تشاجر تجار«الميكا» بالمطرح العمومي للدارالبيضاء يوم الأحد المنصرم 23 شتنبر مع مدير شركة تتاجر في هذه المادة التي يتم جمعها من المزبلة البيضاوية من طرف عمال التنقيب، والذين أغلبيتهم مازالوا أطفالا يتم استغلالهم في جمع القنينات و«البيدونات» البلاستيكية ، وبيعها بأثمنة بخسة لاتتعدى الدرهم الواحد في الكيلوغرام إلى تجار آخرين يصطلح على تسميتهم ب«المازنية» الذين بدورهم يحملون الأطنان من هذه المادة في شاحنات مخصصة لهذا الغرض ، ويبيعونها لوحدات صناعية عشوائية تشتغل خارج كل الضوابط القانونية بمختلف مناطق إقليم مديونة، والذين بدورهم يعيدون بيعها إلى شركات خارج أرض الوطن بعد غسلها وتعليبها! وقد أفادتنا مصادرالجريدة بأن امتناع تجار «الميكا» بمزبلة مديونة عن عدم بيع منتوجهم لوحدة صناعية متواجدة بالهراويين ، وتبديلها بوحدة صناعية أخرى متمركزة بتيط مليل ، هو الذي جعل مدير الوحدة الصناعية المقصية من بلاستيك المطرح العمومي، يؤنب جامعي «الميكا» ويدخل معهم في حرب كلامية كادت أن تتطور إلى شجار عنيف لولا تدخل رجال الدرك الملكي في آخر لحظة من أجل تهدئة الأوضاع وامتصاص غضب «المازنية » ، الذين لم يتقبلوا أن يحاول مدير الوحدة الصناعية المذكورة إجبارهم على التعامل معه رغما عنهم تحت ذريعة توفره على ترخيص قانوني يمكنه لوحده من شراء «الميكا»، وبالثمن الذي يريد ، لكن شباب وأطفال ونساء المزبلة ، فضلا عن «المازنية» قرروا عدم التعامل معه بعد أن اتخذ من العنف وسيلة لإرغامهم على البيع له وبالثمن الذي يحدده. وأضافت مصادر أخرى أن الوضع الأمني بمزبلة العاصمة الاقتصادية، ينبئ بمواجهات مستقبلية بين تجار «الميكا» سواء داخل المزبلة أو خارجها، بسبب التهافت على مادة البلاستيك التي تدر أموالا طائلة على أشخاص معينين، بينما المنقبون ومن يجمعونها من وسط الأوساخ والقاذورات لايتوصلون إلا بالفتات القليل ، وما يشجع على تنامي هذه المواجهات والاعتداءات هوغياب الدوريات الأمنية ، حسب نفس المصادر .