«اللي بغا الحوت يفزك سروالو» هذا المثل الشعبي كان يردده شهيد الطبقة العاملة عمر بنجلون الذي اغتالته أيادي الظلامية من رفاق رئيس الحكومة الحالي في مثل هذا الشهر من سنة 1975 ، وهذا المثل أوجهه الى الباطرون فهيم صاحب شركات الحديد, حيث نجد علامات التشوير في كل مدن وقرى المغرب وهي منتوج هذه الشركات المحتكرة للمجال, وبالطبع وراء الإنتاج سواعد عمال مدربين ومهرة يعرقون بالليل والنهار، والحقيقة أن بلاكات الحاج تساهم في تلقين احترام قانون السير من خلال علامات الوقوف والمنع والاجبار ,,, وللأسف فإن شركة الحاج تخرق قوانين الشغل وتطرد أزيد من مائة عامل طالبوا بحقوقهم المشروعة كالترسيم والزيادة في الأجر وتوفير وسائل العمل وغيرها من المطالب ,,, الا أن الحاج يريد الحوت بلا ما يفزك سروالو ,,, أسمح لي أن أناديك بالحاج, لأن هذا اللقب أنفقت عليه المال وتجشمت عناء السفر لزيارة قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،فهل تعلم أن الرسول (ص) أوصى بأن يعطى للأجير أجره قبل أن يجف عرقه ؟ فما بالك بأزيد من مائة عامل وراءهم أزيد من مائة أسرة لم يتسلموا سنتيما منذ حوالي سنة، فهل يغمض لك جفن ورأسك على وسادتك الناعمة وجسدك في فراشك الوثير وأنت تعلم بأن عمالك يقيمون تحت خيام بلاستيكية يتفرشون الأرض ويتلحفون السماء ويقاومون البرد والأمطار والقيظ ؟، وهل سبق لك أن ذقت طعم الحرمان كما ذوقته لأسر عمالك المطرودين ، كحرمان الرضيع من الحليب، والمريض من الدواء، والأطفال من الخبز والدراسة والكسوة ،وحرمان صاحب البيت من واجبات الكراء والماء والكهرباء، والحرمان من طعم السعادة ومصادرة الفرحة من الأطفال في المناسبات والأعياد كخروف عيد الأضحى وفاكهة ولعبة عاشوراء وكسوة العيد ،وهل تعلم أن البعض قد شنق نفسه بحبل القروض رغم هزالة الأجر فمن أين سيسدد هذه القروض وكأنك تعمل بالمثل الشائع ( جوع كلبك يتبعك ) فهم ليسوا كلابا ، انهم عمال بنوا ثروتك ، ولما رميت بهم الى الشارع جاعوا وصمدوا لم يضعفوا لأن كرامتهم فوق كل اعتبار ، وللأسف ففي المدينة سلطات ومنتخبين وبرلمانيين ووزراء تحديتهم جميعا وتهددهم بإغلاق المعامل ، لكنهم لم يردوا عليك ان اغلقتها وتسحب منك الامتيازات والصفقات ، لأن البلاد في حاجة الى شركات مواطنة وليس الى سنزالات شعارها اذا نطق المال سكت الحق.