تحتضن العاصمة الرباط، يومي الجمعة و السبت 9 و10 نونبر 2012، أول مؤتمر عالمي للموريسكيين. وأكد نجيب لبريس رئيس «جمعية ذاكرة الأندلسيين»، في ندوة صحافية ، «إننا مغاربة وسنبقى كذلك ونعتز بوطننا المغرب وبملكنا وديننا الإسلام». وقال إن نوع رد الاعتبار الذي يطالب به الأندلسيون اليوم هو رد الاعتبار لحوالي 9 قرون من الحضارة الإسلامية في شبه الجزيرة الإيبرية, حتى لا ينظر الإسبان وغيرهم إلى هذه المدة من التاريخ على أساس أنها حدث عابر في تاريخ شبه الجزيرة الايبرية بشكل عام والإسباني بوجه خاص. وردا على سؤال صحفي أوضح لبريس أن للجمعية مقاربة مغايرة بخصوص الحديث عن رد الاعتبار حول ما تعرض له الموريسكيون من مآسي التهجير والترحيل بعد سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس, مقارنة بما حصل أيضا لليهود الذين تلقوا اعتذارا رسميا من اسبانيا وتعويضات. وتتجلى هذه المقاربة حسب لبريس في كون الأندلسيين لا يطالبون بما حصل عليه اليهود، لأن ما «يهمنا هو رد الاعتبار للحضارة الإسلامية وللتراث الإنساني الذي أنتجه المسلمون الاسبان خلال قرون». وفي هذا السياق، يدعو لبريس كل الجهات المعنية في اسبانيا رسمية وأكاديمية ونخبة مثقفة ومجتمع مدني إلى إعادة قراءة التاريخ الاسباني بموضوعية وبمنظور تفاعلي لا يختزل قرونا من التاريخ الاسلامي في الأندلس مجرد حادثة سير في تاريخ المنطقة. ومن جانبه, قال مصطفى الزباخ ,عضو الجمعية وهو أيضا مقرر أكاديمية المملكة المغربية, إنه لا يمكن اختزال القضية الأندلسية في زمان محدد أو في مكان معين. وأوضح أن من توجهات المؤتمر الأول الذي تنظمه الجمعية في هذا السياق، هو التوعية بالإهمال الذي تعرض له التراث الأندلسي، إذ بالرغم مما كتب عنه وكتب فيه لم ينل هذا الكم الزاخر من الانتاجات الفكرية والتراث الإسلامي ما يستحقه. ونبه الزباخ إلى أننا لن نعيد اليوم بكاء شعراء الأندلس وننتحب كما جرى بعد سقوط آخر قلاع الحكم الإسلامي في الأندلس, كما لن ندعو إلى نصب محاكمات تاريخية وتجريم ما حصل للمسلمين من بشاعات، وإنما ينبغي العمل على تصحيح الأخطاء التي أدت إلى مآسي إنسانية تجاوزت ضفتي الحوض المتوسطي إلى كثير من بقاع العالم، وليس فقط الدول التي استقبلت أكثر عدد من موجات الترحيل والتهجير التي طالت المسلمين في الأندلس لكونهم رفضوا التخلي عن دينهم والعودة في المسيحية. وكانت في مقدمة هذه الدول التي لجأ إليها الموريسكيون المغرب إلى جانب الجزائر وتونس وليبيا ومصر ودول في أمريكا الجنوبية. ويرى الزباخ اليوم بأهمية إعادة تقييم هذا التراث الإنساني تقييما علميا وأكاديميا يبرز عبقرية الأندلسيين بعيدا عن استعمال قواميس السب والشتم كما دأب على ذلك من قبل المؤرخون الإسبان والمسلمون على حد سواء.