خلفت الزيارة التي تقوم بها كيري كنيدي الى الأقاليم الصحراوية، ردود فعل قوية بين الأحزاب السياسية والحكومة المغربية، حيث الوفد يتكون من خمسة تنظيمات جمعوية أمريكية تهتم بقضايا حقوق الإنسان في العالم، لكن مسؤولين اعتبروا الزيارة انتقائية ومحاولة للاصطياد في الماء العكر لضرب المصالح المغربية، بعدما تلقت البوليزاريو والدائرون في كنفها هزيمة قوية دولياً، خاصة بعد القرارات الأممية ودعم بان كيمون للشرعية المغربية وعدم توسيع صلاحيات جهاز المينورسو الذي يطالب المغرب بإقالة مسؤوله كريستوفر روس، حيث لم يعد أمام دعاة الانفصال إلا البحث عن صدى إعلام في الخارج لتبرير مزيد من المساعدات الإنسانية التي توجه للدائرة المقربة من النافذين في المخيمات والمتحلقين حول الانفصالي محمد عبد العزيز والمخابرات الجزائرية. واعتبر فتح الله ولعلو نائب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في تصريح لجريدة »الاتحاد الاشتراكي« ،تعليقاً على هذه الزيارة، بأن المغرب بلد منفتح وفي نفس الوقت، يجب أن نكون حذرين حتى لا يتم استغلال الحرية ضد مصالح الوطن، وأكد ولعلو أن هذا الوفد المرحب به مغربياً يجب أن يذهب إلى زيارة مخيمات تندوف للوقوف على الواقع هناك، حيث غياب الحرية وسيادة العنف والتعذيب. وشدد ولعلو على أن المغرب لن يسمح باستغلال حرية الزيارة للمس بمصالحه الأمنية، مؤكداً «المغرب في صحرائه ويتحمل مسؤوليته كاملة في الدفاع عن كرامة وحرية أبناء شعبنا في جميع مناطق المغرب». من جهته، أكد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن موقف الحكومة واضح وعبرت عنه من خلال بيان رسمي، حيث المطلوب والواجب أن تنظر هذه الجمعيات بموضوعية للوضع في الأقاليم الجنوبية، وكذا عليها مراجعة أوضاع حقوق الإنسان في مخيمات تندوف. ونفى الخلفي في تصريحه للجريدة أن يكون هناك أي حصار أمني للوفد الأمريكي، مؤكداً أن كل الادعاءات من هذا القبيل عارية من الصحة، وأن الاجراءات المتبعة عادية جداً، مؤكداً أن المغرب انخرط في مسار لحقوق الإنسان لا رجعة فيه، وأن المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومجلسه الجهوي، له من القوة القانونية ما يستطيع به النظر في أية شكاية في هذا الموضوع. وشدد الخلفي على أن المغرب في موقف قوة في الميدان، وخاصة بعد اجتماع جنيف. من جهتها، أكدت نبيلة منيب الأمينة العامة لليسار الاشتراكي الموحد أن المغرب يجب أن لا يهتم بمثل هذه الزيارات العادية بقدر ما يجب عليه الاهتمام بالمقترح المغربي الذي يرمي إلى حل سياسي متوافق عليه، والذي تحول دونه قوى في المنطقة لها مصالح متضاربة ومناقضة للمغرب. وأوضحت منيب أن المغرب هو المتضرر الأول من عدم حل المشكل في الصحراء وكذلك أوضاع حقوق الإنسان بتندوف، وشددت منيب على أن المغرب مطالب بتقوية الجبهة الوطنية الداخلية في كل الأقاليم، واعتماد مقاربة تشاركية بين جميع الأطراف من أحزاب سياسية وجمعيات مدنية من أجل تفعيل الدبلوماسية الشعبية لما لها من دور في الدفاع عن الموقف المغربي. وأشارت منيب إلى أن المنطقة تعرف تنامي الإرهاب وضرب حقوق الإنسان بشكل يومي في منطقة تندوف وفي المناطق المجاورة لها جنوب الصحراء. وأكدت منيب على ضرورة رفع الحيف داخليا عن الأحزاب الديمقراطية والتقدمية التي قدمت الكثير من أجل قضيتنا الوطنية، واستكمال الوحدة الترابية لاسترجاع صحرائنا. واعتبرت مثل هاته الزيارات عادية لا يجب التخوف منها لأنها مطالبة بنقل الواقع فقط. وفي سياق زيارة الوفد الأمريكي، علمت الجريدة بإجراء محادثات مع مسؤولين مغاربة بالمنطقة رسميين ومجتمع مدني، كما أشارت نفس المصادر إلى حالة إحباط يعيشها بعد دعاة الانفصال والذين كانوا يوهمون ضيوف المغرب بأن الصحراء مشتعلة وأنهم سيستقبلونهم بمظاهرات ضخمة، وبمظاهر تشير إلى عدم الاستقرار وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع، حسب نفس المصادر.