تعرض الفنان التشكيلي محمد النجاحي لهجوم من قبل أحد السلفيين المتشددين بسوق الصباغين بمراكش حيث يتواجد مرسم الفنان المذكور، بعد اتهمه بمروقه عن ملة المسلمين وخروجه عن عقيدتهم، واصفا إياه بالمرتد والصهيوني والكافر . وقال محمد نجاحي في شكاية وجهها للسلطات القضائية: «في يوم الخميس فاتح نونبر 2012، حيث كنت أمارس عملي بمرسمي المتواجد بسوق الصباغين بالمدينة العتيقة، وبعد نقاش نتج إثر تصوير إسبانيين لمسابقة تنشيطية بالعنوان المذكور، أُفَاجَأُ بالمدعو (ع) الذي يعمل كصباغ للصوف بالسوق نفسه، يهاجمني باتهامات خطيرة تمس أمني الروحي وعقيدتي وانتمائي، حيث صرح أمام الملأ، وبصوت مرتفع، بأنه لا دين لي، ونعتني بالصهيوني، وشبهني باليهود والكفار، وأن عملي الفني ثقافة شيطانية، وما إلى ذلك من عبارات القذف والشتم التي تمس إسلامي وتنفيه أيضا. وقد تمادى المشتكى به في تهديدي من خلال الوعيد بأن مصيري سيكون كمصير الكفار والمرتدين، بل كَفَّرَ كل فنان ومبدع ..» وأضاف النجاحي أن هذا الهجوم يمثل اعتداء ومسا خطيرا بسلامته، وتهديدا واضحا لشخصه، وخاصة وأن المعتدي معروف بميولاته السلفية المتشددة؛ بل يلمس في هذه الاتهامات تحريضا واضحا على العنف. وفي اتصال بمكتب الاتحاد الاشتراكي بمراكش، أكد الفنان التشكيلي المعتدى عليه أن ما تلفظ به المُعتَدي من اتهامات خطيرة يشكل تهديدا لكل الفنانين والمبدعين ، ويعيد عقارب الساعة إلى الوراء لمئات السنين لبعث روح الأزمنة الظلامية، حيث تقام محاكم التفتيش المنقبة في الضمائر والنوايا، مضطهدة حرية الإبداع ومسلطة سيف التكفير والردة على الفنانين و المثقفين..» وقال النجاحي «أمام هذا الوضع أرفع ندائي إلى كل الفنانين والمثقفين المغاربة من أجل التصدي إلى هذا الصنف من السلوكات التي تقطع الطريق في وجه إقلاع المغرب والمغاربة وملامسة آفاق حضارية منفتحة وفي مستوى التحديات الكونية.» واعتبر أن التزام الصمت في مثل هذه القضايا التي يتخذ فيها أعداء التنوير الدينَ ذريعة لتصريف خطاب قروسطي بشكل متخلف، ليهدد الثقافة حاضرا ومستقبلا، وخاصة الأجيال اللاحقة التي من حقها أن تبدع وتتمتع بثقافة الانفتاح والاختلاف، وتحترم حوار الأديان، مثلما من حقها أن تحيا بحرية وكرامة متحررة من كل خوف .. وأضاف أن تقاعس السلطات القضائية في صد مثل هذه الانحرافات الخطيرة سيمثل دعامة لاستمرارها، بل وتفاقمها إلى ماهو أسوأ، مطالبا باتخاذ ما يلزم من إجراءات لحمايته ورد الاعتبار لشخصه. ومعلوم أن موجات التكفير والهجوم على المثقفين والمفكرين قد تصاعدت في الآونة الأخيرة، وكان من ضمن من استهدفتهم الباحث عبد العزيز بومسهولي الذي تعرض لحملات متوالية على صفحته بالفيسبوك و كذا على صفحات إحدى الجرائد، وصلت إلى المطالبة بالحِجر عليه عقب الدراسات التي نشرها حول فكر العلمانية. بل واستقبلت صفحته على الشبكة المذكورة تهديدات واضحة واتهامات بالتكفير و الردة .