رغم المبادرات المتخذة من قبل عمالة الإقليم وبعض الجمعيات المحلية المهتمة، من أجل إزالة مختلف النقط السوداء على المستوى البيئي بالهراويين وغيرها نيابة عن المجالس المنتخبة فإنه يبدو أن «اليد الواحدة لاتصفق»، كما يقال ، حيث ظلت العديد من الدواوير بالاقليم، خصوصا بالمجاطية، في منأى عن هذا الاهتمام. ويعتبر دوار لبقاقشة ، والذي يسمى أيضا بدوار حيمود أو «دوارالليل»، كما يحلو للبعض تسميته، بسبب البنايات العشوائية التي استُنبتت فيه في جنح الظلام، من أبرز البؤر السوداء في الاتجار بالبناء العشوائي، كما أنه دوار مهمش ومقصي من كل أصناف التنمية، رغم أنه لايبعد عن الدارالبيضاء إلا بكيلومترات قليلة ، وقد حوله للأسف بعض الأشخاص المعروفين بالمنطقة، إلى «مزبلة حقيقية ترمى فيها النفايات المختلفة من مواد غذائية، كالعجائن والحبوب والليمون المتعفن وغيرها» والتي تكون وجهتها مزبلة مديونة ، ليتم تغيير مسارها، إلى داخل دوار حيمود بديور الحوت . وحسب مصادرالجريدة ، فإن هذه المواد المختلفة، تتم تنقيتها وعزلها وشحنها للبيع لدى زبناء معينين، ينشطون في هذه المواد . ولم تستبعد نفس المصادر أن يكون هناك أشخاص ، يعملون ببعض المعامل التي تنتج المواد القابلة للأكل وغيرها، يقومون بإخبارهم بموعد خروج هذه المواد الفاسدة من الوحدات الصناعية بنقلها إلى المزبلة العمومية للتخلص منها هناك ، لكن يتم تغيير مكان إفراغها، سواء في دوار حيمود أو دواوير أخرى كالحفاري ومرشيش بجماعة المجاطية ، حيث يتم جلب يد عاملة من النساء، كما هو حال دوار حيمود، لتنقية هذه المواد المختلفة من القاذورات وترك ركام من الأزبال ساهم بشكل كبير في تردي الوضع البيئي للمنطقة . وبنفس الدوار دائما، وبجوار«الشاطو» المحاذي للفرن، توجد أكوام من نفايات الأزبال يتم جلبها من مزبلة مديونة كالحديد ومختلف المواد القابلة للاستعمال وبعد فرزها يتم التخلص من بقاياها بجوار تجمع آهل بالسكان ،مما جعل دوار حيمود مكانا «آمنا» لتفريغ الأوساخ والقاذورات، التي تضر بصحة الإنسان والطبيعة معا، وعلى الرغم من معرفة الجهات المسؤولة بحقيقة ما يقع بدوار حيمود، من إتلاف حقيقي لبيئته وتدميرها، إلا أنه، لاأحد يحرك ساكنا، حيث يكتفي مسؤولون مختصون في المحافظة على البيئة، بزيارة المكان، دون أدنى إجراء فعال يأخذ بعين الاعتبار صحة وسلامة المواطنين، الذين يعانون نتيجة السلوكات «المنحرفة» لبعض تجار«التميخلة» والمواد الغذائية الفاسدة! لقد حول هؤلاء التجار دوار حيمود إلى مزبلة حقيقية، مستغلين «تهاون المسؤولين» وفقر نسبة كبيرة من السكان وأميتهم، للقيام بإنزال حقيقي في واضحة النهار لمختلف الأوساخ والقاذورات والمواد المتعفنة. ويرى مصدر مسؤول أن «غالبية النفايات والمواد الفاسدة تأتي من عدة شركات تريد أن تتخلص من أزبالها الضارة، بأسهل الطرق غير المكلفة، والخروقات لا تتمثل في استغلال هذه المواد، وإنما في عدم التزام هذه الشركات بتحمل المسؤولية في نفاياتها، والتأكد من أنها ترمى فعلا في مكانها الحقيقي بمزبلة مديونة». هذا ويعيش الدوار حالة تعثر تام بسبب انعدام البنيات التحتية الضرورية المتمثلة في انعدام شبكة السائل وغياب إنجاز القنوات الداخلية القادرة على الحد من معاناة السكان الصحية والبيئية ،التي استمرت لأزيد من عقد من الزمن دون أن تلوح بوادر الخلاص لساكنة يفوق تعدادها 1000نسمة، حيث تتحول فضاءاته في الأيام المطيرة، إلى مستنقع من المياه الآسنة والمتعفنة، ففي غياب شبكة الواد الحار، يكتفي السكان باستعمال الحفر داخل الأزقة وهو ما يشوهها ويساهم دائما في انبعاث الروائح الكريهة. وفي تصريح للجريدة قال أحد السكان «إن الواد الحار، يشكل لنا متاعب كثيرة، فعندما تمتلئ الحفر بمخلفات الإنسان الطبيعية، يكون ملزما علينا إفراغها مع ما يصاحب ذلك من روائح كريهة، فضلا عن انتشار الأزبال والنفايات بسبب غياب حاويات لجمعها»! ليست الأزبال وغياب الواد الحار ما يؤرق بال سكان دوار البقاقشة فقط، بل إنضاف اليوم مشكل غياب الأمن، بعد تصاعد حدة الانحراف والإجرام وترويج الممنوعات ،فبعد مغيب الشمس يخيم الظلام على الطريق الرابطة بين طريق مديونة وجوف الدوار على مسافة حوالي 1000 متر، فيستغل ذلك بعض اللصوص والمنحرفين لممارسة النهب والسرقة واعتراض سبيل الفتيات، لذلك فالسكان يطالبون بالعمل على تغطية طريق الدوار بالإنارة العمومية.