مع حلول كل عيد تزداد وتيرة السرقة بجل شوارع المدينة وأسواقها جراء الاكتظاظ الملحوظ الذي تعرفه. مصادر أمنية عزت دواعي الحضور المكثف للصوص خلال مثل هذه المناسبات إلى توافد العديد منهم من المدن والمناطق المجاورة لعلمهم بكثرة المتسوقين الذين يختارون القصر الكبير كوجهة مفضلة للتبضع، وإلى سوء التنظيم الذي يطبع المجال الحضري الذي حول فضاءاته إلى أسواق عشوائية تساعد اللصوص على ممارسة رياضة الأصابع في جيوب المواطنين متوزعين على شكل مجموعات بمختلف شوارع وأسواق المدينة مستغلين بعض الفراغات الأمنية بها... إذ تزداد سيناريوهات هذا المسلسل، خاصة في الأماكن المتاخمة للمحطة الطرقية والشارع الممتد عبر سوق سبتة ووسط الأسواق التي باتت جلها ملاذا للنشالين، مما جعل ظاهرة السرقة بالمدينة سلوكا مألوفا عند الخاص والعام. على المستوى الأمني، هناك بعض المجهودات في هذا الإطار. ومع ذلك مازالت حوادث السرقات في ارتفاع مهول، الأمر الذي يتطلب الرفع من الحضور الأمني، لأن المواطن القصري ضاق ذرعا من تنامي هذه الظاهرة. يذكر أن المدينة تتوفر على مركز أمني رئيسي ودائرتين تعملان إلى جانبه بإمكانيات بشرية ووسائل لوجستيكية غير كافية لساكنة يفوق عدد سكانها 150 ألف نسمة، مما جعل المقاربة الأمنية هنا -حسب تعبير المتتبعين- لم تصل بعد إلى مستواها المطلوب في ظل تنامي الهجرة القروية وتزايد السكان والوضع الإجتماعي المتردي وتفريخ التجزئات السكنية وغيرها.