قدم مرشح الكتابة الاولى للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ادريس لشكر، أمام ممثلي وسائل الاعلام المكتوبة والسمعية البصرية الوطنية والدولية، أرضية ترشيحه لهذا المنصب في أفق المؤتمر التاسع، مثمنا الحضور الوازن لرجال ونساء الإعلام إلى المقر المركزي للحزب، واعتبر أن الإعلام اليوم يمثل سلطة للرأي العام، تساهم في الإصلاحات التي عرفتها بلادنا، وصرح لشكر بأنه متأكد من أن هذه السلطة سيكون لها دور أساسي في المستقبل. واعتبر ادريس لشكر أن موضوع اللقاء اليوم مع رجال الإعلام ونسائه، كان موضوعا عاديا متعلقا بالترشيح لمنصب الكتابة الأولى، لكن "يمكن أن أقول اليوم إنه لن يصبح شأنا للاتحاديات والاتحاديين، فاختيار قادة الحزب وتحديد الاختيارات والسياسات والخطب هي شأن مجتمعي". وأضاف لشكر أن "حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خرج من رحم حركة التحرير الشعبية، وليس حزبا خلقته القوانين التنظيمية وأشخاص لتدبير شؤونهم بهذه القوانين، وليس حزبا انتخابويا، ولا حزبا مؤسسا على شبكة الولاءات أو الأتباع"، مثيرا الانتباه إلى أن "الاتحاد الاشتراكي هو حزب حامل منذ تأسيسه لمشروع مجتمعي سياسي أفرزته حركية التاريخ، والذي لم يكن في يوم ما دكانا للمتاجرة السياسية"، وأضاف في نفس السياق، أن "الاتحاد الاشتراكي عرف في مساره النجاحات كما شهد الإخفاقات، وهو الحزب الذي أعتز ليس فقط بالانتماء إليه بل أعتز بأن أصرح بأنني لن أتجرد من أية مسؤولية في تاريخ الاتحاد الاشتراكي سواء في إخفاقاته أو في نجاحاته، انطلاقا من موقع المسؤولية التي أؤمن بها وتربيت عليها داخل حزبنا". واعتبر مرشح الكتابة الأولى أن اللقاء مع ممثلي وسائل الإعلام، هو لقاء تواصلي لتقديم أرضية الترشيح عنونها "بمقاربة شمولية وهوية بارزة وأداة متجددة من أجل استعادة المبادرة"، وقال في مقدمة عرض تمفصلات هذه الأرضية أن "الحزب ليس محتاجا إلى تصريح بالمبادئ، وليس إلى سرد دوافع شخصية لتقديم ترشيحه، بل إن ما يحتاجه الحزب والوطن اليوم، هو أرضية نابعة من الحرص الشديد على ضرورة فهم ما يجري داخل البلاد، وعلى تتبع التغييرات التي صاحبت الحراك الجماهيري منذ أزيد من سنة، كذلك الطرح الواضح لمنظورنا لطبيعة الصراع السياسي والمجتمعي الدائر في البلاد"، مؤكدا أن هذه هي النقط الجوهرية التي على أساسها سيذهب الاتحاديون والاتحاديات للمؤتمر القادم، وهي السجالات والنقاشات، التي يجب أن يتداول بشأنها. واستبعد لشكر أن ينخرط كمرشح في نقاشات حول الأشخاص أو الخصومات، لأن ليس لديه أجوبة عليها، ولكن "سيوجد لديه أجوبة حول معالجة القضايا التنظيمية والسياسية، وذلك نابع من تجربة تنظيمية وسياسية وعملية تمتد لأربعين سنة، وهي ليست "تجربة خاصة بإدريس لشكر، بل هي تجربة يملكها أطر وقيادات الاتحاد الاشتراكي، خبرت السجون، كما هي تجربة تبدأ من الخلية في المدرسة، وتنتقل إلى خلايا الكليات والجامعات، ونابعة من مدرسة الشبيبة الاتحادية، وهي تجربة في مساندة العمال في نضالاتهم والاجتماع معهم، لشرح مقررات الحزب". ولم يفت مرشح الكتابة الأولى أن يذكر بنضالات مناضلي الاتحاد الاشتراكي في الأزقة والحواري، حيث يوجد البسطاء من وطننا، من أجل شرح مضامين مناشير ودوريات الحزب، بلهجة شعبية بسيطة، وهي تجربة انطلقت من الدوار والحي والمعمل والمدرسة لتستمر وتكبر في المؤسسات الجماعية المحلية و التشريعية، كما في فروع وجهات الاتحاد الاشتراكي، قائلا "إننا نحن الجيل الأول الذي فتح الباب على مصراعيه في ما يتعلق بقيادة الاتحاد الاشتراكي في المؤتمر الوطني السادس"، مضيفاأنه قبل ذلك لم تكن إلا القيادات التاريخية، وأن الاتحاد ليس هو قيادته التاريخية فقط بل إن الاتحاد هو كل البسطاء من هذا الوطن في الجبال والسهول، الحامين لمقرات الحزب وأفكاره وتطلعاته أيام سنوات الرصاص، واقفين في وجه السلطة بكل جبروتها وطغيانها، والتي كانت مجسدة في أهم صور هذا الوطن. وقال إن الاتحاد الاشتراكي الذي ينبغي البحث فيه من طرف الإعلاميين والمثقفين هو الاتحاد الذي ناضل وراء ستاره مفقودون وشهداء ، تيتم أطفالهم وترملت نساؤهم، كما ناضل وراء ستاره شباب وشابات بعضهم اختفى وبعضهم أصيب بالجنون جراء التعذيب والاعتقالات الطويلة المدى التي عاشوها في السجون"، مؤكدا من جديد أن الاتحاد ليس هو أصحاب ربطات العنق اليوم، مضيفا أن هذا هو الاتحاد الاشتراكي الذي ينبغي أن يكون موضوع الجماهير اليوم، وهو الحزب الذي أنقذ الوطن في أحلك الظروف وأصعب الأزمات، ولا بد أن يتذكر المغاربة ما قام به الاتحاد دفاعا عن الحريات، ومقاومته للظلم والطغيان والاستبداد، بعدما كان بعضهم يخشون من قول كلمة حق، واليوم، يضيف ادريس لشكر، يجب أن نقول بكل موضوعية، إن الاتحاد بنضالاته هو الذي وضح للمغاربة حاكمين ومحكومين، أين تكمن الأزمة، والتي هي أزمة تدبير سياسي وإداري، كما هي الأزمة التي لعب الاتحاد دورا أساسيا في نهاية التسعينات على تدبيرها وإدارتها وانخرط فيها وتماهى فيها لدرجة أننا توهمنا في لحظات معينة كقيادات ومسؤولين، أننا نحن المسؤولون عن استقرار البلاد. واليوم، يقول ادريس لشكر، "الاتحاد الاشتراكي محتاج إلى قيادة جريئة شجاعة مقدامة لا تخشى في قول الحق، وهي قيادة ليست بالمتهورة وتضع الوطن فوق كل شيء، لكنها لن تكون قيادة هادئة، مشددا على "الذي يريد أن يقود الاتحاد الاشتراكي بعد المؤتمر الوطني التاسع،يجب أن يعود إلى الحركة الجماهيرية التي هي عصب الحزب. وهو مطالب بأن يكون قويا وجريئا وشجاعا في قراراته ومواقفه التي سيتخذها"، وأضاف لشكر أن المهمة التي نحن بصددها تتطلب النفس الطويل ، فموازين القوى لن تتغير بين عشية وضحاها، والذين يبحثون عن المردودية السريعة فإنهم أخطأوا التوقيت. وأضاف لشكر أن إقدامه على مبادرة الترشيح ينطلق من اعتباره أن الزمن سيكون حليفه، لأنه أسس برنامجه السياسي والتنظيمي على رؤية واضحة لخصوصية الزمن وعلى دراسة وتشخيص واقعيين للأوضاع في البلاد. وأضاف" لا نسعى لا غدا و لا بعد غد لأية معادلة تموقع في المناصب أو شيء من هذا القبيل"، ولهذا يضيف مرشح الكتابة الأولى أن على الاتحاديين أن يذهبوا الى مؤتمرهم وهم مقتنعون بأن المعركة تتطلب نفسا طويلا ونضالا مريرا من أجل تغيير المعادلات لأن ميزان القوى سيختل، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هو المؤهل لإعادة توازنالمجتمع، شارحا لوسائل الإعلام السياسات الارتجالية التي عقبت هذا الاختلال في إشارة واضحة للتدبير الحالي للشأن العام، مؤكدا أن الأغلبيات يجب أن تعرف كما هو الشأن بالنسبة لكل الديمقراطيات، أنها لا تلغي ثوابت المجتمع وهي أغلبيات لتدبير الأجهزة. أما السلط فقد حددها الاطار المؤسساتي الذي جاء نتيجة نضالات الشعب المغربي، وهذه السلط ينبغي أن تلعب دورها كاملا بما يضمن عدم التجاوز سواء في ما يتعلق بالحريات والحقوق الاساسية ومبدأ المساواة وخاصة المساواة بين الجنسين، أو في ما يتعلق بضرب استقلالية القضاء والعدالة . وقال ادريس لشكر إن هذا التقديم الذي توج به أرضية ترشيحه والتي تقودها أربعة أهداف أساسية وهي: 1- العمل من أجل انبعاث المشروع الاشتراكي الديمقراطي 2- المشروع المجتمعي المؤسس على أن أية نهضة مغربية لن تنطلق إلا إذا كانت منفتحة على الأنسية العالمية. 3- المشروع السياسي، في الحرص على أن يكون التحرك المتميز في هذا المجال يهدف الى تطوير المنظومة السياسية التي تمس كل مؤسسات البلاد بما فيها المؤسسة الملكية، لأن الاتحاد كان سباقا الى طرح الملكية البرلمانية ، وسيكون الاتحاد كما كان دائما طارحا لتطوير الملكية، فالملكية العصرية أنجع وأجود وأحسن لبلادنا من ملكية تقليدية مستندة الى العادات القديمة. وأضاف ادريس لشكر أن مشروعه مؤسس على ضرورة بناء الأداة الحزبية، وهي مفصلة بشكل واضح في النسخة التي تسلمتها وسائل الاعلام في كتيب ورقي وإلكتروني. وتلا تقديم الأرضية نقاش عميق من طرف وسائل الاعلام وجد أجوبة مستفيضة عند مرشح الكتابة الأولى ادريس لشكر عن مختلف الأسئلة التي أشرت عن اهتمام كبير بمؤتمر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.