هاجم القيادي الاتحادي، محمد الأشعري، كلا من إدريس لشكر، والحبيب المالكي، وفتح الله ولعلو، وأحمد الزايدي، المرشحين للكتابة الأولى للحزب معتبرا أنه لم يعترفوا في برامجهم بتحملهم جزءا من المسؤولية، بصفتهم قياديين في الحزب، عما آل إليه الاتحاد في عهدهم من "ضعف في المبادرة ووهن تنظيمي". وقال الأشعري، إن "الحزب مازال يعاني غياب الشروط العملية لتحقيق نقلة نوعية في مساره"، معتبرا أن البرامج الانتخابية للمرشحين للكتابة الأولى تفتقر إلى التحليل السياسي للواقع الملموس، وأنهم لم يقدموا نقدا ذاتيا لتجربتهم في الاتحاد، كقياديين يتحملون جزءا من المسؤولية عما آل إليه البيت الاتحادي. ورد الأشعري على وعود المرشحين بالتزامهم بمعالجة الاختلالات التنظيمية في الحزب قائلا إن "التوجه السائد حتى الآن لا يسمح بإحداث حد أدنى من القطيعة مع الماضي٬ ولا تحضر الشروط الكفيلة بتحديث الحزب وباستعادة دوره ومكانته"، داعيا المرشحين إلى "الانفتاح أكثر على الاتحاديين وفتح حوار جدي وصادق مع مكونات اليسار"، خصوصا الأحزاب التي انشقت عن الاتحاد الاشتراكي، من أجل تكوين "قاعدة يسارية جديدة ذات مصداقية، تعيد الوهج للفكر اليساري وللقيم الاشتراكية بالمغرب". من جهته، قال إدريس لشكر، إنه سيعمل على "تقوية مبادئ الملكية البرلمانية، وتوحيد صف أحزاب اليسار، وإعادة الثقة للعمل السياسي، عبر تعميق الروابط بين الحزب وكافة طبقات المجتمع". وأضاف، موجها خطابه لمنافسيه على الكتابة الأولى وهم: الحبيب المالكي، وفتح الله ولعلو، وأحمد الزايدي، (قال) إن "زمن التسابق على المناصب ولى داخل الاتحاد، ولم يبق سوى التنافس الشريف"، وأن "الاتحاديين في مؤتمرهم التاسع المقبل لن يرضخوا لأي تدخل خارجي لفرض شخص معين لمنصب الكاتب الأول، بدعوى ضرورة إنجاح التجربة السياسية بالمغرب". ويركز لشكر في برنامجه على مبدأ انتقال الاتحاد من الشرعية التاريخية إلى الشرعية الديمقراطية، مقدما نفسه كممثل للقيادة الميدانية للاتحاد القريبة من كل الاتحاديين، إلا أنه يتخوف من المفاجأة التي من الممكن أن يحدثها فتح الله ولعلو٬ الذي يحظى بتقدير العديد من الاتحاديين، الذين يرون فيه الشخص المناسب لتحمل مسؤولية قيادة الحزب من أجل إعادة البناء الاتحادي، والعودة بالاتحاد إلى موقعه الريادي في العمل السياسي. من جانبه، قال الحبيب المالكي إن "على المؤتمر أن يتكيف إيجابيا مع التحولات بالمنطقة العربية، وعلينا أن نبحث عن أجوبة مقنعة جريئة ومتجهة نحو المستقبل". وأضاف "ألتزم، في حالة انتخابي كاتبا أول، بالتأكيد على الهوية اليسارية والاشتراكية الديمقراطية للحزب، والتشبث بالقيم والأخلاق التي ميزت المسار النضالي له، والوفاء لقضايا الشعب، والمساهمة في بناء مجتمع ديمقراطي بدون وصاية". كما يلتزم المالكي بتقوية دور المعارضة ودعم الحركة النقابية، وكل الحركات الاحتجاجية والمطلبية، وبمواصلة العمل لمأسسة الحزب وانفتاحه على الأجيال الجديدة، وبتعميق الديمقراطية الداخلية، وبالبحث عن آليات وصيغ جديدة لتدبير الخلاف بين الاتحاديين.