احتشد العديد من سكان دوار الرويسات اولاد عيسى التابع للجماعة القروية مليلة صباح يوم الثلاثاء 28 غشت الجاري أمام مقر عمالة إقليم بنسليمان حيث نظموا وقفة احتجاجية دامت أكثر من ساعتين حملوا خلالها صور الملك والأعلام الوطنية، اضطر معها المسؤولون إلى استقبال ممثلين عنهم بإحدى مصالح العمالة لامتصاص غضبهم. وتأتي هذه الحركة الاحتجاجية التي شارك فيها حوالي 50 شخصا حسب تصريحات بعض المتضررين ل»الاتحاد الاشتراكي «للفت انتباه المسؤولين ومطالبتهم بالتدخل لفك الحصار المضروب على منطقتهم و رفع التهميش والإهمال الذي تعاني منه ساكنة الدوار المذكور منذ عدة سنين حيث ضعف وقلة الخدمات في جميع المجالات وعدم توفر المنطقة على أدنى شروط العيش. فعلى مستوى البنية التحتية فإن مساكن الدوار لاتستفيد من الكهرباء باستثناء 9 منازل تم ربطها بهذه المادة الحيوية و من ضمنها مسكن عضو المجلس القروي بالدائرة 5 علما أن أعمدة الكهرباء لا تبعد عن منازل المتضررين إلا بأمتار قليلة مما اعتبروه ظلما و حيفا ارتكب في حقهم نتيجة حرمانهم من الاستفادة من الكهرباء إسوة بباقي المحظوظين من ساكنة الدوار ممن أصبحوا ينعمون به. كما أن معاناة السكان في الحصول على الماء الصالح للشرب أصبحت جد شديدة بسبب انعدام وجود سقايات بالمنطقة الشيء الذي يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة تتجاوز 4 كيلومترات لجلب الماء من الدواوير المجاورة في ظروف صعبة و سيئة نظرا لوعورة التضاريس وانعدام المسالك بالمنطقة. فالمسلك الوحيد الذي يتوفر عليه الدوار لم يعد صالحا للاستعمال حيث أنه ملئ بالأحجار و تنعدم فيه القناطر علما أن المنطقة تكثر بها الوديان والشعاب مما يجد معه التلاميذ والسكان صعوبة في التنقل إلى المدارس وإلى الأسواق والمدن المجاورة لقضاء مصالحهم خصوصا عند تهاطل الأمطار الذي تكثر فيه الأوحال وتمتلئ فيه الوديان فتصبح مغادرة الدوار شبه مستحيلة و تفرض هذه الوضعية الإقامة الجبرية على الساكنة لمدة طويلة حيث تصبح المنطقة في عزلة شبه تامة باستثناء منزل العضو الجماعي المشار إليه الذي تم إيصاله بالمسلك القروي وحرمان باقي الساكنة ومعها الوحدة المدرسية المجاورة. أما على مستوى الخدمات الاجتماعية فالمنطقة تفتقر لمستوصف قروي مما يجعل السكان محرومين من الاستفادة من الخدمات الطبية والعلاج حيث يضطرون إلى قطع مسافة طويلة تزيد عن 7 كيلومترات للوصول إلى المركز الصحي بمليلة من أجل تلقي العلاج هذا الأخير يفتقر لأبسط الوسائل و المعدات الطبية مما قد تعرض هذه الوضعية غير السليمة حياتهم للخطر و تنعكس على صحة المرضى منهم كما وقع مؤخرا لإحدى السيدات التي لفظت أنفاسها الأخيرة داخل المركز الصحي المشار إليه بسبب قلة العناية و انعدام شروط التطبيب به. و في المجال التعليمي، فالفرعيتين المدرسيتين( سيدي شعري و سيدي قاسم) تفتقدان للبنية التحتية حيث لا وجود للمرافق الصحية و لا تستفيدان لا من الماء الصالح للشرب و لا من الكهرباء علما أن أعمدة الكهرباء لا تبعد عن إحداها إلا ب200 متر حسب تصريحات المحتجين كما أن بعض حجرات الأقسام توجد في حالة سيئة مما ينعكس سلبا على التحصيل والدراسة. و للإشارة فهذه ليست هي المرة الأولى التي يحتج فيها سكان الدوار المذكور فقد سبق لهم أن نظموا عدة وقفات خلال السنتين الأخيرتين بنفس المكان ووجهوا عدة شكايات إلى المسؤولين بالإقليم وإلى رئيس جماعة مليلة كما زار البعض من هؤلاء المسؤولين المنطقة ووقفوا في عين المكان على معاناة الساكنة جراء التهميش و الإهمال لكن دون جدوى بل أكثر من ذلك فقد قوبلوا في عدة مناسبات باللامبالاة من طرف رئيس الجماعة وذلك انتقاما منه على عدم مساندة بعضهم لهم في الانتخابات التشريعية الأخيرة حسب تصريحات بعضهم لجريدتنا. فإلى متى ستظل المنطقة المشار إليها تعاني من التهميش والإهمال؟