تعرف أحياء مقاطعة سيدي البرنوصي انتشارا «لافتا» للأزبال، إذ أن جولة قصيرة بمختلف الأزقة والفضاءات تجعل الساكن بهذا الحي أو الزائر له، يشعر بالمرارة لمنظر الأكياس البلاستيكية المنتشرة في كل مكان، ولصناديق القمامة التي تتراكم الأزبال بجوانبها، بعد أن تكون قد مُلئت عن آخرها، وتترك دون أن تفرغ لعدة أيام، ناهيك عن بعض النقط السوداء التي تحولت إلى مطارح للأزبال المكدسة وما تثيره هذه الأخيرة من روائح كريهة تزكم الأنوف وتبعث على الاشمئزاز وتساهم في تفشي أمراض العيون والحساسية والأمراض الجلدية... ومن هذه النقط، جوار مدرسة المنفلوطي، وبجوار السوق البلدي لحي طارق، وسوق «علق» والخزانة البلدية... ونتيجة لتفاقم هذه الوضعية المهددة للبيئة ولصحة الساكنة، يتساءل المواطنون عن دور مجلس المقاطعة «الذي أصبح غيابه ظاهراً للعيان، وتخلى عن مسؤوليته في الحفاظ على سلامة وصحة الساكنة التي تبدو آخر اهتماماته»، يقول عدد منهم، متسائلين : أليس من حق أطفال وساكنة هذه المقاطعة أن يجدوا الفضاءات الخضراء والبيئة السليمة؟ ألا يؤدون ضريبة النظافة حتى يعاقبوا شر عقاب؟ ثم أين مجلس المدينة الذي فوت تدبير قطاع النظافة لشركات خاصة، همها الوحيد جني ملايين الدراهم؟ ثم هل الشركة المسؤولة عن نظافة المقاطعة تخلت عن مسؤوليتها وتنصلت من التزاماتها المنصوص عليها في عقد دفتر التحملات واجتهدت في إيجاد صيغ مربحة لها، ضاربة عرض الحائط بصحة وسلامة السكان؟ وأخيراً ما موقف السلطة المحلية الممثلة في عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي أمام تردي الوضعية البيئية نتيجة تراكم الأزبال في كل مكان؟