خصص برنامج «مباشرة معكم» يوم الأربعاء 2012-10-10 للمرأة ووضعها الحالي في ظل الربيع العربي الذي عرفته الساحة العربية، والمغرب الذي هو جزء من هذا التغيير في ظل الحكومة الجديدة. طيلة البرنامج، لم تقل السيدة الوزيرة أي شيء ملموس بالنسبة لتغيير واقع المرأة المغربية. هناك فقط قوانين قيد الإنجاز وبرامج وتشريعات...ما لا ينقصنا نحن في هذا البلد هو القوانين والتشريعات لكن التطبيق، أين هو؟ لا داعي لأن نختبئ وراء الوقت الزمني والمقارنة دائما مع السابق، كما قال الأستاذ نورالدين الزاهي، نحن لا نريد أن نقارن عمل الحكومة الحالي بالسابق لأن الماضي لا يشرف تطلعات المواطنين. لماذا جاءت كل هذه الثورات؟ للقطع مع الماضي وبدء صفحة جديدة مبنية على الديمقراطية بشكل صحيح. السيدة الوزيرة طيلة المدة الزمنية، لم تقل بالملموس ماذا فعلت من أجل المرأة المغربية أو ماذا ستفعل بالملموس أيضا لهذه المرأة المعنفة في بيتها. لهذه المرأة المتحرش بها في الشارع وفي العمل و.. لهذه المرأة التي تطرد من بيت الزوجية وتتيه في ردهات المحاكم مع أطفال لا يحملون من الأب شيئا سوى الاسم. لهذه المرأة التي تغتصب وتصير أما ويتنكر لها المجتمع ويحمي الفاعل. ومن هنا أحيي بشكل قوي السيدة عائشة الشنا. السيدة المناضلة والتي تدافع عن كرامة الإنسان المغربي، لأنه في حماية المرأة المعنفة والمغتصبة وحماية الطفولة، حماية للإنسان ككل لأن المجتمع يعتبر وحدة متكاملة. والمغرب بدون نساء مواطنات بالأساس ويمارسن إنسانيتهن، لا يمكن له أن يتقدم. وماذا فعلت أيضا لهذه المرأة التي تغتصب و يفرض عليها الزواج من قاتلها حتى يفلت من العقاب. للطفلة الخادمة ..هناك الكثير والكثير من المآسي التي تعيشها المرأة المغربية. نحن لا نطالب بعصا سحرية تغير عقليات والأعراف والتقاليد، نطالب فقط بشيء ملموس على أرض الواقع يقول لنا فعلا أن هذه الحكومة تترجم كلامها إلى أفعال لأن التغيير يبدأ خطوة، خطوة ونتمكن من إدراكه، ولا فقط حبرا على ورق. الخوف من الحكومة الحالية موجود، لأن هناك إشارات تدل على تراجع كبير بالنسبة لحقوق المرأة خاصة بعدما أصبحت تنعت بمخلوق لا يصلح إلا للزواج أو العراك بالأيدي، كما نعتت من طرف مسؤولين في الحكومة. المتخيل عند الحكومة الذكورية لا يتجاوز الجسد كما هو مسطر في المقررات التعليمية التي لا ترقى إلى مستوى إنسانية المرأة. كما قال ذ. إدريس خروز «المقررات التعليمية لا تنصف المرأة. تحصر دور المرأة في البيت وبأنها تابعة للرجل. هناك تمييز حتى على مستوى اللباس، الذكور يحضرون إلى المؤسسة بدون زي موحد، والاناث ملزمات بلباس موحد؟؟، أين نحن من مدونة الأسرة التي تقول أن الأسرة يسيرها اثنان: المرأة والرجل؟ هذا قانون مدون على الورق لكن لسانالواقع ينطق بالعكس. ولاية المرأة على أطفالها؟». غريب هذا القانون الذي يعطي الولاية للرجل ولا يمنحها للمرأة؟ هذه المرأة التي حملت وأنجبت وربت وسهرت.. لا يحق لها أن تكون ولية على أطفالها. لماذا؟ مع أن أساس الأسرة في مجتمعنا المغربي هو المرأة وأسطر على كلمة المرأة ألف مرة. ما هذا النفاق الاجتماعي الذي استساغته عقولنا وتحول إلى شيء عادي و طبيعي؟ ما هذه اللعبة التي نلعبها من «المهد إلى اللحد»؟ كما قالها د. سليم دولة. المسؤول السياسي يجب أن يكون واضحا في أطروحاته ولا يخجل من قول أن هناك فسادا وهناك فقرا وهناك رشوة .وهناك أطفال شوارع يجب حمايتهم...و يجب أن لا يرعبه النقد، بل يجب أن ينصت إلى صوت الشارع مليا ولا يقمعه كما قالت عضوة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بشرى بلحاج حميدة. تاريخ المغرب مليء بأسماء نسائية مناضلة و محاربة وعالمة.. ساهمت بشكل تلقائي في الدفاع عن بلدها والدفع به إلى الأمام لأن الوطنية ليست حكرا على أحد. ما سبب هذا التراجع الخطير واللافت للانتباه بالنسبة لتواجد المرأة على الساحة العربية؟ لماذا يخاف الرجل العربي من المرأة؟ هل هو سلوك نابع من التربية؟هل غياب الثقافة بشكل عام في سلوكياتنا يؤدي إلى نمطية في العيش وفي التفكير؟ ما سر هذا الانحطاط الفكري في ظل تطور وسائل التعلم والتثقيف؟ غريب أمر هذا الرجل العربي الذي مازال لا يرى في المرأة رفيقة الدرب في كل المجالات، سوى «وليمة على الفراش».