عبر العديد من مديري مؤسسات التعليم الابتدائي، في تصريح للجريدة، عن اندهاشهم الكبير من مضمون المذكرة الوزارية التي أصدرها، محمد الوفا وزير التربية الوطنية، حول إعداد استعمال الزمن وفق التوقيت الجديد. وتنص المذكرة الصادرة بتاريخ 04 شتنبر الجاري تحت رقم 2156 X 2 على اعتبار يوم السبت والأحد يومي عطلة أسبوعية بالوسط الحضري ، حيث سيكون التوقيت الدراسي خلال الأيام الاثنين والثلاثاء والخميس في الفترة الصباحية من الساعة الثامنة إلى 12 زوالا، وفي الفترة المسائية من الساعة الثانية إلى الساعة الرابعة والنصف ، بينما سيكون توقيت العمل يوم الأربعاء من الساعة الثامنة صباحا إلى حدود منتصف النهار، بينما توقيت الدراسة ليوم الجمعة سيكون في الفترة الصباحية من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية منتصف النهار وفي الفترة المسائية من الثانية والنصف إلى غاية الخامسة. أما بالوسط القروي فسيتم اعتماد التوقيت اليومي المكيف حسب الظروف المناخية والجغرافية واعتبارات أخرى، اندهاش مسؤولي مؤسسات التعليم الابتدائي مرده إلى كون توقيت صدور المذكرة يأتي بعد أن تم الانتهاء من وضع استعمال الزمن الخاص بجميع رجال التعليم في بداية شهر غشت المنصرم، مع ما يتطلبه ذلك من مجهودات مضنية لتكييف التوقيت مع الحجرات الدراسية المتوفرة، وبالتالي فإن تطبيق المذكرة يفترض بالضرورة إعادة النظر في جميع الترتيبات المتعلقة بتوزيع الحصص، وبالتالي سيصبح من شبه المستحيل تأمين الدخول المدرسي في موعده المحدد. من جهة أخرى تضيف مصادرنا أن تنزيل هاته المذكرة تعترضه عوائق كبرى يستحيل تطبيقها بالمؤسسات التعليمية، إذ يفترض التطبيق السليم لها توفر كل أستاذ على حجرة خاصة به، والحال أن 95 % من المؤسسات تعاني من نقص مهول في عدد الحجرات بالنظر للعدد المرتفع للتلاميذ، حيث كان يتم اللجوء إلى ما يعرف بعملية التناوب على الحجرات لتفادي الخصاص، الأمر الذي يجعل من تطبيق هاته المذكرة ضربا من الخيال وسيؤدي بالضرورة إلى إرباك حقيقي للدخول الدراسي لهاته السنة. وختمت ذات المصادر تصريحها بالتأكيد على أن هاته المذكرة تكشف بالملموس الطبيعة الارتجالية التي تتخذ بها القرارات من دون الإلمام الجيد بحقائق ومعطيات الواقع التعليمي ببلادنا، وتكشف بالمقابل الانفرادية في اتخاذ القرارات وغياب النظرة التشاركية بين جميع مكونات المنظومة التعليمية، مما يساهم في تغذية مناخ الضبابية والارتباك مع ما يخلفانه من انعكاسات سلبية على السير العادي للمنظومة التعليمية ببلادنا، وهي الوضعية التي كانت محط تشخيص دقيق من طرف ملك البلاد في خطابه الأخير بمناسبة عيدي الشباب وثورة الملك والشعب.