«المزواق من برا أشخبارك من الداخل » حكمة شعبية تنطبق على فضاء قضاء الأسرة بوزان الذي يعتبر امتدادا عقاريا للمحكمة الإبتدائية لنفس المدينة . الواجهة الخارجية للبناية الموجودة على مرمى حجر من قصر العدالة تغري نسبيا المار أمامها ، مثلما أن السبورة المثبتة على نفس الواجهة تجعل المرء يتخيل بأن أسرة العدالة بكل مكوناتها ، تشتغل في ظروف يتوفر لها من عناصر الجودة ما لا يمكن حتى الحلم به . لكن المظاهر خداعة ، كما يقول المثل الفرنسي المأثور ، فالقبح هو الصورة المميزة لهذا المرفق العمومي الذي يتقاطر عليه عشرات المواطنين يوميا ، ويشتغل وراء مكاتبه موظفون ورجال القضاء ، فتخدش هذه الصورة كرامة الجميع ، وتضاعف من معاناتهم اليومية وخصوصا في فصل الشتاء . فعلى إثر أمطار الرحمة التي هطلت على المنطقة في الأيام الأخيرة ، تحولت المكاتب إلى برك مائية تسربت إليها من سقف البناية، وضايقت السيول وتخفيفا من حدة لغة الوصف، القطرات المائية، العاملين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين، ومدعوين لتهريب ملفات المتقاضين حتى لا تبللها الزخات وتجرفها نحو المجهول . بناية قضاء الأسرة يعود تشييدها إلى منتصف الحقبة الإستعمارية ، وتعود ملكيتها إلى الجماعة الحضرية ، وكانت هذه الأخيرة قد وضعتها رهن إشارة وزارة العدل أثناء بناء المحكمة الإبتدائية بوزان . وحسب بعض المصادر فإن وزارة العدل لم تخصص لها أي غلاف مالي لإصلاحها ، أما الجماعة الحضرية ، يضيف نفس المصدر، فيصعب على ميزانيتها تحمل نفقات بناية لا تستفيد منها ولو بمليم واحد . إنها وضعية صعبة ستظل ترخي بظلال المعاناة على رجال ونساء بناية قضاء الأسرة ومرتاديها .