في موضوع إعداد استعمال الزمن المدرسي وفق التوقيت اليومي، أصدر وزير التربية الوطنية بتاريخ 4/9/2012، مذكرة تحت عدد 2156/ جاء فيها : « تبعا لقراري بإلغاء المذكرة 122 ، وتماشيا مع المقاييس الدولية ، و ما هو معمول به في أغلب الدول في ميدان التعليم، فإن تدبير الزمن المدرسي بسلك الابتدائي الذي سيتم تطبيقه انطلاقا من السنة الدراسية 2012/2013 ، سيصبح على الشكل التالي : في الوسط الحضري الفترة الصباحية : من الساعة 8 إلى الساعة 12 الفترة المسائية : من 14 إلى الساعة 16.30 يوم الأربعاء من 8 الى12 صباحا فقط يوم الجمعة من 8 إلى 12 صباحا ، ومن 14.30 إلى 17 مساء» وقد أكد الوزير مضمون هذه المذكرة في الندوة الصحفية بمناسبة الدخول المدرسي مزهوا بترديد عبارة « خبراء المنظومة التربوية « وكأنه يبشرنا بفتح تربوي غير مسبوق؟؟ وحتى لانحشر في زمرة الأغلبية الصامتة ، نرى من الواجب الوطني التنبيه إلى معطيات الواقع العنيد التي تؤكد استحالة تطبيق هذه المذكرة في 90 في المائة على الأقل، من مؤسسات التعليم الابتدائي ، وذلك للاعتبارات التالية: إن الدول التي تدبر الزمن المدرسي وفق مذكرة السيد الوزير ، لم تنم ليلها لتصحو في الصباح وقد نزل عليها الوحي باستعمال زمني جديد ، كما فعل سيادته ، وإنما مهدت لذلك بتخطيط محكم، وتهيئ لبنيات الاستقبال المناسبة ، ماديا ومعنويا ونفسيا ، كتوفير الحجرات المستقلة ، وتوفير قاعات للمطالعة والإعداد ، وقاعات للأكل ، وأخرى للراحة ، وكذا توفير وسائل النقل الملائمة .. إن التوقيت الذي بشرنا به السيد الوزير ، يجعل أوقات العمل موحدة دخولا وخروجا ،بين كل التلاميذ وكل الأساتذة ، وهو ما يفرض توفر كل أستاذ على قاعة مستقلة ، والحال أن أكثر من أستاذ يتنابون على القاعة الواحدة ، التي يتكدس فيها التلاميذ كالسردين، طيلة أيام الأسبوع ؟؟ فما هو الحل السحري الذي يحمله الوزير لتجاوز هذه العقبة ؟؟ أم أن قرارات آخر ساعة لم تترك لسيادته أي وقت للتفكير في المعيقات ؟؟؟ كيف سنضمن لتعليمنا الجودة المرجوة ، ونبوئ منظومتنا التعليمية مكانة مرموقة بين الدول ، إذا كنا نمعن في « تسخسيخ « الأساتذة في وسائل النقل العمومي ، جيئة وذهابا بين 12 زوالا و2 بعد الزوال ؟؟؟ ومنهم من تبعد مدرسته عن مقر سكناه بالكيلومترات ؟؟ فلأي شيء تكفي ساعتين ؟ هل للتنقل أم للأكل ؟ أم للإعداد أم لأخذ قسط من الراحة ؟ أم لماذا ؟ هل يعلم سيادة الوزير ، أن ما يتباهى بانجازه في هذا المجال ؟؟ اعتمادا على « الخبراء « لم نجد له إلا السخط والاستنكار، وسط كل شركاء العملية التعليمية من تلاميذ وأساتذة ومدراء وأطر المراقبة التربوية ، وآباء وأولياء التلاميذ . وقد يتبلور هذا السخط والاستنكار ، في شكل احتجاجات ، ما أحوج دخولنا المدرسي إلى الاستغناء عنها . ويبقى السؤال عن ماهية خبراء المنظومة التربوية ، الذين أخذوا حيزا مهما في دفاع السيد الوزير عن قرار آ خر ساعة هذا . دون أن يفصح عنهم وكأني به قد حذا حذو رئيسه في الحكومة وهو يتحدث عن التماسيح والعفاريت .