هم أبطال حرب الرمال المنسيون، جنود سابقون حاربوا في صفوف القوات المسلحة الملكية المغربية ويطالبون اليوم بالاعتراف بالتضحيات التي بذلوها من أجل الوطن. فمنذ عودتهم من غياهب سجون البوليساريو، وهؤلاء الرجال يخوضون معركة أخرى من أجل الكرامة. يقول عبد الله السامر، أحد منظمي اعتصام قدماء الجنود المغاربة في الرباط: «لقد تحملنا التعذيب وسوء المعاملة في تيندوف، ولا يمكن أن نستسلم اليوم.» بعد أن قضى معظمهم حوالي عشرين عاما في جحيم مخيم الرابوني، يواظب هؤلاء الأسرى السابقون على عقد لقاءات يومية لخوض حرب جديدة، وهذه المرة ضد النسيان. الأمر يتجاوز الحصول على تعويض، لأن غايتهم هي الاعتراف. الاعتقال حطمهم، والصحراء قسمت ظهور الكثيرين منهم، ومع ذلك فهم لا يشعرون بأنهم قد تحرروا، وهم على أرض وطنهم، من أشباح الحرب. تم الإفراج عن آخر فوج منهم في غشت 2005، بعد حملة دولية ودعم كبير وفاعل للسيناتور الأمريكي جون ماكين، الذي كان بدوره أسير حرب سابق في الفييتنام. بعد أن طالت سنوات الانتظار، اتخذ هؤلاء الأبطال إسماع صوتهم، فنصبوا لافتة على بعد بضعة أمتار من البرلمان كتبوا عليها بحروف حمراء بارزة: «نحن هنا لأن وعودا لم يتم الوفاء بها»، كلمات تعكس الإحباط الذي أصابهم بعد مرور سنوات من العودة إلى أر ض الوطن. وفي كل مرة يتم استقبال وفد منهم، كما تم مؤخرا من طرف مؤسسة الوسيط ومن طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان. تم الإعلان عن اتخاذ تدابير، لكن دون جدوى. ومؤخرا، انتقل المجندون السابقون إلى أمام فيلا رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، لكن، كما يقولون، الملك، «القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية»، هو الوحيد القادر على حل مشكلتهم. يتراوح راتب التقاعد الذي يتقاضونه ما بين 3000 و3500 درهم شهريا، لكن ينكمش بشكل بنسبة كبيرة بعد وفاتهم، إذ لا يحصل ذويهم إلا على 600 درهم في بعض الحالات، حيث يتم احتساب ذلك المبلغ بناء على رتبتهم في الوقت الذي تم فيه أسرهم، وبالتالي تم تجميد ترقيتهم في صفوف الجيش. يقول عبد الله السمار: «الجيش لم يعاملنا كأسرى حرب، نحن هم الأبطال المنسيون لحرب استكمال الوحدة الترابية للبلد.» عن «جون أفريك»