تميزت العلاقات السياسية بين دولة قطر والمملكة المغربية على الدوام بالتعزيز المتواصل لوتيرة التشاور والتنسيق بينهما على مختلف المستويات والأصعدة. وفي هذا السياق، قام صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر بتاريخ 24 نونبر 2011 بزيارة للمغرب، تم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات. كما حرص قائدا البلدين على تدعيم التواصل بينهما في السنوات الأخيرة من خلال تبادل الرسائل والمبعوثين. وفي هذا الإطار سلم السيد الطيب الفاسي فهري ، مستشار صاحب الجلالة في 19 مارس 2012 رسالة ملكية إلى أمير دولة قطر تتعلق بتدعيم العلاقات الثنائية وببناء الشراكة الإستراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي, كما استقبل جلالة الملك محمد السادس بتاريخ 18 سبتمبر 2012 ، الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة للشؤون الخارجية ، مبعوثا خاصا من أمير دولة قطر إلى جلالته. كما سلم سفيرالمغرب بالدوحة ، بتاريخ 11 يونيو 2012, رسالة خطية من جلالة الملك محمد السادس إلى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر. وحرصت المملكة على أن تكون حاضرة بصورة فعالة ومؤثرة في عدد من الملتقيات السياسية الكبرى التي احتضنتها قطر. وفي هذا الصدد، شارك صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ما بين 30 مارس و فاتح أبريل 2009 ، ممثلا لجلالة الملك محمد السادس، في القمة العربية وفي القمة الثانية للدول العربية وأمريكا الجنوبية. كما شارك المغرب في قمة غزة الطارئة التي انعقدت بقطر 16 يناير 2009 ، وفي أشغال "منتدى المستقبل" بالدوحة في الفترة من 11 إلى 13 يناير 2011. ومثل السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية، جلالة الملك في الدورة الرابعة لمنتدى تحالف الحضارات» التي احتضنتها العاصمة القطرية يومي 10 و11 ديسمبر 2011. كما شارك رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران في أشغال المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس خلال شهر فبراير 2012 , حيث تلا رسالة ملكية موجهة إلى المشاركين في المؤتمر, وشكلت هذه الزيارة مناسبة التقى فيها بأمير دولة قطر. ومن جهة أخرى، شارك الشيخ حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في أشغال "منتدى المستقبل" بمراكش على رأس وفد رفيع المستوى, كما شاركت قطر في أشغال الاجتماع الوزاري لمبادرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بمراكش -نونبر 2009- في شخص وزيرها في الاقتصاد والمالية السيد يوسف حسين كمال. وفي 14 يناير من السنة الجارية، التقى السيد سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، بمناسبة حضوره الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة التونسية، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وتناول اللقاء سبل تعزيز الاستثمارات القطرية في المملكة والشراكة المتقدمة بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي. وفي ما يتعلق بملف الصحراء المغربية ما فتئت دولة قطر تعبر عن دعمها للوحدة الترابية للمملكة في عدة مناسبات منها انعقاد الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة بأكادير في 17 مارس 2006، وامتناع دولة قطر عن التصويت لصالح التوصية الجزائرية في اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة. كما أعلنت قطر موقفها المؤيد للمغرب أثناء انعقاد المؤتمر الإفريقي الأسيوي بدوربان بجنوب إفريقيا، وهو الموقف نفسه الذي أكدته لما كانت عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي خلال الفترة 2006 -2007. وكانت قطر من أبرز المحطات التي زارها الوفد المغربي الذي عرض مشروع المبادرة المغربية بمنح حكم ذاتي للأقاليم الصحراوية تحت السيادة المغربية، إذ سلم السيدان محمد معتصم، مستشار صاحب الجلالة، وياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، رسالة من جلالة الملك محمد السادس في الموضوع إلى سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ومن جهته، عبر السيد محمد عبد الله الرميحي، مساعد وزير الخارجية لشؤون المتابعة بوزارة الخارجية القطرية، خلال زيارته للمغرب من 10 إلى 12 مايو 2007، عن موقف بلاده المؤيد لتطبيق الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، و هو نفس الموقف الذي أعلنته قطر بمناسبة الدورة الرابعة للجنة العليا المشتركة بالدوحة في الفترة من 21 إلى 23 فبراير 2011. وتجدر الإشارة إلى الجهود التي بذلتها الدبلوماسية القطرية، لإنهاء معاناة 100 أسير مغربي، كانوا محتجزين لدى جبهة "البوليساريو"، إذ تم الإفراج عنهم في فبراير من سنة 2004، وتم نقلهم إلى المغرب عبر طائرة قطرية خاصة.