أعلنت وزارة الصحة صباح أمس الثلاثاء بالرباط عن انطلاق فعاليات الأسبوع الوطني لتشجيع الرضاعة الطبيعية تحت شعار «الإرضاع المبكر خطوة أساسية لإنجاح الرضاعة»، حيث اعتبر وزير الصحة الحسين الوردي في ندوة صحفية عقدت بالمناسبة بمستشفى الولادة السويسي بالرباط، أن الرضاعة الطبيعية بالمغرب عرفت تراجعا ملحوظا إذ انخفضت نسبة الأطفال المستفيدين من الرضاعة الطبيعية المطلقة خلال الأشهر الستة الأولى من 52 في المائة سنة 1992 إلى 32 في المائة سنة 2004 ثم 27 في المائة سنة 2011، في حين لا تتجاوز نسبة الأمهات اللواتي يعطين الثدي مبكرا خلال الساعة الأولى بعد الولادة 26.8 في المائة، لأسباب لاتقف عند حدود ما هو اجتماعي واقتصادي، بل تتعداه كذلك إلى ما هو ثقافي مرتبط بالمحيط العائلي. وبينت الدراسات التي أجريت حول الرضاعة الطبيعية في المغرب أن متوسط الرضاعة الطبيعية يبلغ 16.3 شهرا، هذا في الوقت الذي لا ترضع فيه الأمهات أطفالهن قسريا خلال الستة أشهر الأولى نسبة 27.8 في المائة، وأوضح المسح الذي أجري في هذا الصدد على أنه كلما كانت الأم تقيم في المناطق الحضرية، وكانت ذات مستوى ثقافي واجتماعي واقتصادي عال، كلما كانت الرضاعة الطبيعية المطلقة إلى غاية ستة أشهر ضعيفة أو غير مطبقة، في حين أنه في المناطق الريفية وبمجرد ما أن يبلغ الرضيع شهرين حتى يسارع الوالدان لإدخال التغذية تدريجيا للطفل، هذا في الوقت الذي توصي فيه منظمة الصحة العالمية بأن الطفل لا يحتاج لنموه وتطوره إلا لحليب أمه واستبعاد أي طعام أو شراب وذلك حتى سن ستة أشهر، كما ينبغي الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى سنتين أو أكثر، أخذا بعين الاعتبار أن «اللبأ» وهو «الحليب الأولي»، يتطور الى حليب ناضج بعد أيام هو غني جدا بالبروتينات والأجسام المضادة ، فضلا عن كونه مغذ وسهل الهضم، وهو ما يجعل منه غذاء مناسبا تماما لاحتياجات الرضيع خلال 24 ساعة بعد ولادته، لكونه درعا ضد الميكروبات والالتهابات المعوية بصفة خاصة، لأنه مشبع بعناصر أساسية مثل النحاس والزنك والفيتامينات، خاصة الفيتامين ب 12 اللازم لتطوير الجهاز العصبي.