أعلنت لجنة تحكيم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، خلال حفل نظم الجمعة الماضي بالرباط، عن أسماء الفائزين بجائزة الدورة العاشرة في أصناف التلفزة والإذاعة والوكالة والصحافة المكتوبة، والجائزة التكريمية فيما قررت لجنة التحكيم حجب جائزة الصورة لعدم استجابة الصور المرشحة لكافة المعايير المهنية والفنية، مسجلة أن عدد الترشيحات في هذا الجنس كان قليلا. ومنحت الجائزة خلال هذا الحفل، الذي حضره حشد غفير من الإعلاميين، في صنف «التلفزة» لكل من مليكة حاتم ومحمد بنرمضان من القناة التلفزية الأولى عن برنامج «الهودج»، وعادت جائزة أحسن عمل إذاعي لنادية العناية من الإذاعة الوطنية عن برنامجها «رفعت الجلسة». ومنحت اللجنة جائزة «الصحافة المكتوبة» للصحفي ميلود أزلزول من جريدة «أخبار اليوم» عن تحقيق بعنوان «لماذا توقف المغرب عن إنتاج أمصال العقارب والأفاعي»، أما جائزة الوكالة فكانت من نصيب الصحفي منصور مدني من وكالة المغرب العربي للأنباء، عن بورتري بعنوان «نجاة بلقاسم: من قاع بلدة بني الشيكر الفقيرة إلى درجات متقدمة في سلم سلط الجمهورية الفرنسية». وتنافس على جائزة هذه السنة 124 مرشحا 18 منهم في صنف الإذاعة و30 في صنف التلفزة و50 في صنف الصحافة المكتوبة و17 في صنف الوكالة و9 في صنف الصورة، وقد انكبت على اختيار الفائزين بها لجنة تحكيم، نصب أعضاؤها مطلع نونبر الماضي، وضمت إضافة إلى الرئيس 11 عضوا يمثلون عددا من المنابر الإعلامية الوطنية المكتوبة والمرئية والسمعية ووكالة المغرب العربي للأنباء. يشار إلى أن الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة تهدف إلى تكريم الصحافيات والصحافيين المغاربة الذين يتميزون بمجهوداتهم الفردية والجماعية في تطوير مجالات الصحافة المكتوبة والصحافة السمعية البصرية. وشهد حفل تسليم الجوائز للفائزين، لحظات مؤثرة، خاصة اللحظة التي صعد فيها الصحفيان أحمد الريفي أحد رواد الإذاعة الوطنية وثريا الصواف التي عملت بعدد من المنابر الإعلامية منها القناة الثانية، إلى منصة التكريم، حيث تسلما الجائزة التكريمية من رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران تقديرا للعمل الذي قاما به طيلة مشوارهما الإعلامي، وكانت لحظات عرفان وتقدير لإعلاميين طبع مسارهما البذل والعطاء في سبيل المهنة. ومن بين اللحظات التي ميزت أيضا حفل هذه السنة شهادة رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران في حق ثريا الصواف، التي قال في حقها إنها واحدة من الإعلاميين الذين يؤمنون بالمبادئ والقيم والديمقراطية والحرية ويدافعون عنها بكفاءة ومهنية، لكن لم يتم إنصافهم، فيما قال في حق أحمد الريفي إن جيله (ابن كيران) ممتن لهؤلاء الإعلاميين الرواد ويعترف بعطائهم الكبير الذي ساهم في تربية وتثقيف وبناء جيل بأكمله. وفي كلمة له بالمناسبة، أكد الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، على أن حفل تسلم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة أضحى موعدا سنويا يتوج مجهودات الصحفيين والصحفيات المغاربة، ومحطة لتكريم الكفاءات المغربية التي تساهم من خلال عطاءاتها في تشكيل سلطة حقيقية تمثل ضمير المجتمع في الرقابة على الفاعلين في تدبير الشأن العام، وسعيا نحو التتويج للارتقاء بأخلاقيات المهنة وتمثل مبادئها النبيلة. وأعلن الخلفي أنه ستتم مضاعفة قيمة الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة ابتداء من السنة المقبلة، وذلك لتواكب التحولات التي حصلت في السنوات الأخيرة على مستوى ممارسة المهنة، ثم توسيع مجال هذه الجائزة للتمييز بين الصحافة المكتوبة والصحافة الإلكترونية، إلى جانب تطوير المعايير المهنية والفنية المعتمدة، ومواكبة التحولات التي يعرفها المشهد الإعلامي المغربي. من جانبه، ذكر الكاتب والإعلامي محمد مصطفى القباج رئيس لجنة التحكيم، أن الجائزة الوطنية للصحافة وبعد عشر سنوات من عمرها «كشفت عن أن مهنة الصحافة في المغرب لازالت في حاجة إلى أن تتطور لترقى إلى مرحلة النضج لاسيما في ظل الدستور الجديد للمملكة الذي يطلب منها أن تسهم بحظ وافر في تكوين عقول تواصلية تتقن التعامل مع المعلومة وتقدر قيمة التوثيق والتحسيس والتحليل والتوعية». وأضاف أن العشر سنوات التي بلغتها هذه الجائزة كانت مليئة بالمكاسب، مشيرا إلى أنه حان الوقت لإعادة النظر في نظامها الداخلي قصد ضبط وتدقيق المحور المفاهيمي للجائزة ومحور تدقيق الأجناس الصحفية ثم محور التكوين والتكوين المستمر، وأن اللجنة تتقدم في هذا الصدد بمجموعة من التوصيات للارتقاء بهذه الجائزة التي ترشح لها هذه السنة 137 عملا تم قبول 124 منها لاستجابتها للشروط المطلوبة.