتحاد في تدبير الشأن العام في حكومة التناوب التوافقي، بما لها وما عليها. ولخص الحديث عن شخصه في علاقته بالاتحاد الاشتراكي في ثلاث محطات ، الأولى تتعلق بالتحضير للمؤتمر الاستثنائي للحزب 1975، الذي ساهم فيه بوضع التقرير الإديولوجي الى جانب الشهيد عمر بنجلون .
وسرد المالكي في الزمن المخصص لهذا السؤال حرارة النقاش وعمقه والدفء الذي كان يجمع المناضلين، مضيفا أن الانطلاق من هذه المحطة يعود الى راهنيتها، مؤكدا أن الاتحاد محتاج الى تجديد هويته وجعل المعركة الاديولوجية معركة أساسية. ذاهبا الى القول أن العولمة جعلت من كل ما له علاقة بالبعد الإيديولوجي متجاوزا كما أن العولمة جعلت ما يسمى بالحكامة وصفة سحرية لإيجاد الحلول لكل مشاكلنا ،كانت مجتمعية أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية، كما أن الحكامة أدت إلى سيادة ثقافة التدبير عوض توفير الشروط لجعل ثقافة التغيير هي المنهجية والتصور والاختيار الأساسي . وتمنى المالكي أن يكون المؤتمر التاسع منطلقا لإعادة الاعتبار للبعد الإيديولوجي. وقال إن المعركة الثانية تتعلق بكل ما له علاقة بجعل المسألة الاجتماعية مسالة محورية ، مذكرا أنه ساهم في تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في إطار اللجنة العمالية الوطنية التي كان يترأسها المرحوم عبد الرحيم بوعبيد، مؤكدا أن المسالة الاجتماعية ركيزة أساسية في ما نحن اليوم وما نريد أن نكون غدا، في كوننا حزب اشتراكي ديمقراطي إذا لم يعتبر المسألة الاجتماعية محورية يفقد هويته.
وأضاف المرشح للكتابة الأولى أنه مرتاح جدا على صعيد التنسيق بين الفدرالية الديمقراطية للشغل وبين الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، لأن الحركة النقابية تاريخيا كانت إحدى ركائز الحركة الاتحادية وساهمت في نشأة الإتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959. معتبرا العنصر النقابي أساسيا في ترتيب البيت الإتحادي ولا يمكن أن نضع غدا خطة سياسية أو تنظيمية بدون أن ننطلق من ضرورة تعزيز الحركة النقابية في أفق الوحدة. أما المحطة الثالثة فقد تحدث فيها الحبيب المالكي عن البعد المغاربي ، وذكر بأنه عندما كان طالبا بباريس أتيحت له الفرصة في ترأس جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين، وتذكره التجربة بأن الاتحاد ولد مغاربيا, حيث كان التنسيق مع الجبهة الوطنية للتحرير الجزائرية تنسيقا عضويا . وقادة الاتحاد في تلك الفترة كان لهم ارتباط قوي متعدد الأبعاد مع القادة التاريخيين الجزائريين.وأنه رغم ما نعيشه اليوم فالبعد المغاربي لازال بعدا استراتيجيا بالنسبة للإتحاد الاشتراكي كحزب للمستقبل استطاع أن يجعل من الاستشراف ومن جعل المغرب الكبير، أفقا أساسيا لتغيير ميزان القوى، مضيفا ما أحوجنا اليوم للتنسيق مع القوى الديمقراطية التقدمية على مستوى المغرب الكبير.
وفي تشخيصه للحزب انطلق الحبيب المالكي من نقطة قال عنها إنها تجمع بين كل المرشحين وكل مناضلي الحزب الذين يتحملون مسؤوليات مختلفة داخل الاتحاد, أن الأوضاع الداخلية للحزب ليست بخير, معتبرا الحزب يمر من أزمة تحول ليست جامدة, بل هي تؤشر على أن الاتحاد كيان حي يتفاعل مع محيطه جهويا وإقليميا ودوليا. وهذه الأزمة حسب المرشح للكتابة الأولى الحبيب المالكي ناتجة عن تقاطع عوامل مختلفة لأن التشخيص مسألة أساسية حتى يكون هو المنطلق لتقديم اقتراحات تحظى بالفاعلية والمصداقية وانه بقدر ما كان اختيار الاتحاد للمشاركة في الحكومة 1998 ايجابيا ،بقدر ما كان تدبير المشاركة سيئا. وذلك لكون القواعد الحزبية ونخبة الحزب لم تنخرط كليا في هذه التجربة ذات البعد التاريخي وأنقذت المغرب من أزمة كانت تهدد كيانه. وقال المالكي أن ما يمكن استخلاصه للمستقبل أن أي مشاركة غدا ينبغي أن تتم عبر مؤتمر استثنائي كيفما كانت الهيأة التقريرية لاتخاذ القرار. وذلك لتعميق النقاش وخلق الجو المناسب لينخرط الجميع في القرار. وأكد الحبيب أن الحزب كان سجين المصلحة العامة والدفاع عن الوطن باعتبار ذلك مترسخ في ثقافة الاتحاد ومن ثوابته ولكن أدى ذلك الى الهجرة خارج الحزب والآن يجب الإعمال بالنقد الذاتي لاستخلاص الدروس وإحداث نوع من المصالحة الداخلية وجعل المؤتمر التاسع منطلقا لإعادة البناء وتحسيس المناضلين أن هناك شيئا تغير . وفي جانب ثالث تحدث المالكي عن سوء تدبير النقط الخلافية بين المناضلين مما أدى الى نوع من النزيف عن قصد أو بدونه، وقد حان الوقت لوضع آليات جديدة لتدبير النقط الخلافية ، مع احترام رأي الأقلية باعتبارها جزءا من ضمير الحزب وهو ما يعزز ثقافة اليقظة . والعنصر الموالي الذي تحدث عنه المالكي هو التحولات التي عاشها المجتمع المغربي اليوم والرسائل التي حملها 25 نوفمبر التي استخلص منها ما يجب استخلاصه, مؤكدا أننا لم نكن استشرافيين ولم نواكب ما عاشه المجتمع المغربي في السنوات الاخيرة لأن الحزب هجر المجتمع ولم نهتم كما في الماضي. الشيء الذي استفادت منه قوى أخرى . وقال المالكي ان هذه العوامل الثلاثة كانت منطلقا لتأزيم اوضاعنا الداخلية حيت أن مواقفنا لم تساعد الاتحاد ان يكون حزبا فاعلا في المشهد السياسي.
وتساءل المالكي كيف الخروج من ذلك وجعل المؤتمر أرضية لإعادة البناء ، مجيبا أن اختيار المعارضة صائب و لا يمكن التعامل مع الأمر بشكل تكتيكي بل يجب ان نتعامل معه بشكل استراتيجي بتحديد المهام الجديدة من أجل معارضة بديلة تخلق قطيعة مع عدد من الممارسات التي يشوبها عدم الوضوح. داعيا الى الانخراط في المجتمع بإعادة الاعتبار للقيم والأخلاق والفكر.وأكد أنه تم التراجع على ذلك في الاتحاد نتيجة ممارسة البرغماتية العمياء. كما ساهم هذا التراجع في تفكك العلاقة الداخلية للحزب بخوض معركة مواقع في محطات انتخابية.
ودعا الحبيب الى ضرورة خوض معركة إيديولوجية اليوم لجعل الحزب قوة سياسية فاعلة ومؤثرة ، لأن طبيعة الصراع السياسي اليوم من نوع جديد, فهناك قوى محافظة لها طابع رجعي تخضع لمنطق غيبي لا علاقة له بالزمن السياسي الذي نعيشه اليوم ومن جهة أخرى قوى حاملة لمشروع مختلف ومتجهة للمستقبل. واعتبر الحكومة الحالية أخطر حكومة تهدف الى جعل المجتمع المغربي تحت الوصاية وإذا لم تتم مقاومة ذلك بجميع الوسائل من منظور سياسي وثقافي وإيديولوجي, فإن المغرب سيتراجع . وأضاف المالكي أن كل المكتسبات مهددة اليوم. وقال أن هذا الوضع يدعو الى فتح نقاش جديد مع مكونات اليسار المغربي رغم أنه لا يمثل قوة انتخابية لكنه حامل لمشروع، لتأسيس قطب يساري والمبادرة في هذا الاتجاه لإعادة بناء الذات .ولم يستثن المالكي الانفتاح على القوى الوطنية الديمقراطية الاخرى في نقط لا تمس ثوابت الحزب. وأكد المالكي على شعاره :الحزب المؤسسة والى ضرورة تجديد النخب وتمثيلية النساء والمناصفة في أفق المؤتمر بوضع الخطة الاستراتيجية لذلك , الشيء الذي ينطبق على الشباب وجعل الجهوية ركيزة ومنطلقا لتجديد ثقافة الحزب ضد مركزة القرار وسلطوية القرار. وانتقل المالكي الى شرح بنود أرضيته بالتفصيل, الشيء الذي يمكن الاستماع اليه بتفصيل في راديو بلوس على موقعه الاخباري على الأنترنيت.
ادريس لشكر:
القيادة الحزبية اليوم مطالبة بالانخراط في المجتمع بقناعة ومسؤولية
قبل أن يتحدث ادريس لشكر في الزمن المخصص لإلقاء الضوء على شخصه، قال لحسن عواد مدير الأخبار لشبكة راديو بلوس, أن لشكر من القيادات التي بصمت تاريخ الاتحاد الاشتراكي ,عرف عليه إلمامه بالتنظيم وشغبه السياسي الإيجابي, سواء في قبة البرلمان أو خارجه. واليوم يدخل ادريس لشكر للتنافس على الكتابة الأولى للحزب في ظل متغيرات تنظيمية وسياسية أنهت العلاقة مع مرحلة التوافق, موجها السؤال الى لشكر عن شخصه والرهانات التي يراهن عليها من خلال هذا الترشيح.
وفي جوابه قال ادريس لشكر إن ما هو شخصي لا علاقة له بما نحن بصدده، فالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية شأن عام بامتياز، فهو استمرار لحركة التحرير الشعبية، كما هو حزب لم تؤسسه القوانين والنصوص ولم يتأسس بإرادة مجموعة الأفراد, ولكنه بالفعل كائن مجتمعي حي ولد من الجماهير الشعبية وسيستمر معها. وأضاف لشكر أنه التزاما منه ببرنامج المنظمين سيخضع لإرادتهم للحديث عن شخصه، قائلا أن ولادته صادفت غليانا في الوطن بعد نفي المغفور له محمد الخامس, ولهذا لم يكن من حظه «قيامة السابع و ذبح الخروف من أجل التسمية « كما هي عادات وتقاليد المغاربة. وأضاف لشكر أنه عرف الاتحاد الاشتراكي وهو طفل من خلال التجمع الجماهيري الكبير الذي قام به الأخ المهدي بنبركة في مركب شويكة , حيث كان يبلغ من العمر 7 سنوات، كما عرف الاتحاد من خلال منزل عبد الله المانوزي في التقدم التي كان مقابلا لمنزلهم والذي كان لونه ورديا، وبجواره منزل عبد الرحمان الكوهن باللون الأصفر وهو لون الجبهة الملكية للدفاع عن المؤسسات الدستورية . وانتقل لشكر للحديث عن ظروف القمع 1963 ، مشيرا إلى أن والده الذي يشغل بقالا كان يجتمع عنده أصدقاؤه الذين كانوا يشترون الجريدة, فكان ادريس لشكر من المساهمين في قراءة جريدة التحرير للذين لا يتقنون القراءة، وذلك لمتابعة المحاكمات التي كان يعرفها البلد وقتها . وفي السبعينات - يضيف لشكر-بالسلك الثانوي استقطبه أستاذه الاتحادي عبد السلام السويدي وهو الآن عضو فرع يعقوب المنصور الى صفوف الاتحاد من خلال دروسه التي كانت تفتح آفاق الانخراط الفعلي، وكان لشكر يبلغ أنذاك 16 سنة خاض بعدها النضال في الشبيبة الاتحادية والقطاع الطلابي ، وقال مرشح الكتابة الأولى أنه لم يشتغل فقط في المشروعية النضالية داخل الاتحاد, بل كان مضطرا للمزاوجة بين العمل السري والعمل الشرعي, نظرا للحملات القمعية المتعددة التي ووجه بها المناضلون، وألقى لشكر الضوء على هذا العمل السري من خلال الكتابة على الجدران وفي توزيع المناشير السرية وتحسيس الرأي العام بما يجري في مواجهة الاتحاد والاتحاديين والاتحاديات.
وفي 1975 زمن المؤتمر الإستتنائي الذي حضره لشكر، قال المتدخل أنه كان مشاغبا بعض الشيء. وفي لجنة التقرير الإيديولوجي كان هناك نقاش حاد مع رئيسها أحمد الحليمي ومع الفاعل الأساسي فيها الشهيد عمر بنجلون الذي ارتبط إسمه في الدفاع عن التقرير الاديولوجي. وقال لشكر أنه بالشغب الطلابي والشبيبي استمر لدرجة أن الحزب قرر استراتيجية النضال الديمقراطي «وأغلبنا لم يكن مقتنعا بها» ، وأضاف أنه لم يتم الإنخراط في كل الاستحقاقات التي لحقت وأكدت الأحداث سبب عدم الاقتناع من خلال التزويرات التي عرفتها هذه الاستحقاقات . وقدم لشكر في معرض جوابه عن سؤال حول شخصه زمن دخوله للبرلمان 1993 الى اليوم ومساهمته الى جانب فريقه في البرلمان كقوة اقتراحية عندما كان الاتحاد في المعارضة,ثم المساهمة في تجربة التناوب وجعل سند لها في السلطة التشريعية وفي المجتمع . وذكر لشكر بالمأزق الذي عاشه الحزب إبان حكومة التناوب الثانية و طلب منه الانضباط عندما قال أنه لا حل لنا إلا الخروج للمعارضة.
وفي تشخيصه للوضع الحزبي قال لشكر أن الأرضية التي يتقدم به المرشحون اليوم لا ينبغي أن تكون إعلانا عن المبادئ ولا متمنيات ولا افكارا في الهواء، بل ينبغي أن تنطلق من واقع حقيقي حزبي ووطني.
وأضاف أن ما يلزم المرشح مع الشعب المغربي ومع الاتحاديات والاتحاديين هو أرضيات المرشح وليس التصريحات الموزعة هنا وهناك، معبرا عن مفاجأته بتصريح هنا وتتمة له في استجواب آخر وقناعة مغايرة ومتناقضة في جانب ثان. واعتقد لشكر أن المرشح مطالب بتشخيص للواقع وماذا يقترح كأرضية وكبرنامج واضحين.
وقال لشكر أن الجميع يتحدث عن أزمة في الاتحاد ، مضيفا أن الأزمة ليست تنظيمية أو سياسية, بل إن الحزب في أزمة نعم ، لكن لا يجب أن يخطيء أحد أن الاتحاد كائن حي مجتمعي في وطن يعيش أزماته ونبضاته وسكناته، ومن يعتبر الحزب سيارة توقفت ويجب تغيير قطاعها الغياري أقول له « انت لا تعرف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لأن من لم يخبر الاتحاد في الحواري والأزقة وفي المطاردات الأمنية وفي القمع الذي كان موجها للمناضلين، فهو يجهل الاتحاد من الداخل» وركز القول بأن الاتحاد هو للواقفين على قارعة الطريق من المعوزين والفقراء والبؤساء وهو اتحاد الأرامل واليتامى والمحاصرات والمحاصرين في القرى والجبال والذين ظلوا هناك دون أن يذكرهم أحد . كما لا أحد يدافع اليوم عن هؤلاء الذين دفنت وجوههم في التراب دفاعا عن الديمقراطية ، وهناك اكتفاء بالقول - يضيف لشكر- بأننا كنا هناك وحضرنا هنا وسمعنا فلان قال. ..إن مسيرة الاتحاد - يذكر لشكر- ليست كل هذا الارتباط بالذات, بل إن الاتحاد هو الالتحام والانخراط في قضايا الوطن والجماهير الشعبية ، وقال أن الخطأ الذي ارتكبناه هو أننا سجنا مشروعنا السياسي في حدود اكراهات النظام وتحملنا عبء هذا النظام السياسي وبحثنا له عن مبررات لأخطائه في كل مرحلة من المراحل وأحينا بدأنا نبرر ما لا يبرر ونقول لنا أزمة في الاتحاد ، مؤكدا أن المسؤولية تقع على الجميع ، وتساءل لشكر لماذا نعلق مشجب الإخفاقات على الآخرين ونعتز بالنجاحات ، معتبرا أن من يريد خدمة الاتحاد الاشتراكي لابد أن يذهب الى عمق الأزمة ، لأن غدا ينبغي أن تكون لنا قيادة جريئة قوية وقادرة على القول أن الأبيض أبيض والأسود اسود ، أما أن نسجن أنفسنا مرة أخرى في منزلة بين المنزلتين محاولين تبرير ما لم يبرر, فإن ذلك يؤدي الى خلق الفراغات التي يملؤها الآخرون مستغلين كل هذا التأرجح و التدبدب.وقال لشكر إن الحديث عن مفهوم الصدامي بدلالة ليست في محلها ,أقول له أن الأمر وارد وفي محله, لأنه اليوم عندما يقف المواطنون احتجاجا على الزيادة في الكهرباء يجب أن تكون قيادتنا في عين المكان منخرطة مع الجماهير الشعبية في ما يهم شأنها المعيشي عن قرب ، وأضاف لشكر يجب أن نكون هناك في الأزقة والحواري وفي السفوح والجبال والدواوير واقفين ضد الظلم والاستبداد والعنف ضد النساء وهذا هو دور الاتحاد اليوم. وأضاف أن الأزمة ما هي لا إيديولوجية ولا سياسية, بل إنها بكل وضوح هي أزمة صنعناها في عقدين من الزمن وأحيانا عن حسن نية في اختيارنا للغة تنطلق من استقرار البلد وأمنه خوفا من الفتنة و الفوضى، وهذا الاحتراز المبالغ فيه والتماهي مع النظام حتى أصبحنا نعتبر أنفسنا حراسه هو أزمتنا، في حين كان الأمر يتطلب غير ذلك، وقال لشكر أنه في حكومة التناوب انخرط في خطأ «لا «نقول فيه لا عندما يتطلب الأمر ذلك، معتبرا هذا الأمر هو التشخيص الحقيقي لذلك. وبالنسبة لمفهوم القائد الوحدوي قال لشكر أن الاتحاد تجربة عملية حقيقية، ويلزم الاتحاد قائدا للتنظيم ومن يستطيع ذلك هو الذي مر بخلايا في المدرسة والجامعة والمؤسسة, ناهيك عن المرور بأجهزة الحزب من الفرع الى الكتابة الاقليمية،فالامر لا يتعلق بكرسي في القيادة. والاتحاد تجربة تنظيمية حقيقية وليست تغطيات من الفوق ، والتغطيات - يقول لشكر- عندما تبني النقابات وتحمي التنظيمات مرحبا بها لكن الفرجة عن التنظيم بوضع المسافات مع كل القضايا لا يمكن أن يخدم الحزب وأكد أن الحزب محتاج الى قيادة قادرة على اتخاذ القرارات من أجل البناء, متسائلا هل التغطيات الفوقية « الريزو» هي التي حافظت على وضعنا في التعليم العالي وفي شتى تنظيماتنا الموازية, مضيفا أن تجربتنا في الوحدة معروفة قائلا: « اسألوا قيادات الحزب الاشتراكي الديمقراطي سابقا من انخرط مؤمنا حقيقيا بالوحدة وانفتح في الوقت الذي كان يمارس فيه الضغط على شخصي على أساس أنني اقترحتهم في مواقع هامة في قيادة التنظيم. مؤكدا أنه كان المسؤول على الوحدة مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي سابقا, ثم أضاف اسألوا مجموعة المريني عندما انسحبت من منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، موجها الانتقاد الى من يتحدث عن الوحدة وكأنها وحدة في الخيال. ويقول لشكر أن الوحدة الحقيقية لا تقام في الصالونات والندوات والخطب, بل هي وحدة تكون قاعدية وفي صفوف الجماهير, مذكرا في هذا الصدد بحركة 20 فبراير ،ومن لم يشخص بشكل حقيقي ما جرى في بلادنا ويحدد من هم خصومنا الحقيقيون وكيف سندبر الأمر وما هي الحلول المقترحة, فإن الحديث من خارج ذلك يبقى لا معنى له، وأكد لشكر أن الحزب ليس في أزمة, لأن الحركة الجماهيرية المنبثقة فينا والمنبثقين فيها من حقها أن تعاتبنا وان تقلق علينا ولكن يجب أن تتأكدوا -يقول لشكر- أن قيادة حقيقية للإتحاد قادرة أن ترجعنا الى المجتمع. مؤكدا أن ترشيحه نابع من تجربة عملية وتنظيمية وسياسية. وأعطى في هذا الصدد نماذج اشتغاله محليا وجهويا ووطنيا محددا أبعادا تنظيمية وجهوية ووطنية خاض معاركها باسم الاتحاد الاشتراكي عن قرب وحقق مكاسب ملموسة في ذلك. كما قدم لشكر تفاصيل أرضيته التي سبق وأن لقيت اهتماما كبيرا من وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والسمعية.
أحمد الزايدي:
الاتحاد الاشتراكي
في أزمة من صنع أبنائه
في حديثه عن أحمد الزايدي قال مقدم المرشح باسم الاتحاد الاشتراكي عبد الرحمان العمراني, أن الزايدي ينتمي الى جيل مفصلي, نتجت خلاله شروط الممارسة السياسية في المؤسسات المنتخبة جهويا ووطنيا, كما ينتمي الى مكون أساسي ضمن مكونات المدرسة الإعلامية التي ساهم الحزب في بلورة معالمها الكبرى، متسائلا عن المحطات الأساسية التي صاغت حساسية المرشح أحمد الزايدي داخل الاتحاد, وما هي الأعطاب الأساسية التي حددها في انغلاق الهيآت التنظيمية للحزب وأزمة القيادة التاريخية وغياب قيادة من جيل جديد والمشاركة في الحكومة رغم عدم احترام المنهجية الديمقراطية . وجوابا عن الأسئلة قال أحمد الزايدي أنه يعتبر نفسه نتاج جيل من مكونات المجتمع المغربي وهو جيل السبعينات الذي عاصر الممارسة الديمقراطية بشكل مغاير, مؤكدا أن الوقت لا يسمع للحديث بالتفصيل ولكن من الكلمات التي لابد أن يقولها أنه انخرط في الاتحاد الاشتراكي مبكرا وهو طالب لأنه ينتمي الى هوامش المحيط ناحية الرباط ,وبالتالي كان كل ما يأتي من العاصمة أو من المدن هو ما يساهم في صقل شخصه كإبن الريف ، وقال الزايدي أن انخراطه في الاتحاد في السبعينات صادف الأزمة الطلابية لسنة 1971 حيث اضطر الى جانب مجموعة من الطلبة للفرار الى الجزائر وقضى بها سنتين درس خلالها بكلية الحقوق بوهران ثم الجزائر العاصمة, التقى خلالها بالفقيه البصري رحمه الله وعبد الرحمان اليوسفي أطال الله عمره.
وأكد مرشح الكتابة الأولى أن صدق الاتحاد كان يجر وراءه كل الأجيال ويدعو الى الانخراط في المجتمع بنفس الصدق والنضالية التي يتميز بها من ربوا الأجيال من المناضلين الاتحاديين.
وبعد عودته من الجزائر 1975 التحق بالإذاعة والتلفزة المغربية كصحفي وكانت أول محطة إعلامية, التغطية لحدث المسيرة الخضراء, مارس بعدها الصحافة لمدة 20 سنة بعدها غادر القناة احتجاجا على ربط الداخلية بالإعلام بعدما كان مديرا للأخبار والتحق بعدها لتدريس الاعلام بالمعهد العالي للصحافة. وفي 1976 ترشح الزايدي باسم الاتحاد الاشتراكي ببوزنيقة وكان المرشح الأصغر في عالم قروي وهي نفس السنة التي كان من الصعب أن يعلن أحدا انتماءه الى الاتحاد في البادية على الخصوص, وهو يعتز بإدخال الاتحاد الى البادية متحدثا عن تجربته في المجالس الجماعية وفي البرلمان ومذكرا بتزوير الانتخابات سنة 1993 لفائدة عبد الكامل الرغاي وزير المالية آنذاك, حيث نظمت المظاهرات بمسيرة نحو القصر الملكي بالصخيرات تلتها محاكمات قاسية في حق شبان وطرد على إثرها الزايدي من عمله, معتبرا أنها محطة يعتز بها لأنها صقلت نضاله في واجهة الاتحاد. وأضاف أنه يذكر بذلك لأن الاتحاد الاشتراكي والانتماء إليه لم يكن باللفظ, بل بالممارسة والعمل من أجل ترسيخ الديمقراطية ونشر ثقافته. وذكر بدخوله للبرلمان عن طريق القضاء لأنه بعد مظاهرات الصخيرات عملت الغرفة الدستورية على إلغاء الانتخابات وإعادتها من جديد في هذه المنطقة. وبعد أربع ولايات على ذلك كانت الانتخابات تجرى مرتين عن طريق القضاء, مؤكدا أنه خاض ثماني حملات انتخابية من أجل أقل من أربع ولايات . وهو ما أهله لقيادة الفريق اليوم.
وتوقف أحمد الزايدي في تشخيصه لأوضاع الحزب عند كفاءات الاتحاد الفكرية والاقتصادية وفي شتى المجالات كأطر وطنية رجالا و نساء، معتبرا أن انتقاده للاتحاد لا يتوجه به الى الأشخاص, بل الى الممارسات الصادرة عن الأشخاص التي تخل بالمنظومة الحزبية التي هي ملك لكل المغاربة . وقال الزايدي توجد اليوم العديد من الاسئلة التي ينبغي طرحها بكل شجاعة مع التقدير لعمق الافكار التي جاء بها المرشحون وعمق تحليلها في ما يتعلق بالآليات والمحيط والتوجهات العامة، لكن-يضيف الزيدي- يغيب في هذه المعادلة السؤال التالي: «إذا كان الاتحاد الاشتراكي راكم مجموعة من التجارب وهو بهذا العمق من هذا التفكير وهذه القوة من التخيل, فلماذا وصل الاتحاد الى ما وصل اليه؟».مؤكدا أن الاتحاد اليوم يعاني ، متسائلا اين نحن من الاتحاد الاشتراكي الذي عرفناه في السبعينات والثمانينات ،وفي التسعينات أو حتى غداة حكومة التناوب ، مضيفا أين المشكل إذن ، قائلا أننا نتحدث اليوم عن واقع لكننا نتحدث عنه بخجل أو نحاول أن نلقي بالمسؤولية عن الآخر. وأكد أحمد الزيدي انه برغماتي في تفكيره لكن ليست البرغماتية العمياء ، معربا عن قناعاته الاتحادية حتى النخاع لكن في نفس الوقت يملك الشجاعة ليقول بأن الاتحاد أخطأ الموعد في أكثر من محطة. والمسألة ليست موجهة ضد الحزب, بل هي موجهة ضد تدبير للفكر الاشتراكي والخط السياسي للإتحاد. وشخص الزايدي أسباب الأزمة في العجز المتواصل عن انتاج القيم الفكرية والأخلاقية والتي شكلت على الدوام القوة السياسية للإتحاد، وصاحب التوقف عن إنتاج القيم التوجه الى التدبير الكلاسيكي وأحيانا الإداري ، واعتبر ذلك تحليلا في العمق يكشف أن الاتحاد فقد مواقعه في مجالات متعددة منها استشراف الثقافة تاركين المجال للقوى المحافظة. وألقى الزيدي الضوء على مقرات الحزب المهجورة التي تفتح أوقات الانتخابات والممارسات التي لا تليق بالإتحاد . ورجح ذلك الى الإنشغال بأشياء اخرى غير الاتحاد الاشتراكي، وانغلاق الهيئات التنظيمية أمام المجتمع، والسبب الثالث يعود الى أزمة القيادة التاريخية وما للقائد التاريخي من حمولة تشفع له كل ما يقوم به وهو فوق كل الرهانات وعندما بدأت تندثر هذه القيادات التاريخية واجهنا واقعا لم نستطع القيام فيه بالتحول اللازم لفتح المجال لأجيال جديدة للولوج الى القيادة, أما السبب الرابع فلخصه الزيدي في كون الاتحاد ربح رهان التناوب وخسر نفسه. وانتقل الزيدي للحديث عن 2002 والخروج عن المنهجية الديمقراطية وأن الاتحاد لم يقم بأي رد فعل, بل تم الانخراط بدون تحديد شروط المشاركة مع توجهات مختلفة عن توجهات الاتحاد الاشتراكي. وكل هذه الأسباب هي التي تدعو اليوم الى القول أن الحزب في أزمة.وهذه الأزمة من صنع أبنائه . متسائلا عن المطلوب في هذه المحطة ، مجيبا أن على الاتحاد أن يلعب دوره الأساسي بورش لإعادة البناء وهو محتاج الى جوانب تدبيرية وسياسية والأوراق التي سيخرج بها المؤتمر ستكون منهاجنا وخطوتنا المستقبلية، ومن الآن -يقول الزيدي- على المستوى السياسي أن الاتحاد اختار المعارضة ولم يكن الاختيار سهل, بل لأن الاتحاد مجبر وإلا انقرض, فالقوى الرجعية تكتسح الساحة لكن عندما يتم التأكيد من نجاعة الاختيار لابد من اعطائها منظورا نضاليا وسياسيا يضمن التعبئة اللازمة للتنظيمات الحزبية وانخراط القوى باستقلال القرار السياسي للحزب في مواجهة مؤسسات الدولة والأوساط السياسية والاقتصادية من مختلف المستويات. وأكد الزيدي أن البلاد في أزمة وأن الدستور الذي صادق عليه المغاربة الأمس هو اليوم مجمد بفعل القوى المحافظة . والمطلوب من القيادة الجديدة أن تكون قيادة قادرة على استرجاع الاتحاديين الى بيتهم الحزبي بوضوح في الخط السياسي. ومر الزيدي بعد ذلك وفي إطار الدقائق المخصصة للحديث عن أرضيته التي تحدث عنها بتفصيل بصوته على راديو بلوس ويمكن الاستماع اليها على موقع الراديو على الأنترنيت.
فتح الله ولعلو:
إعادة الاعتبار للسياسة في المغرب لا يمكن أن تتم إلا عن طريق الاتحاد الاشتراكي
وفي تقديمه لفتح الله ولعلو, ترك لحسن عواد الكلمة للمرشح أن يتحدث عن شخصه, معتبرا أنه غني عن التعريف. وقال فتح الله أنه بدأ صغيرا في النضال وذلك عائد للتأطير العائلي في الحركة الوطنية والتأطير المدرسي ، مذكرا بشخصية المناضل المهدي بنبركة الذي بهرته و جذبته الى العمل النضالي, معبرا عن امتنانه للإتحاد الذي أعطاه فرصة لخدمة الوطن والمشروع الديمقراطي الاشتراكي الحداثي. ورصد ولعلو أربع مراحل قال أنه يفتخر بها ويتعلق الامر بحضوره كمسؤول وكرئيس لإتحاد طلبة المغرب باعتباره مدرسة, وفي نفس الوقت بعد نهاية العمل الدراسي مارس العمل النقابي في إطار الاتحاد المغربي للشغل وتحمل المسؤولية داخل لجنتها الإدارية وبعدها الإلتحاق بالكونفدرالية كمسؤول في نقابة التعليم العالي. أما المرحلة الثانية يقول فتح الله ولعلو, فتتعلق بالاتحاد الوطني ثم الاتحاد الاشتراكي ووضع استراتيجية العمل النضالي الديمقراطي بمعية عبد الرحيم بوعبيد الذي يرجع له الفضل في ذلك. وساهم المرشح حسب سرده لمساره الحافل في انتفاضة 30 يوليوز والتحضير للمؤتمر الاستثنائي. وقال ولعلو أنه كان الى جانب شخصين هما عمر بنجلون وأحمد الحليمي في إنجاز التقرير الإديولوجي الذي كان عبارة عن مسودة أنجزها بنجلون في السجن. وذكر فتح الله بالعلاقة التي تجمع هذا الأخير بالجابري. وأكد أن ليس له فقط بصمات في هذا التقرير بل صفحات ،واضاف أن النقاش كان أساسيا حول نقطتين, الأولى تتعلق بإستراتيجية النضال الديمقراطي والثانية تتعلق بمفهوم الاشتراكية وخاصة الاشتراكية العلمية، هل هي منهجية أو هي طريقة تدبير اقتصادي أو إيديولوجي. وقال ولعلو أنه توصل الى جانب إخوانه أنها منهجية. واستحضر فتح الله حضوره الدولي الذي ارتبط بالقضية الفلسطينية من باريس وبعد ذلك القضية الوطنية. أما المرحلة الثالثة في مسار حياة الرجل فقد ارتبطت بممارسة العمل النيابي من أواخر السبعينات الى التسعينات وقال عن هذه المحطة أنه واجه الاستبداد والتفقير وممارسة النضال من أجل الديمقراطية . أما المرحلة الرابعة وهي مرحلة ممارسة النضال كوزير في الدفاع عن الفكر الإتحادي داخل الحكومة التاريخية التي قادها عبد الرحمان اليوسفي.وقال ولعلو أن ضمائر الحزب ممثلة في المهدي وعبد الرحيم بوعبيد واليوسفي وهذا هو الإتحاد. وانطلاقا من هؤلاء أكد مرشح الكتابة الأولى أن الوفاء للمبادئ شيء أساسي إضافة الى الجرأة والمسؤولية والمصداقية . مؤكدا على ضرورة الوحدة بين الاتحاديين. والحزب بالنسبة اليه هو موضوع وليس ذات. وعرض فتح الله انشغالاته العلمية اقتصادية وعلمية مع حضور البعد المغاربي. واعتبر انشغاله بالفضاء الاورومتوسطي عامل أساسي بهدف تمكين المغرب لمواجهة التحديات دون إغفال البعد الأفريقي لأن القرن 21 سيكون قرنا إفريقيا. وقال أن معركة الديمقراطية لم تنته وأن الطريق مازال طويلا لتصحيح السياسة في بلادنا , مبديا تشكيكا في نزاهة الانتخابات الاخيرة والحزب كان بإمكانه أن يبدي رأيه بكل وضوح الشيء الذي لم يتم ، مضيفا أن المسؤولية مشتركة بين الجميع. والهدف اليوم -يضيف ولعلو- الذي يجب التعبئة من أجله, هو حزب ديمقراطي اشتراكي متجدد وحداثي. ولم يغفل التحدي الكبير المطروح على الحزب وهو الإلتحام بقضايا المواطنين ومحاربة الفساد والنضال من أجل العدالة الاجتماعية ، ومر ولعلو بعد هذه التوطئة إلى شرح مضامين الأرضية التي تقدم بها على إثر ترشيحه للكتابة الأولى للحزب والتي غطتها وسائل الإعلام وهي موجودة في مختلف المواقع الإعلامية .
وفي حديثه عن برنامجه الانتخابي والوضع في الاتحاد الاشتراكي, قال فتح الله ولعلو أن هناك تقاطعا كبيرا بين الأرضيات المقدمة التي قدمها المرشحون، وأضاف يجب ان لا ينسى الرأي العام أننا اتفقنا في المجلس الوطني على أرضيات تتعلق بالهوية والخط السياسي والقضايا الاقتصادية والاجتماعية وقضية المساواة بين الرجال والنساء والقضية الثقافية، وبالتالي هناك قراءات لكل هذه النقط. وما اتفق عليه هو ما سيعتمد في المؤتمر. واستدرك فتح الله أنه يعتبر كل الاتحاديون والاتحاديات لهم قيمة مضافة ويجب العمل على توظيفها ولهم نقط ضعف يجب العمل على تطويقها لكي لا تضر والسؤال الذي يطرح بالنسبة للكاتب الاول عند الاتحاديين هو من الذي له مصداقية لكي يربط بين المشروع الذي هو فكر وممارسة واللذين لا ينبغي أن يكون هناك تناقض بينهما. وقال ولعلو هل القائد المنتظر سيفعل ما يقول وهل سيطبق التزاماته وضمان استقلالية الحزب؟
واعتبر المتدخل هذا الأمر أساسي ومصيري ,مبرزا أن الاتحاد اليوم محتاج الى من يوحد الاتحاديين والاتحاديات. وبالنسبة لوضع الحزب قال فتح الله أنه من المؤكد أن هناك تراجعا محليا وجهويا ووطنيا لإشعاعه تنظيميا وسياسيا وانتخابيا ،ورجح الأسباب الى ما قبل حكومة التناوب لأن المواجهات والابتعاد على ثقافة المشروع-يقول ولعلو- لصالح ثقافة الفردانية تقوت بعد حكومة التناوب . وقال أن الحزب اهتم بالمصلحة العامة وهذا أمر يدعو للاعتزاز ولكن مقابل ذلك لم تتم المحافظة على الذات الاتحادية وتم الابتعاد عن المجتمع. وأضاف أن الاتحاد الاشتراكي حزب مهم لا ينبغي ضربه وإعادة الاعتبار للسياسة في المغرب لا يمكن أن تتم إلا عن طريق الاتحاد الاشتراكي. مؤكدا أن المغاربة ينتظرون الاتحاد الاشتراكي لأن في عقولهم أن الإتحاد هو قاطرة للنضال الديمقراطي . وأعطى المتدخل أمثلة عن تميز الاتحاد في أذهان المغاربة من مختلف المحطات التاريخة ولهذا اعتبر المؤتمر هو مؤتمر الوجود مثله مثل مؤتمر 1975. و ينبغي إنجاح مؤتمر 2012 لإتخاذ مسلك عبر المعارضة اليوم, لكي لا يبقى الاتحاد مجرد تراث يعتز به كحزب اليوم والمستقبل . وعاد فتح الله للحديث عن 1998 باعتبارها منعرجا هاما وهي تجربة اعتز بها, لكن انتقدها وأشار الى أن أول من فعل ذلك هو عبد الرحمان اليوسفي نفسه ببروكسيل، وأضاف ولعلو أنه نشر رسالة مفتوحة موجهة الى اليوسفي بعدما ترك الحكومة . ومر المتدخل للحديث عن حكومة جطو التي لم تحترم المنهجية الديمقراطية وهنا يضيف ولعلو طرح ذلك التساؤل في العلاقة بين السياسي والتقنوقراطي, وهنا وقع التراجع السياسي وبقي المغرب يمشي اقتصاديا وتجهيزيا ، ثم انتقل للحديث عن حكومة 2007 التي تغلب فيها التقنوقراط واليوم رجعت السياسة لكن بشكل محافظ. واستبعد فتح الله الحديث عن التحالفات داخل المعارضة معتبرا أنها لا تكون سطحية بل تبنى كما بنيت الكتلة من بداية الثمانينات والآن يضيف ولعلو « الله يكون في عون من سيتحمل المسؤولية في الحزب»بإعتباره حزبا أساسيا للمغرب, ولكن الظرف صعب على جميع الواجهات وطنيا واقليميا وعالميا و على المغاربة ان يعوا ذلك. وفصل فتح الله بالأمثلة شارحا هذه الأوضاع معتبرا الحكومة الحالية حكومة ماضوية خارج الفهم الذي ينبغي أن تعيه كحكومة مسؤولة ولها صلاحيات أعطاها لها الدستور الجديد.معتبرا أن أكبر خطأ ارتكبته هذه الحكومة هو المناداة على صندوق النقد الدولي, الشيء الذي حالت حكومة اليوسفي دون دخوله , بالسياسة الحكيمة التي اتبعها .وانتقل فتح ولعلو مرشح الكتابة الأولى للإتحاد الاشتراكي الى شرح مضامين أرضيته التي تجدونها في راديو بلوس مفصلة بالصوت كما هو الشأن بالنسبة لباقي المرشحين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.