نظمت جمعية آفاق للتنمية والمواطنة ببوعرفة- أول أمس الخميس- لقاء ثقافيا مفتوحا مع الشاعرة المغربية ثريا ماجدولين -في إطار «الملتقى الأول للفكر والثقافات بإقليم فجيج .. دورة المفكر محمد عابد الجابري»- وتم خلاله استعراض تجربة الشاعرة وأبرز محطاتها الإبداعية في عالم الشعر- وقراءة في أبرز دواوينها الشعرية. وأبرز الناقد نجيب العوفي- في ورقة تقديمية تحت عنوان «ثريا ماجدولين والسير إلى القصيدة»- أن الشاعرة في ديوانها الثالث «سماء تشبهني قليلا»- تسير إلى القصيدة بحس شعري رهيف وحصيف- ومعجم لغوي رقيق أنيق- مفردة وجملة وصورة- وتوق روحي وجسدي إلى السامي والمثالي- تنظم أنفاسه بين السطور- وقبل هذا وبعده- تسير إلى القصيدة بحب مكين للقصيدة وبفرح عميق بالشعر. وأضاف أن ديوان «سماء تشبهني قليلا» يعد من غرر الدواوين الشعرية المغربية الحديثة- ومن خلاله تحقق ماجدولين نقلة جمالية ودلالية في مسارها الشعري- حيث تصقل لغتها وتدق رؤيتها وتينع صورها وأخيلتها- وتعترم أشواقها وأحلامها وشجونها? بعد مراس شعري وشعوري وئيد ومديد. وفي قراءة للناقد عبد الفتاح الحجمري- في ورقة تحت عنوان «لا تريد أن تتركنا في لجة الحيرة والخسارة ... ثريا ماجدولين- شاعرة من زمننا»- أن النصوص الشعرية لماجدولين- خصوصا في ديوان «أي ذاكرة تكفيك»- بوصفها نصوصا متعانقة ترسم حيرة الأنا وحزنها وقلقها- وفي كل قصيدة- في كل عبارة هناك دعوة للرقص- للتجرد من كل العواطف. وأوضح الحجمري أن الشاعرة «تحافظ في قصائدها على معادلة خصبة وعالية الدلالة : القصيدة الكاملة المبنية على عنصري الدهشة والسرعة- والقصيدة ذات الحكمة أو النبرة الفلسفية- قصيدة كاملة وذات حكمة، لا ينزاح فيها المعنى ( بلاغيا) إلا ليُعْليَ من شأن عالمين أو حالتين وجوديتين تتقابلان وتتعاكسان وتحضران في أغلب ما كتبت ثريا ماجدولين: الحلم واليقظة، الحقيقة والزيف.لذلك، لا تنشغل الشاعرة «باللعب بالكلمات» و»إخفاء المعنى»، بل إنها بالمقابل «تختار الكلمات» بعناية، وتُجلّي «تناقضات المعنى» بقصدٍ. كما أكد أن الكتابة عند ثريا ماجدولين «تمرين صعب ومضن، قاسٍ ومستبدّ، صاعدٌ من حيرة واضطراب، أو حنان وحنين يلفّ العروق والمآقي»، لأن ثريا لم تأت إلى القصيدة بمحض الصدفة». من جانبها- قالت الشاعرة ثريا ماجدولين- في كلمة بالمناسبة «أكتب لأساهم بدوري في ابتكار معان جديدة تليق بشساعة الكون وتجدده .. فالمعاني القديمة استهلكت ونحتاج دائما إلى معان جديدة كي نتابع السير- ولذلك نقوم بهذه الرحلة إلى أعماق الأشياء كي نصل إلى فواكه المعنى- نقطفها- نستلذها- نعيشها قبل أن نلبسها لبوس الكلام». يشار إلى أن من مؤلفات الشاعرة ثريا ماجدولين ديوان «أوراق الرماد» 1993- و»المتعبون» 2000- و»سماء تشبهني قليلا» 2005 الذي ترجم إلى اللغة الإسبانية سنة 2008? و»أي ذاكرة تكفيك» 2008 ترجم إلى اللغة الفرنسية سنة 2010. كما ترجمت العديد من قصائدها إلى الانجليزية. وقد حازت مؤخرا على جائزة نازك الملائكة للشعر في دورتها الأخيرة 2011.