على عشب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، أوقف فرق الفتح الرياضي سلسلة انتصارات فريق الوداد الرياضي، منذ قدوم المدرب بادو الزاكي، وذلك في المباراة المحسوبة على الدورة الثامنة من الدوري الاحترافي، كما جعل شباك الحارس نادر لمياغري تستقبل أول الأهداف في البطولة، وبذلك يتعطل زحف فريق الوداد نحو المقدمة، في حين ارتقى فريق الفتح الرياضي من الرتبة 13 إلى الرتبة الثامنة. انتصار فريق الفتح الرياضي على الوداد جعل المدرب السلامي يبتعد عن سهام من كان يتربص به، ويتحين الفرصة لاستغلال أية هفوة منه، وهناك من كان يعول على الوداد لفتح الفجوة، لكن الوداد لم يكن الفريق الذي يمكن المراهنة عليه في هذه المباراة، التي ظهر فيها بشكل ضعيف، الشيء الذي جعلها لاترقى إلى قيمة الفريقين، مما أدخلها في الرتابة وجعلها أبرد من المدرجات الفارغة. فلاعبو الوداد الرياضي كانوا بعيدين عن مستواهم، كما كانوا يلعبون بطريقة عشوائية، وبخطوط متباعدة جدا، وسط ميدان شبه نائم، ودفاع متفكك، وهجوم غير قادر على المناورة، الشيء الذي جعل المحاولات منعدمة، كما أن الانسجام كان غائبا، فكثرت التمريرات الخاطئة، والتموضع الذي ارتكبت فيه أخطاء بدائية. من جهته كان فريق الفتح منظما في لعبه، بحيث اعتمد على بناء اللعب من الدفاع مرورا بالوسط، بالرغم من أرضية الملعب الموحلة، كما كان يعتمد على المباغتة، والتسديد من بعيد، لكن كل هذا لم يكن ليخلق الفرجة، كما لم يعط الإحساس بأن هناك مباراة «تشدك» إليها. وللخروج من الرتابة، كان لابد من انتظار الدقيقة 43، ليعلن الحكم هراوي من سوس عن ضربة ركنية، يستغل خلالها سعدان غياب التغطية الدفاعية، ويسجل الهدف الأول في المباراة، وليعطي لفريق الفتح شيئا من الاطمئنان في الإمكانيات. الإطمئنان كان يجب أن يستمر خلال الشوط الثاني للحفاظ على التفوق، لذلك ضغط بقوة، مع التركيز على الأطراف وإلهاء المدافعين بمراقبة إبراهيم البحري، الذي كان يلعب بدون كرة، وهو طعم ابتلعه الدفاع الودادي ليركز على مراقبته، ويترك باقي المهاجمين بدون مراقبة. لكن كل هذه التاكتيكات لم تخرج المباراة من مستواها الرتيب، فكان لابد من انتظار الدقيقة 63، لتنطلق أولى المحاولات الجادة لفريق الوداد الرياضي. هذا التهديد اعتبره السلامي إنذارا ليزيد من ضغطه على دفاع الوداد، وليتوج الضغط بخطإ للمدافع بنكجان، الذي يمرر كرة إلى الوراء يستغلها باتنا. هذا الأخير مرر للبحري، والذي أسقط وسط مربع العمليات، وليعلن الحكم هراوي عن ضربة جزاء، أثارت احتجاجات لاعبي ومسيري الوداد، ولتخلق بعض الاحتقان في المباراة، وليتكرس بعد تنفيذها بنجاح من اللاعب باتنا في الدقيقة 73. بعد الهدف الثاني زادت شهية لاعبي الفتح لرفع الغلة، الشيء الذي جعلهم يخففون من دفاعاتهم، الأمر الذي استغله لاعبو الوداد لتنظيم مجموعة من الهجومات، كان أبرزها كرة صدتها العارضة في الدقيقة (91)، وبعدها بدقيقتين من الوقت البدل الضائع، يسجل اللاعب الودادي عمر نجدي هدفا لفريقه برأسية جميلة. مما زاد لاعبي الوداد حماسة، حيث اندفعوا نحو مرمى عصام بادة، إلا أن الحكم هراوي أوقف محاولاتهم بالإعلان عن نهاية المباراة. تصريح جمال السلامي، مدرب فريق الفتح الرياضي «أهنئ اللاعبين على قتاليتهم، وعلى الانتصار الذي كنا في حاجة إليه، وذلك بالرغم من سوء أرضية الملعب. الجميل هو أننا كنا السباقين للتسجيل، وعرفنا كيف نحافظ على انتصارنا. هذا الانتصار ستكون له نتائج على المستوى المعنوي، خاصة وأنه تحقق على حساب الوداد.» * المدرب بادو الزاكي لم يحضر الندوة الندوة الصحافية.