انعقد صباح الاثنين 17 شتنبر الجاري بمقر مقاطعة الفداء بالدارالبيضاء، اجتماع مشترك بين اللجن، وذلك لمناقشة وثيقة مشروع حساب النفقات من المبالغ المرصودة للمقاطعة الجماعية برسم السنة المالية 2013، في أفق المصادقة على مضامينها حتى يتم تقديمها للدورة المقبلة، واللافت للانتباه أن وثيقة الصرف الجديدة جاءت كعادة كل الوثائق التي تقدمت فيما قبل، حبلى بالتناقضات وتغيب معالمها الملموسة على أرض الواقع بتراب المقاطعة، إذ تحضر كثرة الأرقام وتغيب المنجزات إلا في حالات معينة؟ الوثيقة المتدارسة يوم الاثنين من ابرز ملامحها هو الرفع من ميزانية مرآب السيارات والآليات، سواء تعلق الأمر بشراء الوقود والزيوت الذي انتقل من 90 إلى 120 مليون سنتيم، وقد تم تبرير ذلك بالزيادة في أسعار المحروقات، إلا أنه أمر مردود عليه ، إذا ما تم الاحتكام إلى جانب العقلنة وإعمال الحكامة الجيدة، والأمثلة كثيرة في هذا الباب، كما تم الرفع من ميزانية قطع الغيار والإطارات المطاطية للسيارات والآليات بإضافة عشرة ملايين سنتيم ، ونفس المبلغ بالنسبة لصيانة وإصلاح السيارات والآليات، إذ بلغ مجموع المبلغ المضاف عن الميزانية السابقة 50 مليون سنتيم بنسبة الثلث من المبلغ المخصص والإجمالي لهذا الباب! نفس السيناريو شهدته أبواب أخرى من قبيل الصيانة والعناية التي وإن هي شهدت تخفيضا ضئيلا في بعض المصاريف كصيانة وإصلاح العتاد المعلوماتي، إلا أنها شهدت ارتفاعا وبمعدل 50 في المائة في بنود أخرى كما هو الحال بالنسبة للصيانة الاعتيادية لشبكة الهاتف والماء والكهرباء التي انتقلت من 50 إلى 100 ألف مقارنة بالمبلغ الذي خصص لها خلال سنة 2012؟ وكذلك الأمر بالنسبة لمواد الترصيص واللوازم الصحية، والطوب .. هذا في الوقت الذي جاء باب الشؤون الاجتماعية المتعلق بالملاعب الرياضية والمكتبات ودور الشباب فارغا، مقابل ارتفاع آخر في ميزانية مرتبط بالصيانة الاعتيادية للطرقات ... تفاصيل ينتظر أن تتم مراجعتها وأن يتم استعمال العقلنة في برمجة منحة المقاطعة حتى تكون مصاريفها أكثر وضوحا، أو بمعنى أصح، ملموسة أكثر، على اعتبار أن ميزانيات سابقة خصصت لاقتناء أغراض معينة، يجهل المتتبعون للشأن المحلي بمقاطعة الفداء الغايات التي قد تكون استعملت فيها، وذاك موضوع آخر؟!