اعتادت مجموعة من الجمعيات التربوية والثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية، الاستفادة من دعم المجلس البلدي على شكل منح مالية أو عينية أو معنوية أو الاستفادة من المرافق العمومية التابعة للجماعة، من أجل تنفيد برامجها الإشعاعية و التكوينية السنوية... وكان المجلس البلدي يخصص جزءا من ميزانيته لهذا الدعم تشجيعا لتلك الأعمال المرتبطة بالمواطنين، وكان يخصصها بناء على الطلبات ووفقا لحاجيات الجمعيات والبرامج وطبقا للإمكانيات المادية... كما أن لجنة الثقافة والرياضة كانت تقترح على المجلس تصورات في الموضوع بعد اللقاءات التي كانت تعقدها مع الجمعيات، وأحيت ربيع خريبكة الثقافي والرياضي وأعدت تقارير حول المركب الثقافي ومشروع المعهد البلدي للموسيقى وفضاء الطفل و الخزانة البلدية ومشاكل دار الشباب وبرنامج الخزانة الوسائطية وتنشيط المؤسسات التعليمية والمركبات الاجتماعية والخيرية وعقد شراكات مع المجتمع المدني...كل هذا في عهد المجلس البلدي السابق(2003-2009)... لكن المجلس البلدي الحالي ومنذ سنة 2009 ورغم مجهودات رئيس لجنة الثقافة والرياضة الحالي، فإن رئيس المجلس يحارب كل ما هو ثقافي أو تربوي أو رياضي، ففي عهده أغلق المركب الثقافي في وجه الجمعيات وخاصة المسرحية للتدريب أو التربوية من أجل تنشيط الأطفال أو الفنية ورفض الشراكة مع المركز السينمائي المغربي و مهرجان السينما الإفريقية لعرض الأشرطة السينمائية خلال نهاية الأسبوع ورفض العروض المسرحية وتهميش الخزانة البلدية والخزانة الوسائطية و لهما مشاريع طموحة، أجهضها الرئيس وأجهض ربيع خريبكة الثقافي وكل المشاريع الثقافية بالمدينة. ومنذ 2009 لم تستفد أي جمعية تربوية وثقافية ورياضية وفنية من أي دعم وأقفل كل المنافذ واقتصر دعم المجلس فقط على الجمعيات المخزنية والمفروضة عليه من طرف السلطة الإقليمية من جمعيات: القصور الكلوي والخيرية، وحتى الجمعيات المرتبطة بالمجلس كحسنية بلدية خريبكة لكرة القدم وألعاب القوى تشكو من التهميش والإقصاء واللامبالاة، مما حتم عل فرع كرة القدم النزول إلى القسم الشرفي بعدما كانت تمثل المدينة في قسم الهواة. أما الملعب البلدي»لعكرب» فتلك حكاية أخرى، فرغم مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في بناء فضاء ومركز الاستقبال، فإنه مغلق إلى حدود اليوم في وجه الجمعيات وفي وجه المدينة....وهو نفس مصير القاعة المغطاة مولاي يوسف التي ابتلعت الملايين منذ 1989 وتم تدشينها خلال الزيارة الملكية في مارس 2012 . فلولا مندوبية الشبيبة والرياضة التي تديرها اليوم بتدخلات عامل الإقليم لتحولت هي الأخرى إلى أطلال كما وقع للمسبح البلدي بجوارها. إذا استثنينا بعض المبادرات مثل مهرجان السينما الإفريقية والمهرجان الوطني للأفلام الوثائقية ومهرجان عبيدات الرما وبعض البرامج الجادة لبعض الأندية والجمعيات الملتزمة والتي لا يدعمها المجلس البلدي، بل يحضر فقط لتأثيث المشهد الرسمي في الافتتاح...فإن مدينة خريبكة تبقى بدون مؤسسة دستورية داعمة ومحتضنة للأنشطة المغذية للفكر والمساهمة في التربية المواطنة طبقا للقرارات الحكومية وبنود الدستور الجديد. وبدعوى الخوف من تقارير وملاحظات المجلس الجهوي للحسابات، تفتقت عبقرية رئيس المجلس البلدي واقترح تشكيل لجنة من 6 مستشارين من المجلس للتقرير في كيفية دعم الجمعيات بناء على الطلبات.. وتم تعيين المقربين منه في جلسة درامية ليوم 3 غشت الماضي، بعد مرور أكثر من سنتين على هذا المجلس توصل المجلس بعشرات الطلبات، وللبت فيها تحتاج اللجنة لأسابيع عديدة وسيتم التلاعب فيها طبقا لمنطق المحسوبية والزبونية والحزبية الضيقة المعهودة في المجلس الانقلابي. إنه القطاع الوحيد الذي شكل فيه الرئيس لجنة، ولماذا لم يشكل لجانا في قطاعات الصفقات العمومية وأشغال البلدية والتعمير والجبايات والنظافة والكهرباء وتعبيد الطرقات واحتلال الملك العمومي؟؟؟. و لماذا الاقتصار فقط على الجمعيات؟ إن الجواب سهل. الرئيس وحاشيته ومساندوه، يعتبرون الجمعيات غير مربحة وبالتالي لن يضيعوا وقتهم معها، و يجب البحث عن قطاعات اخرى مربحة.. إنها عقلية الرئيس، الربح أولا وهي عقلية مقاولاتية انتخابية بامتياز. أما الجمعيات الجادة والفاعلون الأساسيون بالمدينة فلا وجود لهم ولا مكانة لهم داخل المجلس البلدي، لأنهم لا يسايرون تلك العقلية، وبالتالي تتم محاربتهم وإبعادهم .