اشتعلت المواجهة بين مشتركي الفرق الأربعة في الحلقة الأولى المخصصة للمرحلة الثانية من برنامج «أحلى صوت»، وهي مرحلة «المواجهة» التي يختار فيها كل مدرب اثنين من فريقه لآداء نفس الأغنية في حلبة المنافسة واختيار الأقوى للمرور للمرحلة الثالثة من البرنامج. وكان الاختيار شديد الصعوبة لدى كل المدربين خاصة في المواجهات التي كانت أكثر قوة وإبهارا. ولقد فرضت قواعد البرنامج على المغاربة منافسة بعضهم البعض نزولا عند اختيار المدربين. في فريق صابر الرباعي نافست منى روكاشي زميلتها كنزة العوض، وكانت الأغنية محور المنافسة بعنوان SET Fire To The Rain، وقبل اتخاذ القرار عتب صابر على كنزة بسبب أخطاء في الإيقاع، واختار منى للبقاء من أجل المنافسة مع تقديم بعض النقد. وبعد المنافسة في آداء أغنية «مرسول الحب» رجح عاصي الحلاني كفة مراد بوريقي على حساب محسن لطفاوي عملا بنصيحة مستشارته في الفريق، بالرغم من ثناء بقية المدربين على محسن بسبب هدوئه وتمكنه فوق خشبة المسرح. وفشلت أميمة في التأهل رغم أن صابر وشيرين وكاظم اعتبروها الصوت الأقوى في مقابل السورية إيناس والمصرية ياسمين، لكن عاصي اختار إيناس لأنها حسب رأيه كانت واثقة من نفسها في أدائها لأغنية «مستنياك». أما العرض الختامي والذي أذهل الحكام وألهب حماس الجمهور فكان من نصيب فريد غنام ونور الدين دربالي اللذين أديا أغنية Desert rose ببراعة كبيرة. حيث تحول البرنامج إلى حلبة مصارعة فنية أبدع فيها فريد بحسه العالي وسيطرته على المسرح، ودافع فيها نور الدين عن نفسه بشراسة، فأشعل المسرح بخبرته العالمية في الغناء مع نجوم عالميين وكذا تقنياته العالية في الآداء. عرض مثير صفق له الحكام والجمهور كما لم يصفقوا لأحد من قبل، ونصح كاظم المتنافسين في الاستمرار بعد المواجهة كثنائي متناغم، كما أشاد عاصي وصابر بعرضهما الرائع. أما شيرين فلقد وجدت نفسها في موقف صعب لكنها قررت أخيرا اختيار فريد غنام الذي تلقبه ب?فراولة?، وذلك بسبب تعاطفها معه وكذا إعجابها الكبير بصوته الذي يخرج من القلب حسب رأي شيرين. وتعرض المجموعة الإعلامية «إم.بي.سي» على قناتها الأولى مساء كل جمعة برنامجها الغنائي الجديد ‹أحلى صوت› المستنسخ عن البرنامج الأمريكي والإنجليزي الذائع الصيت، والذي اشترت حقوق عرض نسخته العربية حصريا بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ويتألف هذا البرنامج من ثلاث مراحل تنافسية : مرحلة «الصوت فقط» حيث الاعتماد يرتكز على الصوت ولا شيء سوى الصوت، ومرحلة «المواجهة» حيث ينتقل التنافس ضمن نظام المجموعات إلى الصراع الثنائي المؤدي إلى التأهل أو الإقصاء، ومرحلة «المباشر»› التي يخرج فيها المتنافسون المؤهلون إلى ميدان حكم المشاهد، ولا أحد سوى المشاهد. ويشرف على استكشاف هذه الأصوات في المرحلة الأولى، ومواكبتها وتوجيهها في مرحلة المجموعات، كوكبة من الفنانين العرب المشهود لهم بالتجربة الطويلة في الطرب والغناء تضم كاظم الساهر وشيرين عبد الوهاب وصابر الرباعي وعاصي الحلاني. لقد مر من مسافة البرنامج إلى اليوم خمس حلقات هي عمر المرحلة الأولى لعنوان الصوت ولا شيء سوى الصوت، شارك فيها المتنافسون من المحيط إلى الخليج، وتقدمت فيها الأصوات المغربية والمصرية بشكل ملموس، وأبهرت هذه الأصوات العربية أعضاء لجنة التحكيم وعموم المشاهدين، مما خلق لدى الجميع متعة فنية في بداية البرنامج، زادتها روح الدعابة والمرح المنتشرة على خشبة التنافس ومنصة التحكيم بزعامة صابر الرباعي، الطفل المشاغب، وشيرين عبد الوهاب، البنت الدلوعة، وعاصي الحلاني الفتى الساحر، وكاظم الساهر المعروف برزانته وكياسته، والذي انقلب مرغما على نفسه في هذا البرنامج، وأطلق العنان لنصيبه المحدود من الشغب الهادىء والدعابة غير المنفلتة، غير أن الحلقة الأضعف في هذا المشهد الفني الممتع كانت لمقدم البرنامج محمد كريم الممثل المصري المعروف الذي كان حضوره باهتا، وتأثيره في مشاهد ومراحل تطور التنافس متواضعا، إما بسبب الإطار الضيق الذي وضعه فيه مخرج البرنامج والقائمين عليه، أو بسبب تجربته الأولى في التقديم التي فضل فيها الكياسة والثقل بدل الجرأة والاندفاع في صناعة المواقف والمشاهد ولحظات الجذب والانجذاب والتفاعل، هذا دون الحديث عن صاحبة الميكرفون التي تظهر وتختفي كالشبح دون أن يكون لوجودها أو اختفائها معنى فني مقبول. ولمجاراة لعبة الاختيار العمياء، يقف المتنافس أمام أربعة كراسي رهيبة يجلس خلفها أربعة حكام، آذانهم معلقة فقط بالصوت، وكلما كان المتنافس قويا في أدائه، ومقنعا في عرضه، وشجاعا في وقوفه على خشبة التنافس لا يرى من الحكام إلا ظهور كراسيهم، كلما عجل ذلك بالضغط على زر القبول واستدارة الحكم المعني قبالة المتنافس، ليلتحق هذا الأخير بمجموعة الفنان الضاغط على الزر الأحمر إن كان بمفرده، أو يختار الانضمام إلى إحدى مجموعات الفنانين الضاغطين على الأزرار الحمراء قبل انتهاء دقيقة ونصف من زمن الأداء. والمحظوظ جدا من هؤلاء المتنافسين، من تستدير إليه الكراسي الأربعة قبل انتهاء أجل العرض ليختار بنشوة أو حيرة أو كبرياء ما بين عاصي وصابر وشيرين وكاظم. غير أن مشهدين في هذا العرض الفني الجميل يؤثران سلبا على مجرى تطور الأحداث : الأول متعلق بضغط عضو واحد على زر القبول أمام امتناع ثلاثة أعضاء، وهذا يكفي الصوت المتنافس للمرور إلى المرحلة المقبلة، في حين كان الأجدى الحصول على تصويت عضوين على الأقل ليكسب المتنافس حصة 50 في المائة من النجاح، وتكون لتأهيله مصداقية في حدود النصف والمعدل المطلوب للمرور. والمشهد الثاني مرتبط بلحظة اختيار مجموعة المدرب بعد نجاح الصوت، حيث يتهافت أعضاء لجنة التحكيم، باستثناء كاظم الساهر في الغالب، على استمالة صاحب الصوت إلى مجموعاتهم بطريقة فجة وفيها نوع من الاستجداء أو التسول قد يمس بكاريزما الفنانين، ويعطي الميل لدى المتنافسين إلى انتهاج شكل من الاستعلاء أو الغرور وأحيانا ‹الانتقام› ممن لم يضغط على زر القبول في الزمن المطلوب. والملاحظ في دورة الاختيار هذه من ألفها إلى يائها أن مقاييس التصويت تختلف من فنان إلى فنان، وأن حتى أذواقهم الفنية الجمالية لا تتلاقى أحيانا في الحد الأدنى رغم تجربتهم الطويلة في الغناء، ومراسهم اليومي في الطرب والموسيقى، بل أن بعضهم لا يضغط على الزر الأحمر إلا بعد أن يضغط زميله على زره الخاص، وأحيانا ينأى بنفسه عن الضغط حتى ولو كان الأداء جيدا والصوت مقنعا، لا لشيء إلا لكي لا يتورط للمرة الثانية أو الثالثة في تصويته الوحيد على العرض، ويضم الصوت إلى مجموعته على علاته.