كيف يفكر التاجر المغربي، والتاجر المغربي الملتزم سياسيا ونقابيا أو جمعويا؟ لهذا السؤال جواب واحد، أبنيه عن قناعة شخصية لحوار دار بين المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين، ومفاده: يفكر بعمق كبير ويستشعر بعمق كبير ما يمور في المجتمع. لقد حدث أن اجتمع التجار الاتحاديون، الى أعضاء المكتب السياسي، وكانت مناسبة ليتحدث عبد الواحد الراضي عن تاريخ التجار في خضم المعارك السياسية للمغرب المعاصر، واسترجع اللحظات التي كان فيها قطاع التجار والمهنيين الدعامة الرئيسية للنضال الديمقراطي منذ بدايته، ماديا ومعنويا. وكان التجار، وعلى رأسهم الشهيد الكبير مولاي عبد الله المستغفر هدفا لسهام الاستبداد والشطط وتمارين الترهيب باسم الدولة والنظام. من ينصت الى التجار، يستمع إلى تشريح سياسي ومهني حقيقي لأوضاع البلاد وأوضاع الهيئات العاملة في الحقل الحزبي، ومنها حزب الاتحاد الاشتراكي الذي ينتمي إليه. الحديث الذي بدأه عبد السلام أبو ابراهيم، بعد اعتذار الكاتب العام أحمد أبوه بسبب سفر، المخضرم بين النضال القطاعي والنضال الوطني طوال سنين، ركز على الدور والأهمية التي يكتسيها التواجد حاليا في صلب الحقل الاجتماعي وسط التجار والمهنيين. وقد شدد أبو ابراهيم على قوة القطاع وأهميته في وضع أية خارطة طريق للاتحاد الاشتراكي في علاقته مع القوات الشعبية. ومن جهته تحدث العربي ايت سليمان، الذي نال مؤخرا ثقة التجار في جهة الرباط، عن« وضعية القطاع التي تعرف تنافسا حادا بين الكيانات السياسية والجمعوية لكافة الاحزاب والنقابات، بعد أن كان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هو الحزب الوحيد الذي يتواجد في هذا القطاع» وهو ما يعد تحولا كبيرا، يجعل القوى التقدمية والمناضلة في وضع التنافس الجديد». ولذلك يقول ايت سليمان، بكل مرارة المناضل« ،لا يمكن أن نبقى في هذا الوضع» في موقف المتفرج، ولا سيما وأن« قطاع التجار والمهنيين هو الترمومتر الذي تقيس به حرارة الواقع وحرارة ما يعيشه الناس». وحين الحديث عن الواقع الحالي، كشف المتحدث عما يعانيه القطاع مع القرارات الجديدة للحكومة الحالية وكيف أن القوى الشعبية، التي يعد القطاع تعبيرا عنها، تريد منه التعبير عنها. التشريح الموضوعي والصريح الذي باشره أعضاء المكتب الوطني لقطاع التجار والمهنيين، تناول أيضا علاقة الحزب بالقطاع عموما وبمناضليه،ووضع الاصبع على الاعطاب التي تمسها وتعطلها وتضعف من إشعاع حزب القوات الشعبية. كما طرح المتدخلون: مولاي الحسن باجدي، الفيلالي من طنجة، والاخ حسن من فاس ضرورة الاهتمام برأي التجار في مستقبل النضال السياسي ومستقبل المشروع المجتمعي للاتحاد الاشتراكي وعموم القوى الديموقراطية في البلاد.