سيعرف القطاع الفلاحي حدثين لهما ارتباط وطيد بتطوير نمط الإنتاج، وتسخيره في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية والوطنية. الحدث الأول تحتضنه مدينة الصويرة ما بين 29 نونبر و 2 دجنبر 2012 حيث يرتقب أن يساهم معرض الماعز والمنتجات المحلية، الذي تنظمه المديرية الإقليمية للفلاحة بتعاون مع المديرية الجهوية والغرفة الجهوية لمراكش تانسيفت الحوز، في إعطاء دفعة قوية لتربية الماعز وتثمين منتجاته بما ينعكس إيجابيا على المربين وخاصة منهم المتعاونات اللاتي وجدن في هذا النشاط موردا للعيش، ومصدرا لتحقيق الاستقرار في الوسط القروي. فبعد أن تأكدت مزايا منتجات الماعز من لحوم حمراء وأجبان، وبعد أن صارت بعض المؤسسات السياحية تتخذ من إدماج هذه المنتجات في وجباتها وسيلة لكسب المزيد من الزبناء، يراهن المنظمون على أن تساهم عروض مختلف الخبراء في تأمين ديمومة تربية الماعز، وتكثيف هذا النشاط بموازاة مع مواصلة الجهود الرامية إلى توسيع المساحات المزروعة بالأركان وحماية هذا المنتوج، الذي لعب دورا حيويا في تطوير العمل التعاوني بالمنطقة وساهم بشكل كبير في جلب السياح، والتقليص من المخاطر التي تتضاعف في فترات الجفاف ، فالمعرض الذي سيستقطب خبراء من مختلف أنحاء المغرب ومن فرنسا وبولونيا، وسيتميز بحضور الكسابين وممثلي الجمعيات المتواجدة في المنطقة الممتدة من وادي أم الربيع إلى وادي الذهب بالصحراء، سيكون فرصة لمعالجة إشكالية تحقيق التوازن بين تطوير تربية الماعز وبين حماية شجرة الأركان وتثمين مختلف المنتجات المحلية. الحدث الثاني تحتضنه مدينة أكادير ما بين 6 و 9 دجنبر 2012 حيث يرتقب أن تحقق الدورة العاشرة للمعرض الدولي لقطاع الخضر والفواكه تطورا نوعيا تتجاوز آثاره جهة سوس ماسة درعة لتنعكس على جميع الفاعلين الذين صنفوا هذا الملتقى في خانة الملتقيات الدولية المتميزة بنجاعتها في مجال تبادل الخبرات والعلاقات بين مهنيي القطاع والقطاعات المرتبطة به في كافة الدول المغاربية والدول الأوربية. إن مكانة الحدث دفعت بالوكالة المنظمة I.E.C وجمعية المنتجين والمنتجين المصدرين للفواكه والخضر إلى الرهان على جذب 45 ألفا من الزوار والوفود الأجنبية. فالسمعة التي اكتسبها المعرض جعلته يستقطب في دورته العاشرة 300 عارض يمثلون 15 دولة. فسواء تعلق الأمر بالحدث الأول أو بالثاني، فإن الأمطار التي تهاطلت بمستويات أمنت انطلاق الموسم الفلاحي الحالي في ظروف مريحة، تساعد على خلق المناخ الملائم لمعالجة مختلف المشاكل المطروحة من منطلقات موضوعية وتساهم في البحث بهدوء عن أنجع الصيغ لتحقيق التوازن في الاستفادة من إمكانيات وزارة الفلاحة بين المشاريع المبرمجة في الدعامة الأولى من مخطط المغرب الأخضر المخصصة لكبار المنتجين والمجمعين، وبين المشاريع المبرمجة في الدعامة الثانية التي تشمل صغار المنتجين. فكما أنه من الصعب الاستغناء عن الفلاحة التصديرية، فإنه من الأصعب الاستغناء عن صغار المنتجين.